Iraq, corruption in Iraq, Iraq election, Iraq bribery, Iraq politics, Kassim Al-Hassani, Jalal Talabani, جلال طلباني , قسيم الحسني
نحن نراقب والمستقبل يعاقب
تابعونا على
الصفحة الرئيسية   | تصل بنا   | نبذة عنا   | للمشاركة  
تحميل....
Mobile App تطبيق للجوال 10:03:58 - 19/03/2024 توقيت بغداد


الأخبار
الأكثر قراءة
2024-02-18
مصادر تكشف: فصائل مسلحة بالعراق تُخفف هجماتها على القوات الأمريكية بطلب من قائد إيراني لمنع إشعال حرب كبيرة

 
2024-03-01
ترقب موعد جديد لانتخابات كردستان العراق بلا كوتا للأقليات

 
2024-02-20
نائبة تطالب بمحاسبة " أم خالد" لمشاهدتها عمليات الاغتصاب التي قام بها ابو بكر البغدادي

 
2024-03-12
وزارة المالية تربط صرف رواتب موظفي كردستان باستكمال عمليات التوطين

 
2024-03-01
العراق يستأنف مفاوضات انسحاب قوات التحالف الدولي

 
2024-03-16
التحالفات تتصارع: المرشح لرئاسة البرلمان العراقي سيكون “اسما جديدا”

 
2024-03-09
شبكة متورطة بتزييف سبائك الذهب والعملة الأجنبية في صلاح الدين

 
2024-03-14
بعد إبعاده بقضايا جنائية.. "أبو مازن" يرشح بديلًا عنه لمنصب محافظ صلاح الدين

 
2024-03-06
لماذا النائب السلامي في الحبس ونور زهير طليقا؟

 
2024-03-08
استراتيجية الحلبوسي: جولات دبلوماسية ولقاءات ترضية لتأمين دعم مرشحه لرئاسة البرلمان

 
2024-02-21
حزب بارزاني يفسر قرارات المحكمة الاتحادية حسب مقاسه

 
2024-02-28
استهداف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور

 
2024-03-14
ازدواجية الإقليم: هل يتجاهل كردستان العراق مسؤوليته في حماية الحدود؟

 
2024-03-05
الحكم على النائب هادي السلامي بالسجن لمدة 6 أشهر

 
2024-03-06
النائب السلامي أول مشهّر بوثيقة مزورة في البرلمان ودعوات الى لجم الاستجوابات المسيسة والكيدية

 
2024-02-20
بالوثائق .. معركة حامية بين الحكومة العراقية و النائب”سند” حول ترميم منازل بـ 26 مليار دينار !

 
2024-03-15
إعفاء امريكي جديد للعراق يُمكِّن إيران من الحصول على 10 مليارات دولار

 
2024-02-21
تحت وطأة دماء الاغتيالات.. الأمن على المحك

 
2024-03-11
تحالف الجفاف: مسار التعاون العراقي السوري في مواجهة التحديات المائية

 
2024-03-03
تنتهي بأطفال "بلا هوية" مدى الحياة.. تقرير يكشف "فضائع" الزيجات الدينية غير المسجّلة في العراق

 
2024-03-10
القضاء يقضي بسجن مدير تنفيذي 15 عاماً

 
2024-03-09
غسالتان بـ78 مليون دينار وابتزاز بالجمرك.. عمليات للنزاهة في كركوك

 
2024-03-07
انقلاب على الكوتا: المحكمة تثير غضب الأقليات وتهز الساحة السياسية في كردستان

 
2024-02-18
مجلس الأمن الدولي يصوت الثلاثاء على مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق نار في غزة.. وواشنطن تهدد باستخدام الفيتو

