هل تطير طائرة وزارة التربية هذا العام؟!
تنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي صورا مؤلمة، لتلاميذ في الصفوف الأولى من مدارس مدن الفقراء، الصدر والشعلة؛ وهم مفترشون الأرض بثياب رثة ممزقة..صفوف بلا مقاعد أو رحلات..ذلك هو عنوان الإنجاز الكبير، للدكتور محمد اقبال الصيلي؛ وزير التربية عن الحزب الإسلامي العراقي.
لقد نجح السيد الوزير؛ بالمهمة التي أوكلت اليه نجاحا باهرا، وإستطاع بكفاءة وإقتدار تدمير قطاع التربية والتعليم!!، ولذلك فإنه يستحق بجدارة وإستحقاق؛ نوط الإستحقاق العالي، وذلك تقديرا لجهوده الكبيرة، التي بذلها لتحقيق الهدف المنشود..!!
في كل دول العالم ثمة معيار لعدد التلاميذ في الصف الواحد، وهو أن لا يتجاوز العدد عن ثلاثين تلميذا، إلا في العراق العظيم؛ فقد وجد انه في احد الصفوف الدراسية في مناطق الفقر والفاقة، يستحق أن يدرج في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فقد تجاوز عدد التلاميذ فيه مئة طالب!
ثمة معايير أممية اخرى، أعتمدتها المنظمات الدولية المعنية بالتربية والتعليم، عن نسبة عدد المعلمين الى التلاميذ في المدرسة الواحدة، في الكويت مثلا مدرس لكل 9 تلاميذ، وفي بولندا مدرس لكل 10 تلاميذ، وفي فلسطين المحتلة حيث التعليم يدار من وكالة غوث اللاجئين فإن النسبة هي 28.8 طالباً لكل معلم، اما في العراق فإن النسبة تتجاوز 70 طالباً لكل معلم . .لأن معلمنا كرندايزر !!
لقد مضى اسبوعان على بدء العام الدراسي، ويفترض أن العملية التربوية أخذت مساراتها الطبيعية، بيد ان شيئا من هذا لم يتأكد حصوله بعد؛ فمعظم المدارس لم توزع الكتب والمدرسية، أما القرطاسية المجانية فقد صارت نكتة قديمة بايخة!
يصبح الوجع بسيطا او محتملا، عندما تجد من يعتني بك، لكنه سيتضاعف ويكون رهيبا لا يطاق، إذا أشاح من تفترضه مهتما بك عنك..إحنا صف الأول أحسن الصفوف، والميصدگ بينا خل يجي ويشوف..نقول للسيد الوزير ما قاله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «إحذر من المظلوم سهما صائبا، وأعلم بأن دعاءِه لا يحجب».آلاف الأمهات والآباء يا سيدي، ومعهم أبناؤهم المفترشون الأرض يدعون عليك وعلى حزبك، بأن يريهم الله بكم يوما أسود، يقتص فيه لما فعلتموه بأطفالهم، إن الله عزيز قوي ذو إنتقام..
كلام قبل السلام: ثمة نكتة يتم تداولها في مواقع التواصل الإجتماعي مؤداها أنه تم استدعاء مجموعة من المدرسين واجلسوهم في طائرة؛ وعندما أغلقت أبواب الطائرة وأوشكت على الإقلاع، تم إعلامهم من المضيفين، بأن هذه الطائرة هي من صنع تلاميذهم،عندها هرعوا نحو أبواب الطائرة محاولين الهرب والنجاه بأنفسهم، باستثاء أستاذ واحد بقي جالسا بثقة وهدوء! سألوه: لماذا لم تهرب؟ فأجاب بثقة: إنهم تلاميذي؟ فقالوا له: هل أنت واثق أنك درّستهم جيدآ؟ ردَّ بهدوء شديد: أبصقوا بوجهي إذا طارت..!
المصدر : المراقب العراقي |