بالصمت السلبي .. حتى “المداحون” ينصرفون عن أحمدي نجاد في إيران !
بدأت حملة إعلان البراءة من “أحمدي نجاد” عام 2011 تقريباً، ذلك الشخص الذي سعى جميع الأصوليين إلى تسليمه السلطة في الفترة من (2005 – 2009)، ولم يتورع أنصاره في سبيل تحقيق هذا الهدف عن الهجوم على منافسه، آنذاك، “مير حسين موسوي”، فأختلقوا الشائعات وروجوا لها بين أتباع هذا التيار.
حينذاك حذر الأصوليون المعتدلون، وكلهم كانوا أعضاء في مجمع رجال الدين المناضلين، عموم الأصوليين من التردي الأخلاقي، لأن نتائج هذه الإتهامات ستكون مؤلمة، وقد كان، إذ يواجه أصدقاء “أحمدي نجاد” أحكام بالسجن.
أين المداحون المحسوبون على “أحمدي نجاد” ؟
هناك مجموعة من المداحين المحسوبين على “أحمدي نجاد”، الذين إلتزموا الصمت حيال مسألة البراءة منه أو الاستمرار في الدعم والتأييد. فقد مرت أيام دون أن يتكلموا وتراجع دورهم على الصعيد السياسي والاجتماعي. إنهم المداحون الذين قاموا بكل شيء حتى يفوز “أحمدي نجاد”، فحولوا مناير المداحين إلى منابر سياسية تدعم “نجاد”. على حد وصف صحيفة (القضية) الإيرانية المحسوبة على التيار الإصلاحي.
لكن الملفت أنه لا توجد أي أخبار عنهم حالياً، وهم يلتزمون الصمت تماماً. وللتعرف بشكل أفضل على شكل هذا الدعم، سوف نعيد قراءة دعم المداحين لـ”أحمدي نجاد”.
ناصر الأمس .. صامت اليوم..
بلغ دعم بعض المداحين لـ”أحمدي نجاد” مداه عام 2005، حينها أصدر “سعيد حداديان”، و”محمد كريمي”، و”منصور أرضي”، و”عبدالرضا هلالي”، مع 100 مداح آخر، إعلاناً بشأن دعم مرشح “باسيج الولاية الدكتور محمود أحمدي نجاد”، واستمر هذا الدعم حتى نهاية الحكومة العاشرة.
وقال البعض أن الهدف من هذا الدعم لم يكن فقط فوز “أحمدي نجاد” بالرئاسة؛ وإنما الحيلولة دون صعود “هاشمي رفسنجاني” إلى سدة الحكم من جديد.
وقيل إنه توجه في العام 1997، (أي العهد الإصلاحي)، إلى جامعة طهران بناء على توصية من “عبيد زاكاني”، ونجح حينها في الحصول على إدارة “مسجد جامعة طهران” بدعم من “أبو ترابي فرد” ممثل الولي الفقيه آنذاك، وهو ما يعكس سعة صدر الإصلاحيين في تلك الفترة والتعامل مع المنافسين، لكن كانت إجابة المداح “سعيد حداديان” غير متوقعة، وتصور هو وآخرون عام 2005 أن بمقدورهم إنشاء المدينة الفاضلة الموجودة بأذهانهم على أرض الواقع من خلال دعم “أحمدي نجاد”، لكن عمر هذا الدعم لم يكن طويلاً، إذ كانت 2010 بمثابة عام فك الإرتباط بين “سعيد حداديان” و”أحمدي نجاد” على خلفية اهتمام الأخير بصهره “أسفنديار رحيم مشائي” دون المرشد “علي خامنئي”. حينها صرح “حداديان”: “أمة حزب الله تطيع مقام المرشد، وعلى الجميع أن يتبع نهج الولاية والإرشاد”.
وكانت تلك الإنتقادات سبب الشكوى منه، حيث قال: “شكاني رئيس الجمهورية فضلاً عن مشائي، وليس لدي مشكلة في أسلوب الحوار، وأنا مستعد للإجابة على أي حال”. وبعد إنتهاء فترة “أحمدي نجاد” تركزت استراتيجية “حداديان” على إنتقاد “روحاني” و”هاشمي”، لكن الجدير بالتأمل حالياً أن أنصار “أحمدي نجاد” بالأمس، يتسابقون الآن في إعلان البراءة منه، وسكوت هذا المداح على إجراءات رئيس الجمهورية المحبب إليه ملفت للإنتباه.
“منصور أرضي” يلتزم الصمت..
أمتزج اسم “أحمدي نجاد”، قبل رئاسة الجمهورية، في الكثير من المراسم باسم المداح “منصور أرضي”، وقد سعى إلى المحافظة على هذه الرابطة بعد الوصول إلى رئاسة الجمهورية، للإستفادة من منبر هذا المداح.
وعليه كان “أرضي” أحد الملازمين لـ”أحمدي نجاد” في جولاته بالأقاليم الإيرانية، وقدم المدائح في اجتماعات الحكومة الخاصة والمناسبات العامة. كسابقه أتخذ “أرضي” موقفاً مضاداً من “رحيم مشائي”. وأتخذ “نجاد” و”مشائي” الموقف نفسه وقدما شكوى ضد “أرضي”. وذات صباح غاب “أرضي” عن المشهد، وأخيراً رجح عدم مماهاة الأصوليين في إعلان البراءة من “أحمدي نجاد”.
سكوت المداحون بأمر “قاليباف”..
ثمة ملاحظة مهمة، وهي توجه بعض المداحين المحسوبين على “أحمدي نجاد” نحو “محمد باقر قاليباف”، عمدة طهران السابق. إذ اصدر الأخير، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بياناً يدعو “مجمع مداحيين طهران” إلى العمل.
وبالتأكيد لم تكن ميول المداحيين إلى “قاليباف” وليدة العام 2017؛ وإنما تعود إلى العام 2005، حيث نشر نجل “قاليباف” صورته ووالده في جمع من الداحيين. وحين إنسحب “قاليباف” من الانتخابات، لصالح المرشح الأصولي “إبراهيم رئيسي”، كتب “منصور أرضي”: “إن ما يحدث اليوم من إنسحاب السيد قاليباف لصالح حجة الإسلام رئيسي يعكس رجولة وغيرة وإيثار كلاهما”.
وبالتالي ثمة إعتقاد أن سكوت المداحين على “أحمدي نجاد” مؤخراً؛ سببه توصيات “قاليباف”، حيث يبدو أن عمدة طهران السابق لا يزال يتطلع إلى الرئاسة ولا يريد توريط مداحيه في المشاكل بشكل مبكر.
كتابات |