أعلاميون من أجل السياسة.. وأعلاميات في أحضان الكتل
عندما يقدم أعلامي ومقدم برامج على تأسيس حزب سياسي ويسخر نفس الطاقات الأعلامية التي كان يستخدمها في محاربة "الفاسدين", لكن هذه المرة يستخدمها من أجل مشروعه السياسي الانتخابي القادم, فمن حقنا أن نتسائل عن النوايا الحقيقية التي تدفع هؤلاء الأعلاميين لإثارة ملفات الفساد والحديث عنها خصوصاً إذا ماعلمنا أنه يتحالف مع رأس من رؤوس الفساد ويعتمد عليه في تمويل حزبه.
أعلاميات يجرين مقابلات مع سياسيين للحديث عن الفساد وفضح ملفاتهم لكن بعد فترة نتفاجأ بانضمامهن في قوائم انتخابية كمرشحات عن نفس الجهة او الحزب الذي تحدثن عن فساده يوماً ما, وحقيقة أن هذا الأمر يولد صدمة لدى الجمهور وهو يرى تسخير الشخصيات الأعلامية في المشروع السياسي لخدمة نفس الوجوه التي تسببت بكل هذا الفساد الذي نعيش آثاره اليوم.
وهذا الأمر سينجر على المؤسسات الاعلامية التي يعمل لصالحها هؤلاء الأعلاميون وتضعها ضمن التصنيفات والتوجهات السياسية, وهو ليس بالأمر الغريب على الساحة الأعلامية العراقية ولا حتى العربية حيث أن ألأعلام العربي اعتاد على أن يكون تابعاً ومسيساً لخدمة مشروع ما, ونادراً ماتجد محطة أو صحيفة تعمل بجهد ذاتي وتخدم مشروعاً عاماً وعدم الانجرار وراء المصالح الحزبية والفئوية.
عندما نسلط الضوء على هكذا ظواهر لانقصد تسقيط مشروع ما, ولكن الغاية الحقيقية منه هو توعية الشعب والشارع العراقي بأن شرارة التغيير التي يحلم الجميع بإنطلاقها, لا تأتي الا من خلال الشعب والأوساط الجماهيرية التي تؤمن بضرورة التغيير, وأن كل ما ترونه من برامج وتقارير وكشف للملفات يدخل في سياق التنافس السياسي وخدمة المشاريع الانتخابية, وان رؤية مشروع أعلامي يعمل وفق السياقات المهنية والتي تخدم المصلحة العامة وبمعزل عن السياسة أصبح فعلاً من النوادر.
علي بشارة
سكاي برس |