 
2024-03-13
حزب البارزاني يضغط على بغداد لمنع توطين رواتب الموظفين

 
2024-02-18
مناصب لا يشغلها أحد.. “الصراع القومي” يقضي على الحلول في كركوك

 
2024-02-18
صراع منصب محافظ كركوك: طموحات الكرد ورفض التركمان والعرب

 
2024-02-18
"من كريات شمونة إلى إيلات".. حزب الله ينشر فاصلاً لخرائط تُظهر مدى صواريخ المقاومة

 
2024-03-01
"نزاهة" السعودية توقف 126 متورطاً بالفساد بينهم موظفون من 5 وزارات

 
2024-02-20
خطة ثلاثية لاحياء اكبر المجمعات الصناعية في العراق

 
انقر هنا للمزيد ...
2017-10-22

     

قراءة في المشهد الكردي .. بين طالباني وبارزاني ضاع “حلم الدولة” وإسرائيل تخشى نفس المصير !

لقد أيد 90% من أكراد العراق إعلان الاستقلال في استفتاء شعبي جرى الشهر الماضي.. وبعد تمسك الأكراد بحق تقرير المصير، قام الجيش العراقي بغزو محافظة كركوك، دون مقاومة تُذكر، بعدما انسحبت قوات الجيش الكردي. فلماذا تراجع الأكراد بعد تمسكهم بإعلان الاستقلال وإقامة دولة قومية مستقلة ؟.. تلك هي المأساة الكبرى التي يعيشها أكراد العراق. لاسيما أن طموحات الشعب الكردي في إقامة دولة قومية هي حق مشروع مثل باقي الشعوب الأخرى التي أقامت أوطان قومية.

ويبلغ عدد الأكراد حالياً نحو 30 مليون نسمة في أربع دول متجاورة، مما يجعلهم أكبر مجموعة عرقية في العالم تعيش بلا دولة قومية. لكن المجتمع الدولي لم يراعي الحق التاريخي للأكراد ولم يدعم حلمهم بأن يكونوا أحراراً في دولتهم.

رفض إقليمي ودولى لاستقلال الأكراد..

بعد إجراء الاستفتاء الشعبي في إقليم كردستان العراق، الشهر الماضي، بشأن إعلان الاستقلال, انهالت التحذيرات والتهديدات على الإقليم من جانب تركيا وإيران والحكومة العراقية و”بشار الأسد”، بل ومن بلدان أخرى في جميع أرجاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا. وكانت التحذيرات موجهة للأكراد – ولاسيما لزعيمهم “مسعود بارزاني” – لألا يُعلنوا الاستقلال من طرف واحد.

يُذكر أن الدول المجاورة تخشى من انتشار عدوى الانفصال إلى الأقليات الكردية وغير الكردية، التي تعيش بها. أما الدول البعيدة فتخشى من اندلاع حرب أخرى فى منطقة غنية بالنفط مثل شمال العراق, والتي قد تتسع فلا يمكن السيطرة عليها.

فيما أظهر الاستفتاء أن أغلبية كبيرة تزيد عن 90٪ من الأكراد، أيدت الاستقلال. وكانت تلك النتيجة بمثابة ورقة ضعط لدى “مسعود بارزاني” في مواجهة الحكومة العراقية، التي باتت في مأزق فحاولت بكل السُبل إقناع “بارزاني” بالامتناع عن إعلان الاستقلال. وكانت أهم قضيتين للتفاوض بين الحكومة العراقية و”بارزاني” هما: “ترسيم حدود الإقليم الكردي، وما إذا كانت مدينة كركوك وحقول النفط المتاخمة ستكون ضمن تلك الحدود. وما هو مصير النفط في المناطق الكردية، وهل الحكومة المركزية هي التي ستحصل على عائداته أم الأكراد ؟”.

الانقسام الكردي يُبدد آمال الاستقلال..

