عمليات تعذيب مروعة يتعرض لها المعتقلون في السجون العراقية
“القدس العربي”-بغداد :
لاتزال عمليات التعذيب وانتهاك حقوق الانسان مستمرة في السجون العراقية بالرغم من نفي الحكومة لذلك، وبحسب معتقلين مفرج عنهم قالوا إن أبشع عمليات التعذيب الجسدي والنفسي، مورست بحقهم خلال فترة بقائهم في المعتقلات التي غالباً ماتكون سرية.
معتقلون مفرج عنهم تحدثوا لـ”القدس العربي” عن ممارسات لا إنسانية وعمليات تعذيب تعرضوا لها خلال فترة اعتقالهم.
رسالة سرية لمعتقل قابع في إحدى السجون العراقية اطلعت عليها “القدس العربي”، يقول فيها: أصبحت اتمنى الموت بسبب التعذيب والاذلال وانتهاك الكرامة الذي اتعرض له في هذه المعتقلات، التي حتى الفئران نفقت فيها، مضيفاً أن الأصوات في هذه السجون لا تكاد تخفت وهي تضج بصراخ وبكاء المعتقلين بسبب التعذيب الوحشي والمروع الذي نتعرض له، لافتاً إلى أنه لا يذكر أنه قد نام يوماً وهو مستلقياً على ظهره، وكثيراً ما ينام وهو جالس بسبب اكتظاظ الزنازين بالمعتقلين، مبيناً أن الكثير من المعتقلين قد ماتوا بعد تعرضهم للتعذيب المستمر.
وسام أحد المعتقلين السابقين في السجون العراقية، قال إنه تعرض لعمليات تعذيب مروعة من قبل القائمين على المعتقل، مضيفاً أنه يومياً يتم رفعه رأساً على عقب لساعات وضربه بواسطة العصي والهراوات محاولين انتزاع اعترافات منه بالقوة، مبيناً أنه كثيراً ما يتم صعقه بواسطة التيار الكهربائي، وهو موجود في زنزانات وأقبية تحت الأرض، لا يرى فيها الشمس.
كما لفت إلى انتشار مرض الجرب، كما توفي الكثير من المعتقلين نتيجة تعرضهم للتعذيب والتجويع أو جراء الأمراض التي يصابون بها، مبيناً أن أسوء ما يمر به في المعتقل هو عندما يدخلون عليها كلاب مسعورة، والتي تعضه أكثر من مرة لكي يعترف بجرائم لم يقترفها.
بدوره، يقول مصطفى وهو معتقل سابق في سجون الحكومة: مكثت في السجن 7 سنوات دون أن يحولوني إلى القاضي، وتعرضت خلال تلك الفترة لأبشع عمليات التعذيب والتغييب القسري، مبيناً أنه لم يبق انتهاك إلا وقد مورس ضده من قبل السجانين وإجباره على اعترافات وجرائم قتل لم يقترفها، ومن بين أساليب التعذيب التي تعرض لها، تم وضعه في زنازنين انفرادية لايستطيع الوقوف فيها، مشيراً إلى أنهم يقومون بوضعه في هذه المحاجر بعد ساعات طويلة من التعذيب، كما قاموا بقلع أظافره من خلال سكيناً يضعونه بين اللحم والأظفر، مبيناً أن هناك يومياً عشرات المعتقلين يتم زجهم بالسجون دون وجود تهم ضدهم، ويتم ابتزازهم وأخذ المال منهم مقابل وعود لإطلاق سراحهم.
من جانبه، يقول معاذ أن مارآه في المعتقل يعجز عن وصفه، على حد تعبيره، مضيفاً أنه كلما كان المعتقل يحمل اسماً إسلامياً لأحد الصحابة كان يتعرض لتعذيب أشد، وقال معاذ: إنه تعرض للتعذيب والإيهام بالغرق، حيث يتم يومياً رفعه وضربه وصعقه بالكهرباء، إضافة إلى شد عضوه الذكري بواسطة ثقل حتى يفقد وعيه، مبيناً أنه يدخل غرفة التعذيب لاكثر من 18 ساعة يومياً ولا يسمحوا له بالنوم سوى نصف ساعة باليوم، ويقومون بايقاظه بالماء حتى لاينام مجدداً، أو وضع إنارة قوية في المحجر، إضافة الى الحرب النفسية التي يتعرضون لها من خلال إخبارهم بأنه سيتم قتلهم اليوم أو بأنهم قاموا باعتقال جميع أفراد عائلاتهم، مبيناً أن عدد المعتقلين يزداد في السجون يوماً بعد يوم، حتى أصبحوا لايجدون مكاناً ينامون فيه، إضافة إلى وجبات الطعام الرديئة وغير صالحة للاستخدام البشري.
يذكر أن الادعاء العام في العراق أعلن في تموز 2016، عن تلقيه نحو ألفي شكوى لحقوق الإنسان خلال العام 2015، أغلبها تتعلق بأوضاع السجون والتغييب القسري للمواطنين، فيما كشفت “منظمة العفو الدولية” في تقرير صدر، بوقت سابق عن وجود آلاف المعتقلين في السجون العراقية لم تصدر بحقهم أحكام قضائية.
|