بارزاني يواجه شبح الاستقالة... ضغوطات دولية دفعته لذلك واتصال من تيليرسون أجّل الموضوع
الغد برس/ صلاح بابان:
يواجه رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني، أكثر من سيناريو فيما يخص منصبه بعد انتهاء ولايته الشرعية عام 2013.
وخلال الأيام الماضية وبالتحديد بعد أحداث يوم 16 تشرين الماضي يتطرق الإعلام الكردي بشكل خاص والعراقي بشكل عام عن احتمالية بقاء بارزاني في منصبه أو رحيله بعد بقائه فيه لأربع سنوات من انتهاء الولاية الشرعية.
تدخلات إقليمية ودولية أصبحت الخط بشأن بقاء بارزاني في منصبه أو رحيله، إلا أن التدخلات في هذه المرة تختلف عما كانت في عام 2013، اذ ان جهات دولية أولاً وإقليمية ثانياً لا ترغب ببقاء بارزاني في المنصب الذي يشغله منذ عام 2005 لعدة أسباب أهمها، التقارب الكردي الإسرائيلي ازعج كثيراً دول معينة مثل ايران وسعودية فضلاً عن بغداد، فضلاً عن الرفض الكردي الداخلي لوجود مسعود بارزاني في العملية السياسية بالإقليم.
مصدر مطلع أخبر "الغد برس"، قائلاً: ان "الاتحاد الأوروبي طالب بارزاني بالتنحي عن منصبه وتشكيل حكومة انقاذ وطني بعد انتهاء مدته القانونية مطلع الشهر المقبل"، مشيراً إلى أن "بارزاني وبعد تعرضه لضغوطات دولية وإقليمية اقتنع بالتنحي عن رئاسة الإقليم إلا أنه أصبح في حيرة من أمره وهو كيف يخرج من هذا المنصب هل من خلال الاستقالة أم من خلال إلغاء المنصب بالكامل".
وأشار إلى ان "انشقاقاً حصل داخل الحزب الديمقراطي حول تنحي بارزاني من المنصب، قسم اتجه الى تولي نجله مسرور المنصب، أو شخص آخر قريب من أيديولوجيته السياسية والحزبية، إلا أن مسرور شعبيته ضعيفة جداً داخل الديمقراطي أولاً ولدى تركيا ثانياً وهذا ما جعل هذا التوجه مستحيلاً للتحقيق".
وبيّن، ان "التوجه الثاني هو إلغاء منصب رئاسة الإقليم من داخل البرلمان ونقل صلاحياته الى السلطات الثلاث في الإقليم التشريعية والتنفيذية والقضائية"، مبيناً ان "قيادات داخل الديمقراطي رفضت هذا المقترح كون جزء واسع من صلاحيته ستكون لرئيس البرلمان وهو من حركة التغيير".
من جانبٍ آخر، قال مصدر مطلع لـ"الغد برس"، ان "بارزاني وبعد ضغوطات دولية واقليمية اقتنع بتقديم استقالته من داخل البرلمان ونقل صلاحياته، إلا أن اتصالاً هاتفياً وصله من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيريلسون، مساء الأربعاء دعاه إلى عدم الاستعجال والتريث في الاستقالة"، مبيناً ان "تيريسلون أخبر بارزاني أن تنحيه عن منصبه سيخلق مشكلة وهي من سيكون قائداً عاماً للقوات المسلحة في كردستان بعده وهذا ما دفع الى تأجيل جلسة برلمان لمرتين متتاليتين".
وأضاف، ان "برلمان كردستان سيقرأ قراءة أولى في جلسة غد الاحد، لعملية نقل صلاحيات رئيس الإقليم الى السلطات الثلاث ومن ثم القرار في جلسات أخرى حول قبول استقالته من داخل المجلس أو إلغاء مؤسسة رئاسة الإقليم بالكامل".
كما وقالت نائبة رئيس اللجنة القانونية في برلمان كردستان بهار محمود، لـ"الغد برس"، انه "في حال الغاء منصب رئاسة الاقليم من داخل البرلمان سيتم توزيع صلاحيات على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية".
وأوضحت، انه "عند استحداث منصب رئيس الإقليم تم اعطائه صلاحيات واسعة جداً توزعت ما بين التنفيذية والتشريعية وجزء بسيط من القضائية"، داعيةً إلى "اعطاء الصلاحيات التشريعية للبرلمان والتنفيذية لرئيس الحكومة وما يبقى للسلطة القضائية وهي الأقل بحسب الاختصاصات".
من جانبٍ آخر استبعد قيادي كردي بارز ان "تتضمن رسالة بارزاني التي ستقرأ يوم غد استقالته وانما بارزاني سيطرح الظلم الذي تعرض له الكرد على مدى أعوام من الزمن لاسيما العمليات العسكرية التي قامت بها القوات العراقية المشتركة في المناطق المتنازع عليها". |