يرى معظم المحللين أن “مسعود بارزاني” ليس هو الزعيم الكردي الوحيد. فعلى الجانب الآخر كان هناك لسنوات الزعيم “جلال طالباني”، الذي لم يدعم التطلعات الكردية إلى الاستقلال التي يتزعمها “بارزاني”، لكنه رأى أن مستقبل الأكراد داخل الدولة العراقية. ولقد تولى “طالباني” شخصياً منصب رئيس العراق – وهو منصب رمزي في الأساس – بين عامي 2005 و2014، وتوفي في ألمانيا قبل أسبوعين.

وكان “طالباني” يتبنى سياسة برغماتية تدرك أن إعلان استقلال الأكراد سيُلحق بهم ضرراً شديداً, لأن جميع الدول المجاورة ستبذل قصارى جهدها لإفشال الاستقلال؛ ولن تتردد في محاصرة الأكراد حتى لو أدى ذلك إلى هلاكهم.

لم يبدأ الخلاف بين “بارزاني” و”طالباني” مؤخرا, بل إن العائلتين على خلاف منذ عقود، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين وقعت أحداث بين الطرفين ترقى إلى الحرب الحقيقية, وتم فيها استخدام الأسلحة مما أوقع قتلى وجرحى من الجانبين. ولقد أدركت الحكومة العراقية هذا الخلاف جيداً فاستغلته في التحالف مع طرف على حساب الآخر. وبذلك فإن الانقسام الداخلي بين الأكراد حال دون بلورة موقف كردي موحد، واستطاعت الدول المجاورة – تركيا وإيران وسوريا – استغلال هذا الانقسام جيداً للحفاظ على مصالحها الخاصة.

ولقد بدا الانقسام الكردي واضحاً في الواقع الميداني هذا الأسبوع, عندما توجه الجيش العراقي مدعوماً بميليشيات “الحشد الشعبي” نحو كركوك، وبدلاً من صمود قوات “البشمركة”، التي تحمي المدينة، إذا بها تنسحب دون قتال. وفي غضون يومين، سيطر جيش حكومة بغداد على المدينة وحقول النفط القريبة، وبذلك سقط جزء هام من أوراق الضغط التي كان يراهن عليها “مسعود بارزاني” في مطالبه من الحكومة العراقية.

يتضح إذاً أن قوات “البشمركة” ليست موحدة، مما يعكس حالة الانقسام بين الأكراد، الذين يتبنى بعضهم نهج “بارزاني” فيما يتبنى البعض الآخر نهج “طالباني”. لذا فإن القوات التي كانت تحمي “كركوك” قبلت توجيهات أسرة “طالباني” فلم تقاوم جيش الدولة الذي أتى للسيطرة على المدينة، مما أثار استياء زعيم الإقليم الكردي “مسعود بارزاني”. وهكذا، فإن الانقسام بين الأكراد يبدد حلم استقلالهم، وسيبقى هذا الحلم صعب المنال طالما أنهم لا يستطيعون تحقيق الوفاق فيما بينهم.

الخيانة الأميركية..

يرى المحلل الإسرائيلي “مردخاي كيدار”، أن الموقف الأميركي من استقلال الأكراد ربما قد رجح رأي “طالباني”، الذي لم يستشعر أي ضرورة مُلحة لإعلان الاستقلال، وفضل اندماج الأكراد ضمن مكونات الدولة العراقية. وبطبيعة الحال، فإن هناك أقاويل بشأن ولاء “طالباني” للحكومة العراقية, تتحدث عن رشاوى ووظائف وامتيازات أخرى حصل عليها “طالباني” ومقربوه من حكومتي العراق وإيران. لكن هناك في المقابل، أقاويل أخرى عن أن “بارزاني” حقق مصالح من “المملكة العربية السعودية”؛ من أجل تقويض المحور الشيعي بقيادة إيران.

