بعد دحره عسكريا.. الموصل تحارب داعش فكريا
بدأت مدينة الموصل المرحلة الثانية من الحرب على تنظيم داعش، بعد دحره عسكريا، تتمثل في تنظيم دورات تثقيفية تهدف إلى نشر مفاهيم التعايش.
يقول مصعب محمود، الذي تابع إحدى الدورات إن "الموصل يحب أن تتحرر فكريا من داعش، بعد أن تحررت عسكريا. لقد خدعتنا أفكار داعش، والآن نسعى إلى تحرير أنفسنا من تلك العقيدة المسمومة".
يشارك متطوعون من مختلف الاتجاهات والمهن في الجلسات التي ينظمها "منتدى علماء الموصل"، بهدف تمكينهم من محو تأثير فكر داعش على أهالي المدينة.
ويتولى خمسة أساتذة من جامعتي الموصل وصلاح الدين، من المختصين في شؤون الدين والشريعة، إلقاء المحاضرات خلال الدورة التي تمتد أسبوعا واحدا.
متطوعون في "منتدى علماء الموصل"
وتركز المحاضرات على حقوق الإنسان والتنمية البشرية والتعايش السلمي والسلام المجتمعي، حسب رئيس المنتدى الشيخ صالح العبيدي.
ويشير إلى أن "المشاركين تلقوا دروسا حول العقيدة والفقه الإسلامي والحديث، تمكنهم من الرد على أفكار تنظيم داعش المتطرفة، وتجفيف منابع الإرهاب الفكري".
ويقوم المتطوعون المتخرجون من الدورات بمحاربة داعش على الإنترنت وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، وفضلا عن ذلك تقوم فرق ميدانية بزيارة المواطنين في الأحياء والمناطق السكنية.
وتركز عملية التثقيف على الأطفال الذين أجبروا على دراسة مناهج داعش التي استهدفت تحويلهم إلى مشاريع مسلحين على حمل السلاح قبل أي شيء آخر.
ويقول إبراهيم محمد، وهو مدرس متطوع في الدورة إن عمله سيساعده على محو أفكار التنظيم في عقول الأطفال الصغار لأنه على تواصل يومي معهم، وسيستهدف أيضا أولياء الأمور لأن للبيت والعائلة "الدور الأكبر في المساعدة على نشر أفكار التسامح والتعايش".
أما رجل الدين الشاب محمد أحمد فتاح العبايجي فيسعى إلى مخاطبة الشباب من "داخل المسجد"، وسيقوم بتنظيم دورات وحلقات دراسية في منطقته.
وتعمل السلطات المحلية بالموصل في اتجاه مماثل، ويقول قائم مقام قضاء الموصل زهير الأعرجي إن هناك مناهج ودورات أخرى للتلاميذ من عمر سبعة إلى 14 عاما، ودورات إجبارية للموظفين "تهدف إلى تغيير أفكار داعش".
ويؤكد الأعرجي أن "من الضروري استحداث وتغيير المناهج الدراسية من أجل "التركيز على المبادىء الحقيقية للإسلام".
وتأسس "منتدى علماء الموصل" عام 2014 في إقليم كردستان، من قبل رجال دين فروا من المدينة لدى دخول داعش إليها. وخلال احتلال داعش للموصل، نظم المنتدى أنشطة وفعاليات عبر وسائل الإعلام، ما أثار غضب مسلحي التنظيم الإرهابي الذين كانوا يلاحقون متابعي تلك البرامج ومعاقبتهم.
المصدر: أ ف ب |