تركمانيّة من تكريت تروي مشاهد الاغتصاب الجماعي على يد داعش
المدى
امرأة عراقية - فضّلت عدم ذكر اسمها لمخاوف أمنية - تروي من مدينة كركوك، مشاهد العنف والتنكيل والتعذيب التي شهدتها بعدما أسرها مسلحو تنظيم داعش.
وتقول :أنا شيعية تركمانية وزوجي سنّي عربي، وكنا نعيش في ناحية العلم بمدينة تكريت قبل أن يقتحم تنظيم داعش حياتنا. وكان زوجي إماما ورجلا يحظى بالاحترام في مجتمعنا، وكان المسجد الذي يؤمّ المصلين فيه قريبا من منزلنا.
وأضافت لم نكن نعرف السني من الشيعي قبل ذلك، ولم يكن أحد يتكلم عن ذلك. ولم يكن بيننا وبين أي شخص في مجتمعنا عداوة أو خصومة. كان لدينا متجر صغير للخضروات، وكنت أعد الخبز في المنزل وأزرع الخضراوات في الحديقة، كنا نكسب قوتنا بحمد الله.
وتابعت، كان لدينا بيت كبير نؤجره لعدد من المعلمات. ولي طفلان، بنت وولد، كانا تلميذين في نفس المدرسة التي تعمل فيها المعلمات، وكانا يذهبان للمدرسة معا.
وعندما دخل مسلحو التنظيم مدينة تكريت، أعدموا الكثير من الجنود قرب قاعدة سبايكر. وكانت هذه أول مذبحة لتنظيم داعش قتلوا فيها أكثر من 1500 جندي، وألقوا بعض جثث القتلى في نهر الفرات.وتقول المرأة إن بعض الجنود الذين فروا من هذه المذبحة أتوا إلى بلدتنا عن طريق النهر الذي يفصلنا عنهم، ثم جاء مسلحو التنظيم على إثرهم. وكان من بين من فروا تركمان. اختبئ بعضهم في منزلي وعرفوا أنني أيضا تركمانية. وساعدنا بعضهم على الفرار عن طريق ارتداء ملابس نساء.
وأضافت عندما جاء تنظيم داعش إلى بلدتنا، خبّأت أحد الفارّين منهم في فرن الخبز بمنزلي. كان الفرن ساخنا وأحرقه قليلا، ولكنه لم يصرخ قط. وخبّأ زوجي ثلاثة رجال، وهم شيعة من البصرة، في المسجد.
وتابعت، ذات يوم جاء مسلحو تنظيم داعش في الثالثة صباحا بعد أن علموا أننا نساعد الجنود، ووجدوا الجنود الذين هم من البصرة وقتلوهم على الفور. وأخذوا زوجي أيضا، ولم أعلم عنه شيئا بعد ذلك.
وأشارت الى ان، عناصر داعش عادوا مجددا إلى منزلنا وفجروه بعد أن أمرونا بالمغادرة.غادرت المنزل مع طفلي والمعلمات التركمانيات ورضيع إحدى المعلمات، وبدأنا نسير. لكن مسلحي تنظيم داعش أوقفونا وأخذونا إلى مرآب لإصلاح السيارات، مع أسيرات أخريات من المنطقة.
وأوضحت، كنا نحو 22 امرأة وطفلا. فصلوا الفتيات عن النساء المتزوجات. كانوا خمس فتيات، واغتصبوهن أمام أعيننا. كن يصرخن "ساعدونا أنقذونا منهم".
ولفتت الى أنني حاولت أن أغطيهن بجسدي وقلت لمسلحي تنظيم داعش "أقسم بالمصحف إنهن لسن عذراوات. أستحلفكم بالله لا تغتصبوهن". صفعني أحدهم وعضّ الآخر كتفي بعنف وأدماه.وقالت كان أربعة رجال يتناوبون على اغتصاب الفتيات. واغتصبوا ابنة زوجي، التي كانت في الثامنة عشرة. وكنت أنا من رباها، وتوفيت على الفور بعد أن اغتصبوها. وكان باقي النساء في العشرينيات، وكانوا يضربوهن ويغتصبوهن في الوقت ذاته. كانت إحدى الفتيات جميلة للغاية. اغتصبوها كثيراً وانتهكوها. كانت الفتيات ينزفن بغزارة. وسقطت إحداهن على حجر وأصيبت بكسور ثم توفيت. بعدها تساقطت الفتيات مرضى الواحدة تلو الأخرى، وبعضهن فارقن الحياة.
وأضافت السيدة التركمانية نظرت إلى وجوه الرجال وأدركت أنني أعرف اثنين منهم. كانا من بلدة عربية سنية قرب قريتنا. انضم الكثيرون من القرية لتنظيم داعش، ولكنّ الكثير من العرب السنة أيضا كانوا يعارضون التنظيم ببسالة.
وأوضحت تركونا حبيسات في المرآب دون طعام. وفقدت الكثير من الوزن حتى تشقق جلدي، ولدغني عقرب من دون أن أشعر به. يوما بعد يوم فقدنا أنفسنا وتوقف ذهننا عن العمل. وكنا نقول لبعضنا "من تبقى على قيد الحياة تعتني بالأطفال.وتابعت المرأة التكريتية أمضينا 21 يوماً في المرآب، ثم ترك مسلحو التنظيم رجلا مسنا لحراستنا. وهذا الرجل كان يحبنا. كان يقدم لنا الماء بعد أن يفرغ الرجال من اغتصابنا. ذات يوم أحضر عنزة وقدم حليبها لأطفالنا. وكان عذبا ولذيذا وتخيله الأطفال محلى بالسكر.
وبيّنت، ذات يوم جاؤا إلينا وقسمونا مجموعتين، واقتادوا مجموعة بعيدا. وبقيت مع طفلي وطفلة معلمة تركمانية توفيت إثر اغتصابها.
وقال الرجل المسن لنا "سيأخذوكم أيضا. يجب أن تغادروا على الفور". اصطحبنا إلى طريق خارج المنطقة وعاد.
وتابعت، بدأنا السير في الصحراء. وكان الجو مطيراً والأرض موحلة ولم يكن معنا ملابس تقينا المطر. لم يكن معنا طعام، فكنا نأكل الحشائش. وتوفي ابن المعلمة الصغير وأنا أحمله. وبعد خمسة أيام وصلنا إلى كركوك.
وأوضحت، ذهبت للعيش في منزل عمتي القديم في كركوك. فيما رفضت أسرة الفتاة الصغيرة التي فرت معي استقبالها، وقالت إن الأمر يتعلق بالشرف. هي الآن في إيران تتلقى علاجاً نفسياً.
عن: موقع BBC
|