يشعر الأكراد بالمأساة الشديدة لأنهم أثبتوا خلال العامين الأخيرين أنهم أشجع مقاتلين ضد تنظيم “داعش”، ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وفي الحقيقة أنهم تلقوا الأسلحة والذخائر والتمويل والتدريب من دول التحالف، لكنهم هم وحدهم – وليس دول التحالف – الذين سالت دماؤهم في المعارك التي خاضوها من منزل إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى، ضد تنظيم “داعش”. فقُتل وجُرح المئات من مقاتلي “البشمركة” في تلك الحرب الطويلة والمُنهكة، التي انتهت بتحرير مدينة الموصل من أيدي مُجاهدي “الدولة الإسلامية”.

لقد توقع الأكراد – بعد أن قدموا التضحيات للتخلص من “داعش” – أن يقف العالم, وعلى رأسه الولايات المتحدة, إلى جانبهم، وأن يتذكر إسهامهم الكبير في هزيمة الإرهاب وأن يدعم استقلالهم، ولكن سرعان ما خابت آمالهم عندما تبين أن الموقف الأميركي الرسمي هو “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق”، أي أن واشنطن لا تدعم المُطالبة باستقلال الاكراد بقيادة “مسعود بارزاني”، على الرغم من حقهم التاريخي ومن نسبة الموافقة الكبيرة التي أسفر عنها الاستفتاء. لذلك يشعر الأكراد بالإحباط والخذلان من جانب الدولة التي حاربوا معها ومن أجلها، خلال فترة طويلة من المعارك والتضحيات ضد “داعش”.

إيران وخصوصية رفض استقلال أكراد العراق..

يقول الدكتور “درون يتسحاقوف”، الباحث في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن التطلعات القومية للأقلية الكردية في العراق تخلق تحديات خطيرة بالنسبة للدول المجاورة التي بها أكراد مثل “تركيا وإيران وسوريا”. ومن الطبيعي أن قرار إجراء الاستفتاء في “كردستان العراق” قد أغضب قادة العراق وإيران وتركيا وسوريا. غير أن معارضة إيران الشديدة لفكرة استقلال أكراد العراق لا تنبع فقط من أن نجاح الاستقلال في كردستان العراق سيشجع تطلعات أكراد إيران أيضاً إلى الانفصال؛ بل إن الاعتبارات الإيرانية تحمل دوافع أخرى جيوسياسية وجيواستراتيجية.

يضيف “يتسحاقوف” أن تطلعات أكراد العراق تثير قلق طهران بشكل خاص، لأنها تسبب لإيران العديد من المشاكل الداخلية والخارجية. فنجاح أكراد العراق في نيل الاستقلال وتأكيد الهوية القومية سيُحفز أكراد إيران على السعي في طريق الانفصال, بيد أن القضية الكردية في إيران تختلف عن مثيلتها في العراق وتركيا, حيث يرى البعض أن الأقلية الكردية في إيران تحتل مرتبة متأخرة جداً عن مثيلاتها فيما يتعلق بالتطلعات القومية. وهذ القول يثير التساؤل: “هل رفض النظام الإيراني لاستقلال كردستان العراق يرجع إلى خشية طهران من انفصال أكراد إيران ؟.. أم أن اعتبارات الرفض لدى صناع القرار في طهران لها أبعاد أخرى, لم يتم التطرق إليها من قبل وتوارت في ثنايا النقاش ؟”.

