صحيفة: بارزاني عرض حكومة كردستان لأزمة سياسية.. وأحزاب الإقليم تخشى حل الحكومة لهذا السبب
ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية، في تقرير لها نشرته اليوم السبت، أن رئيس إقليم كردستان المتنحي، مسعود بارزاني، عرض حكومة الإقليم الى أزمة سياسية، فيما أشارت الى أن ثقافة حل الحكومة لم تنضج بعد في الإقليم.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن “مسعود البارزاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان، عرّض حكومة الإقليم إلى أزمة سياسية بسبب مغامرة محاولة الانفصال عن العراق، آلت إلى تنحيه عن السلطة أواخر تشرين الأول الماضي”.
وأضافت، أن “محاولة الانفصال خلفت تداعيات سياسية واقتصادية على الإقليم، وتجاذبات سياسية بين الأحزاب الكردية لجهة الاختلاف حول استمرارية الحكومة الحالية أو حلها”.
ولفتت الى أن “وجهات النظر تتعارض بين الأحزاب الكردية، حيث لم يقبل الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بحل الحكومة حتى لا يهمشا في السلطة، فيما تبدو بقية الأطراف غير مستعدة لترث حكومة غارقة في الديون”.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن موقع “نقاش”، أنه “عقب استفتاء الـ 25 من أيلول الماضي ظهرت موجة قوية تطالب بحل حكومة الإقليم الحالية حيث تعتبرها السبب الرئيس لأزمة الإقليم بعد الاستفتاء والمشكلات السابقة، فيما لم ترضخ السلطات في المقابل لهذا الطلب ووقفت ضده”.
وتابعت الصحيفة، أن “مؤيدي حل الحكومة يرون الحكومة الحالية ليست في مستوى الأزمات الاقتصادية والسياسية فيما يعتبر معارضو هذا الطلب المدة المتاحة أمام تشكيل حكومة أخرى قليلة، ويؤيدون تغييرات نسبية في التشكيلة الوزارية”.
وأكملت قائلة: “لا أحد في كردستان يريد أن يتسلم حكومة عليها ديون لكن قد لا يكون بإمكان حكومة جديدة في هذه المرحلة أن تطفئ نار الأزمات التي يعاني منها الإقليم، باعتبار أن تلك الخطوة ستحدث فراغا قانونيا قبل الانتخابات الجديدة من جهة، وقد لا تكون أي شخصية سياسية مستعدة لترث حكومة غارقة في الديون المحلية والخارجية من جهة أخرى”.
وأعلنت حركة التغيير، في الـ 23 من تشرين الأول الماضي، حزمة من المطالب سلمتها إلى حكومة إقليم كردستان، كان من أبرز نقاطها “تشكيل حكومة مؤقتة بدل الحكومة الحالية حتى الانتخابات المقبلة، لكن نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان، رد بأن “الحكومة الحالية هي مؤقتة وإن تشكيل حكومة جديدة سيأخذ وقتا طويلا”.
أزمة طويلة
وأشار تقرير الصحيفة، الى أنه “سبق أن مدد برلمان كردستان عمله في تشرين الأول الماضي لمدة ثمانية أشهر، وبالتالي سيمتد عمر التشكيلة الوزارية الحالية للمدة نفسها والتي بقي من عمرها حوالي ستة أشهر”، مبينة أن “تمديد عمر البرلمان والحكومة جاء في وقت تم استبعاد أربعة وزراء من مجموع وزراء التشكيلة الحالية العشرين وهم الوزراء التابعون لحركة التغيير، فيما استقال اثنان آخران عن الاتحاد الإسلامي والمسيحيين”.
ولفتت الى أن وزير الزراعة والموارد المائية عن الجماعة الإسلامية، عبد الستار مجيد، “قمام بتحريك موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة خلال اجتماع مجلس الوزراء”.
وقال مجيد: “لم نرفض الفكرة، ولكن المجلس قرر اتخاذ القرار حول الأمر بعد مناقشته مع الأطراف السياسية”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة، لم تسمه، إلى أن “نيجيرفان بارزاني يؤيد البت في موضوع الحكومة المؤقتة خلال اجتماع خماسي”.
وذكرت، أنه “وليس من السهل رمي الكرة إلى ملعب الاجتماع الخماسي الذي سيضم الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وحركة التغيير والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي في ما يخص مشكلة كبيرة كمصير الحكومة”.
وأضافت، ا، “مشكلات إقليم كردستان السابقة لم تحل في مثل هذه الاجتماعات سابقا، خصوصا وأنه تم عقد تسعة اجتماعات خماسية مثلها حول موضوع رئاسة الإقليم في عام 2015، وعلى الرغم من عدم توصلها إلى اتفاق فإنها عقدت الأزمة أكثر”.
وقالت الصحيفة، إن “حكومة إقليم كردستان شهدت منذ تأسيسها عام 1992 تشكيل ثمانية تشكيلات ولكن لم تحل أيا منها مع أن الإقليم مر خلال 24 عاما الماضية من عمره بأزمات شديدة كانت أبرزها الحرب الأهلية والأزمة السياسية والاقتصادية في الأعوام القليلة الماضية بسبب اشتداد خلافاته مع الحكومة المركزية”.
وبينت، أن “الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان لم تجر على مدى 12 عاما، على الرغم من ارتباط التشكيلة الحكومية بدورة برلمانية مدتها أربع سنوات”.
ونوهت الى أنه “عندما اندلعت الحرب الأهلية عام 1994 قسمت الإقليم إلى منطقتين إداريتين، ولم تحل الحكومة في أربيل بل بقي الحزب الديمقراطي مسيطرا عليها فيما شكل الاتحاد الوطني حكومة أخرى في الحدود الإدارية للسليمانية”.
ونقلت عن دلير ماواتي، رئيس كتلة الاتحاد الوطني في برلمان كردستان، قوله: “نحن لا نؤيد حل الحكومة بل من الأفضل إجراء تغييرات في الوزراء وتغيير بعض الوجوه”.
واختتمت بالقول، إنه “بين اتخاذ قرار لتشكيل حكومة مؤقتة واستمرار حكومة إقليم كردستان الحالية تبقى الهوة بين الأطراف كما هي، فيما يبدو أن ثقافة حل الحكومة في إقليم كردستان لم تنضج بعد وقد بات الأمر خطا أحمر بالنسبة للأطراف التي تحكم منذ 25 عاما”.
بغداد اليوم
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words