الزمن الرديء والطالباني
منذ فترة اسابيع قليلة سافر رئيس جمهوريتنا المدعو الطالباني الى الولايات المتحدة الامريكية لاجراء فحوصات طبية ، قِيل انها دورية في الوقت الذي ذهب الرئيس والوضع السياسي العراقي في اسوأ حالاته رافقه انفلات امني كبير وكذلك استفحال عمليات الاغتيال عبر كواتم الصوت داخل العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى . الرئيس الطالباني غير معني بهذه الامور فهو يمثل العراق فقط في المؤتمرات الدولية ويأخذ الصور التذكارية مع رؤساء العالم !
لقد مرت الايام الماضية عصيبة على العراق وشعبه فقوات الامن العراقية بدلا من مطاردتها لفلول الارهاب التي زادت من تفجيراتها وكواتمها اخذت تطارد المتظاهرين في ساحة التحرير وتعتقلهم الواحد بعد الاخر لاسكات اصواتهم التي تطالب بحقوق مشروعة وعادلة فيما حكومة المالكي تسكت وتدير ظهرها الاعوج الى محاولات الجارة الصغيرة جدا الكويت بتجاوزاتها المستمرة على الاراضي العراقية في البصرة ، وبما ان مشروع ميناء الفاو الكبير سرقت الحكومة والبرلمان تخصيصاته المالية منذ سنوات فقد باشرت الكويت في بناء ميناء مبارك الكبير لتقطع الطريق على الملاحة البحرية العراقية مستقبلا ! بينما الدبلوماسية العراقية غائبة بشخص زيباري الذي لا نعرف نحن العراقيين ماذا يفعل بوزارة الخارجية ؟!
مقتدى الصدر يعرض عضلاته باستعراض عسكري سيجر العراق الى حرب طائفية جديدة وبموافقة حكومة المالكي الفاقدة للشرعية خاصة وان هذه الحكومة اصبحت متورطة بتهريب الارهابيين والقتلة من السجون الامر الذي انعكس سلباً على الوضع الامني في العراق واصبح الارهابي يوغل بقتل العراقيين وحتى اذا امسك به فلديه الامل الكبير بالهروب من السجن في وقت لاحق ، فيما ابطال الحرية في ساحة التحرير يساقون الى السجون السرية لمطالبتهم بحقوقهم التي كفلها الدستور ، الدستور الذي يتبجحون به ولا يطبقونه !
لقد ازدادت فضائح الحكومة والبرلمان في سرقة الشعب وثرواته بوضح النهار والشعب يستعد ليوم العاشر من حزيران ليخرج الى الشارع لاسقاط حكومة الحرامية المتمثلة بالكتل الطائفية التي جلبت للعراق الخراب والدمار على مدى سنوات طويلة عانى فيها الشعب ايما معاناة ومازال ، لكن مالذي سيحدث في حزيران بعد نهاية وعد الكذاب نوري المالكي ؟ هذا ما سيقرره الشعب الجائع !
وفي خضم تلك الاحداث والسرقات يتمكن كاتم الصوت من اغتيال علي اللامي الرئيس التنفيذي لهيئة اجتثاث البعث والتي غير اسمها الى هئية المساءلة والعادلة ، كان حدث الاغتيال قد ارعب حثالات الحكومة والبرلمان واصبحوا يخافون على ارواحهم من هذا الكاتم الذي جاءت به الجارة ايران ودول مجاورة اخرى للتصفيات الجسدية والتي هي عادة سلاح الجبان والخبيث ، لقد مات علي اللامي وانتقل الى جوار ربه بعد ان رفعت حكومة المالكي عنه الحماية التي كانت مخصصة له !
وقد تباينت ردود الافعال في مقتل اللامي والجميع شجب الجريمة وحمل عصابات البعث والقاعدة كالعادة لكن الذي لفت نظري من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام غياب الرئيس جلال الطالباني عن تلك الاحداث التي عصفت بالعراق خلال ايام قليلة . كنت اتساءل في قراراة نفسي هل مات الطالباني في امريكا اثناء فحوصاته الدورية وهو رجل هرم ومليء بالامراض ؟ هل هرب الى الجبل كما كان يفعل كبيشمركة ؟! هل تمكن من ضم كركوك الى اقليم كوردستان وتنفس الصعداء ؟! ام معتكف لكتابة مذكراته الاليمة كأداة لنظام صدام حسين في ضرب الاكراد وقتل الشيوعيين في بشتاشان ؟ ! اسئلة كثيرة كانت تروادني وانا ابحث عن الرئيس الذي بات مختفياً ، لكن هذا اليوم عثرت على خبر في بعض المواقع عن استنكار رئيسنا لجريمة اغتيال علي اللامي عبر بيان جاء من ديوان رئاسة الجمهورية قائلا: ( اننا اذ نستنكر هذا العمل الغادر الجبان ونشدد على القوى الامنية باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة للضرب على ايادي المجرمين وملاحقاتهم والاقتصاص منهم ) !
واخيراً نطق رئيسنا باستنكاره لهذه الجريمة ولم ينطق على كل هذه الاهوال التي مرت بالعراق في غيابه !
ايها الرئيس اذا كنت تطالب القوى الامنية بملاحقة واقتصاص الارهابيين فلماذا تتهرب من تواقيع الاعدام على المجرمين وقتلة الشعب العراقي ؟!
يبدو ان جلال الطالباني مازال في عقلية البيشمركة ولم يدرب نفسه منذ سنوات على كيفية ان يكون رئيساً لدولة بالرغم من احتكاره لهذا المنصب الرفيع لاكثر من ست سنوات ، شخصيا انا لو كان بيدي شيء ، لا يمكن ان اعطي الطالباني خمسة رؤوس من الاغنام ليرعاهن ! فكيف وهو راعي لاكثر من ثلاثين مليون انسان ! انه الزمن الرديء حقا !
هادي الحسيني
المقالات لا تمثل بالضرورة رأي الموقع وتمثل آراء أصحابه
|