إن معارضة النظام الإيراني للتطلعات القومية لأكراد العراق لها أيضاً دوافع أخرى، جيوسياسية وجيواستراتيجية على حد سواء. إذ تخشى إيران من أن استقلال الأكراد في الجزء الشمالي الشرقي من العراق سوف يحد من نفوذها في تلك الدولة المُمزقة, بعدما أصبح تدخل إيران سياسياً وأمنياً في العراق وهيمنتها على صناع القرار هناك, حقيقة يعلمها الجميع. وتملك إيران من الوسائل ما يجعلها قادرة على بسط نفوذها في الأراضي العراقية، وأهم تلك الوسائل هي الميليشيات الشيعية؛ التي تعمل في إطار ما يُسمى بـ”الحشد الشعبي”. ورغم أن تلك الميليشيات تعمل وفقاً لقرار البرلمان العراقي الصادر في تشرين ثان/نوفمبر 2014, إلا أن الغالبية العظمى منها خاضعة لإمرة “الحرس الثوري” وصناع القرار في الجمهورية الإيرانية الإسلامية. كما أن فكرة إنشاء تلك الميليشيات المسلحة تهدف إلى تحقيق عدة مصالح مهمة لإيران. فاستمرار الحرب في العراق وسوريا وانهيار مؤسسات الحكم في هاتين الدولتين, خلق فرصة سانحة لإيران لتحقيق طموحاتها الإقليمية، بما في ذلك تعزيز ما يسمى بـ”محور الممانعة”، الذي يشكل قاعدة تكتيكية وإيديولوجية لتوسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

لكن قيام إقليم مستقل, لا يخضع لنفوذ إيران وربما قد يعطل مخططاتها العملية والاستراتيجية، هو أمر لا يمكن بأي حال أن تقبله طهران. لذا فإن الميليشيات الشيعية المتواجدة في العراق تُطلق التهديدات ضد القيادة الكردية حتى تُثنيها عن تنفيذ خطة الاستقلال. وما يؤكد ذلك أن السيد “هادي العماري” – قائد منظمة بدر (التي أنشأها “الحرس الثوري” أثناء الحرب بين إيران والعراق) – قد اعلن أن عدم استجابة القيادة الكردية لمطلب إلغاء الاستفتاء سيؤدي إلى سفك الدماء واندلاع حرب أهلية في العراق. وهناك تأكيد آخر في تصريحات “قيس الخزعلي”، قائد ميليشيا “عصائب أهل الحق”, التي تعمل تحت مظلة إيرانية, حيث قال إن التحرك الكردي يأتي ضمن مؤامرة إسرائيلية. وهذا الادعاء يعكس حملة التشهير التي تمارسها إيران من أجل تقويض الأساس الشرعي للاستفتاء.

وثمة بُعد إيراني آخر جدير بالاهتمام ألا وهو الممر البري، الذي تسعى طهران لإنشائه, والذي يبدأ من أراضيها مروراً بالعراق وشمال سوريا ليصل إلى شواطئ البحر المتوسط. وكان الغموض الذي يكتنف المعضلة الكردية والأثر المحتمل لهذه المعضلة على الأقلية الكردية في سوريا من بين أسباب تحويل المسار جنوباً إلى منطقة الميادين ودير الزور. وتُعول إيران كثيراً على الميليشيات الموالية لها، لبسط نفوذها على المعابر الحدودية بين العراق وسوريا، بل إنها وجهت تهديدات للولايات المتحدة وقوات التحالف المتواجدة في الصحراء السورية.

أكراد إيران والعلاقات مع نظام طهران..

لقد شهدت منظومة العلاقات بين الأقلية الكردية في إيران والحكومة المركزية رواجاً وتدنياً خلال العصر الملكي وما بعد الثورة. ولا يزال تاريخ الجمهورية الإسلامية يذكر انتفاضة الأقلية الكردية بقيادة “قاضي محمد”، والتي أدت إلى قيام “جمهورية مها باد” في كانون ثان/يناير 1946 برعاية سوفياتية. واستمر الصدام بين الجانبين أيضاً في الستينيات من القرن العشرين، وبالطبع أدى ذلك إلى إضعاف الهوية القومية الإيرانية.

ولم تتوقف التطلعات القومية للأقلية الكردية بعد أن استتب حكم الجمهورية الإسلامية في شباط/فبراير 1979. لكن سرعان ما تبدد هذا الأمل بسبب الانقسامات الداخلية والسياسية التي أحدثها النظام. حيث أدت سلسلة الاغتيالات ضد قادة الحركة الكردية الإيرانية بين عامي 1989 و1996 إلى خلق فراغ قيادي استمر حتى يومنا هذا. وعلاوة على ذلك، فإن الأقلية الكردية في إيران، التي يُقدر تعدادها – في ظل عدم وجود أرقام رسمية – بنحو سبعة ملايين ونصف المليون نسمة، تعاني من عدم الوحدة البنيوية  والدينية، بالإضافة إلى الخلافات الحزبية والأيديولوجية والقبلية.

