مقال خطير حول أحمد الصافي أمين العتبة العباسية
بلطجية السيد أحمد الصافي سليم
الحسني لو رفعت المرجعية حمايتها عن السيد أحمد الصافي، لانكشفت
امبراطورية مترامية الأطراف من الفساد المالي وعمليات الابتزاز والتهديد
والتجارة بالممنوعات وتهريب الأسلحة وغسيل الأموال والصفقات الفاسدة والتحكم بالقضاء.
لكن هذا الأمر ليس سهلاً، فالسيد أحمد الصافي
بامكاناته وأعوانه وتشعباته، صار
أقوى من المرجعية، إنه القوة
العميقة المستعصية عليها، ويكفي
أنه أجبرها على اختياره متولياً
للعتبة العباسية، بعد ان انتهت
مدته القانونية كأمين عام للعتبة،
وسيبقى في منصبه فوق القانون
والفتوى ورأي المراجع.
ربما يقول البعض
وكيف ذلك؟ وكلمة واحدة من مكتب
السيد السيستاني تقلب الموازين
وتغير المعادلات.
وهذا الكلام صحيح في
ظاهره، لكنه يصبح مجرد كلام في
الأروقة الخاصة والغرف المغلقة.
وقد عانى العديد من مراجع الدين
الكبار من بروز وكلاء لهم، يعرفون
كيف يتحولون الى مراكز قوة لا
يستطيع المرجع الكبير أن يسيطر
عليهم، بل يخشى أن يقترب من
مملكاتهم وامبراطورياتهم
المتنفذة.
اعتمد السيد أحمد
الصافي على أحد أقربائه من جهة
المصاهرة ليكون ذراعه الضاربة
ويده التي تنال من منافسيه ولسانه
الذي يهدد معانديه، فيخضع خصوم
الصافي رغماً عنهم، يفضلون
الخسارة المالية والقضائية
والحيف والظلم، على التفريط
بحياتهم وبأمنهم الشخصي.
يستند السيد الصافي
على مجموعة أشخاص من البلطجية،
يرأسها قائد فرقة العباس القتالية
(ميثم الزيدي) الرجل المقرب منه
ليس بحكم المصاهرة فحسب، إنما
بحكم إدارة أعماله وبسط نفوذه
والإتيان له بالأرباح صافية تتكدس
أمامه بالحقائب المثقلة بملايين
الدولارات، وبأخرى من الذهب
المهرّب وممنوعات يعاقب عليها
القانون بالسجن الطويل
وبالاعدام.
ميثم الزيدي، قائد
فرقة العباس القتالية، نال الحظوة
عند الصافي، فوضع العمامة على
رأسه بعد أن تزوج إحدى قريبات
الصافي، وصار أحد أهم مساعديه
البارزين. وبحكم سوابقه في عمليات
الإغتيال التي برع بها بعد سقوط
النظام السابق، تحول الى الرجل
المقرب الذي يتقدم الصفوف
والمراتب الإدارية، ويزاحم
الآخرين بركبتيه على القرب من
الصافي. وقد استطاع ان ينجح في
مهمة إبعاد المنافسين لتولي أمانة
العتبة العباسية عن طريق التهديد.
فبمجرد أن يبرز اسم منافس، فان
اتصال أو حركة من (ميثم الزيدي)
كفيلة بأن تجعل هذا المنافس
يتراجع عن خطوته، وينسى الموضوع
نهائياً، ويتصرف بطريقة مبالغة
ليُدخل الاطمئنان الى قلب الصافي،
بأنه لن يعود اليها ثانية.
ميثم الزيدي الشاب
المولود عام ١٩٨٣ في الناصرية،
والمقيم منذ التسعينات في كربلاء
مع أهله، هو صانع الثروة التي
يريدها الصافي، ومن غيره لا
يستطيع الصافي أن يبقى على هذه
القوة النافذة التي ترعب
المنافسين من رجال الدين والتجار
ورجال الاعمال والقضاة والأجهزة
الأمنية وأصحاب الشركات
وغيرهم.
وبهذه القوة
والامتيازات، نشأت العلاقات
المالية الوثيقة بينه وبين رئيس
الوقف الشيعي علاء الموسوي،
فالثاني بحاجة الى الأول يستعين
به، والأول يستخدم الآخر لما
يريد، وهكذا تقاسم الرجلان
المكاسب خارج الشرع
والقانون.
سيشن جنود الصافي
هجومهم الشتائمي، لا بأس ليفعلوا ذلك.
سيشكك
البسطاء بهذا الكلام، لا بأس
أيضاً، ففي المقال القادم سأذكر
قائمة بجرائم الزيدي، وأبواب
المال التي يفتحها على
الصافي.
سيستغرب المخلصون،
كيف يسكت مكتب السيد السيستاني
على ذلك؟
هنا
يجب أن يتجه السؤال الى مكتب
المرجع الأعلى، فالقضية تهم كل
شيعي يحرص على مكانة المرجعية
ومنزلتها وموقعها الأول في الوسط
الشيعي.
ولنضع في الحساب
احتمالاً واحداً بأن مكتب
المرجعية العليا لا يعرف بذلك،فأرجو ممن يستطيع إيصال مقالي هذا
الى المكتب، وتلك خدمة للمذهب
وللمرجعية والمجتمع، يستحق
المبادر الشكر، وله من الله
الثواب.
دكتور مشكور |