وخلافاً للدول الأخرى التي تنتمي فيها الأقليات الكردية للمذهب السني، فإن جزءاً كبيراً من الأكراد في إيران، وخاصة أولئك الذين يعيشون في محافظة “كرمانشاه”، ينتمون للمذهب الشيعي، وبالتالي يلقون معاملة حسنة من جانب المؤسسات الحكومية. لذا لم يكن مُستغرباً على الإطلاق تصويت هؤلاء الاكراد ضد إجراء الاستفتاء الشعبي، على عكس الأكراد الذين ينتمون للمذهب السني الذين صوتوا لصالحه. وعلاوة على ذلك، فإن سياسة “فرق تسد” وكذلك الرقابة اللصيقة وسياسة البطش، التي يتبعها النظام الإيراني ضد السكان الأكراد، كان لها بالغ الأثر على تماسك تلك الأقلية.

إسرائيل تستخلص العبر مما حدث لأكراد العراق..

في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، حدث تقارب كبير بين إسرائيل والدول العربية، التي تشعر بأنها مهددة من قبل إيران مثل: “السعودية والإمارات والكويت ومصر والأردن”. ونتيجة لذلك، يرى مُحللون وقادة عسكريون وسياسيون في إسرائيل أن الدول السنية تخشى إيران كما تخشاها إسرائيل، إن لم يكن أشد خشية. لذا فإن الوضع الإقليمي الحالي يُمثل فرصة ذهبية  ينبغي على إسرائيل اغتنامها. حيث يجب عليها أن تسارع بقبول مبادرة السلام العربية، التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية وبدء صفحة جديدة مع دول “المحور السني المعتدل”، وهذا سيحقق السلام والأمن لإسرائيل والمنطقة.

لكن المحلل “يتسحاقوف” يعترض على ذلك، فيقول: “لنفترض أن التهديد الإيراني سوف يختفي بعد فترة لأن إسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية وستتمكن من تدميرها. ونتيجة لذلك، ستندلع حرب بين إسرائيل وإيران المدعومة من (حزب الله)، وستقدم إسرائيل مئات الضحايا – من الجنود والمدنيين – وفي النهاية سيتلاشى التهديد الإيراني. فهل سيشعر العرب والأوروبيون والأميركان بأنهم مدينون بالفضل لإسرائيل وسيحافظون على مصالحها ؟.. والجواب بسيط وهو: أن ما حدث لأكراد العراق من خيانة وخذلان سيحدث أيضاً لإسرائيل. فالأكراد قاتلوا ضد (داعش)، وقدموا التضحيات، ثم تركهم العالم ليلاقوا مصيرهم وحدهم, وهذا بالضبط ما سيفعله العالم تجاه إسرائيل بعدما ستخلصه من التهديد الإيراني, لأن العالم لا تحركه سوى المصالح السياسية لجميع الدول, لكنه لا يعبأ بالحق الأخلاقي سواء كان للأكراد أم لإسرائيل”.

يضيف “يتسحاقوف”: صحيح أن إسرائيل ستنال مودة  دول “المحور السني المعتدل”، ما دام التهديد الإيراني قائماً. لكن إذا اختفى هذا التهديد, نتيجة تفكك إيران إلى مكوناتها العرقية (مثل ما حدث للاتحاد السوفياتي أو يوغوسلافيا أو تشيكوسلوفاكيا)، فسوف تختفي المصلحة من إقامة علاقات مع إسرائيل. لذلك يجب على الدولة العبرية ألا تفرط في أراضيها نظير ورقة كُتب عليها لفظ “السلام”, لأنه أسهل أن تطير تلك الورقة في مهب الريح الصحراوية ويتلاشى ما كُتب فيها بسبب حرارة الشمس الحارقة في الشرق الأوسط.

ولتأكيد ذلك يستشهد “يتسحاقوف” بحالتين: الأولى؛ معاهدة السلام مع مصر, حيث يزعم أن ذلك السلام جاء نتيجة احتياج “السادات” للحصول على مساعدات اقتصادية من أوروبا، التي اشترطت عليه صنع السلام مع إسرائيل أولاً، حتى لا تضيع الأموال الأوروبية على الحروب. لكن السلام مع إسرائيل لم يمنع “مبارك” من السماح لـ”حماس” ومؤيديها بتهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، لأن من مصلحة “مبارك” دفع إسرائيل لمحاربة “حماس”, وبذلك تقوم إسرائيل بتنفيذ تلك العملية القذرة مع الجناح الفلسطيني المنتمي  لجماعة “الإخوان المسلمين”. وبمجرد أن تحولت شبه جزيرة سيناء إلى بؤرة جهاد ضد الجيش المصري، توقف فجأة تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة. وبعبارة أخرى، فإن السلام بين إسرائيل ومصر لا يتحقق إلا إذا كان يخدم المصلحة المصرية.

والثانية: اتفاقية السلام مع الأردن، التي كانت تخدم المصلحة المشتركة لكل من “اسحاق رابين” و”الملك حسين” في عدم قيام دولة فلسطينية. ولقد خلقت هذه المصلحة المشتركة تعاوناً كبيراً بين إسرائيل والأردن. لكن نجل الملك “حسين” وهو الملك “عبد الله الثاني” قد خالف نهج أبيه، وأصبح من أشد المتحمسين لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية. ولذلك فإنه يهاجم إسرائيل في جميع المحافل الدولية وكأنه ألد أعدائها، وهو يعتبر اتفاق السلام وكأنه مجرد وسيلة لمنع اندلاع الحرب، مستفيداً من المزايا الاقتصادية التي يمنحها هذا الاتفاق للأردن.

وختاماً يؤكد “يتسحاقوف” على أن النتيجة الواضحة، التي لا لبس فيها، والتي يمكن الخروج بها من تلك الأحداث والتجارب الكردية والمصرية والأردنية، هي أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تراهن على وجودها وأمنها ومصالحها بوعود عربية زائفة. بل يجب على إسرائيل أن تحصن نفسها في الضفة العربية لأن أي اتفاق سلام لا يمكن أن يضمن لإسرائيل أمنها إلى الأبد، وكلما أدرك المسؤولون في إسرائيل والعالم تلك الحقيقة، كلما كان ذلك أفضل للجميع.

كتابات

تعليقات الزوار
سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة
Will delete comments that contain inappropriate words

الاسم  *
البريد الالكتروني
النص  *
يرجى ادخال كلمة التحقق

لكي نتأكد من أن الذي يستعمل صفحة الانترنت هو شخص وليس آله أو برنامج يتصفح الانترنت بشكلاتيكي



Refresh this code
تحديث الكلمة



قائمة التعليقات





ارسال الرابط الى صديق

الى البريد الالكتروني  *
من
الرابط  *

الأخبار
قراءة في المشهد الكردي .. بين طالباني وبارزاني ضاع “حلم الدولة” وإسرائيل تخشى نفس المصير !

http://www.iraq5050.com/?art=77621&m=5

Iraq 5050.com
موقع يهتم بالقضاء على الفساد المالي والاداري
في العراق من خلال كشف الحقائق ونشر الوثائق




 

 
استلم اخر الأخبار     *إيميل:   *تأكيد الإميل:   *الدولة:
© Iraq5050 , 2010. جميع الحقوق محفوظة