تقليداً لتجربة اطلقتها شابة كندية..شبان عراقيون يشاركون الوزراء مكاتبهم
أطلق شبان عراقيون تحدياً للوزراء والسياسيين بمشاركتهم ولو ليوم واحد، ليصبحوا مسؤولين وممارسين في إصدار القرار السياسي. التجربة الاولى كانت لشابة كندية حين فتحت الباب أمام شباب العالم لإدارة المناصب الرفيعة في بلادهم لمدة وجيزة، وتمنت الفتاة براني أن تكون رئيس وزراء كندا ليوم واحد بدلاً من جستن ترودو الذي أعلن الموافقة على أن تشاركه منصبه عبر رسائل متبادلة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
تلك المبادرة ألهمت شبابًا عراقيين لكي يحذو حذوها في بلد قطعت الحروب أوصاله، وللمفاجأة كان هناك استجابة فعلية من بعض السياسيين. وأنتشرت في الاسبوع الماضي ظاهرة تحدي المسؤولين من قبل بعض الشباب لمشاركتهم في المنصب لمدة أسبوع.
وكتب الشاب أنمار خالد على صفحته في الفيسبوك إن فتاة كندية تتمنى أن تصبح رئيس الوزراء يوماً ما في بلدها و تتحدى رئيس الوزراء الكندي الحالي، بأن يقبل مشاركتها مكتبه، و هو بدوره يرد عليها بقبول التحدي ويجيبها لقد قبلت التحدي، إذا كنتِ تحلمين يمكنك فعل ذلك، سوف أكون سعيداً في استضافتك قريباً جداً في مكتبك المستقبلي. ونشر خالد على صفحته الخاصة في الفيسبوك، "أنا بدوري أتحدى السيد عبد الحسين عبطان وزير الشباب و الرياضة ليشاركني مكتبه لمدة اسبوع، لأن واحداً من أهدافي أن أصبح وزيراً للشباب والرياضة يوما ". وبعد أقل من ساعتين تلقى جواباً بالقبول من قبل الوزير عبطان، وحيال موافقة عبطان أطلق آخرون تحديات أخرى. ويقول خالد في حديثه لـ "المدى" ، "لا أودّ أن أكون سبباً لاستغلال الشباب من أي شخص أو جهة كانت لذلك كنت أتمنى أن يكون لدينا صبر و إيثار و ودعم و تعلم من التجربة أولاً".
وبين إن "ما حصل من كثرة التحديات هو أمر طبيعي وإيجابي جداً لكن هؤلاء هم أنفسهم كانوا وما زالوا سبباً لتكوين صورة العراق بالطريقة غير المقبولة التي ترونها اليوم، لا أريد أن أدعم حزباً على حساب آخر ولا شخصاً على حساب آخر ولا أنتمي لهم، أكثر الأهداف التي تحققت من المبادرة هي عملية بحث الكثير من أقراني عن الذات والحلم وكسر حاجز الصمت، ولكن الحلم ليس كل شيء، الحلم يحتاج الى جهد و إدراك و وعي و تجربة و خبرات و تدريب و ممارسة".
وتابع خالد بالقول: "لاحظت أحد النواب قد كتب على صفحته بأنه أول مسؤول عراقي يقبل تحدي أحد الشباب في تسلميه المكتب وهذا غير صحيح قطعا، والجميع يعرف أي مسؤول قبل التحدي و تبعه الآخرون مقلدين، أؤمن بقدرات الشباب لكن أخشى استغلالهم، لذا مجددا كان يجب أن نعطي مساحة ونرى التجربة كيف تسري". وزير الموارد المائية حسن الحنابي هو الآخر قبل تحدياً من شاب يدعى محسن.
وكتب الجنابي "بعث لي أحد الأشخاص هذا المنشور وفيه يعبر أحد الشباب عن رغبته في أن يصبح وزيرا للموارد المائية ويرغب بزيارة مكتبه المستقبلي". وأضاف الجنابي "أرحب به وبكل الشباب الطموحين. بامكانه أن يأتي ليرى كيف أدير الوزارة". وأشار الجنابي الى أن "شباب العراق هم قادة المستقبل وبإمكان الطموحين منهم تحقيق إنجازات كبرى". وتقول الشابة دنيا الظاهر المهندسة في وزارة الإعمار والاسكان، "بعض المتحدين كان هدفهم بالفعل تقديم الإضافة لكن آخرين فقط من اجل الشهرة في موقع التواصل الاجتماعي"
وتضيف الظاهر إن "من أهدافها في تحدي وزيرة الاعمار والاسكان تقوية عمل الوزارة أكثر والمساهمة في بناء البلد بطريقة أسرع و خاصة المناطق المحررة، وإعداد التصاميم ضمن مفاهيم الأبنية المستدامة و تقليل استهلاك الطاقة والابنية الكفوءة كما هو سائد عالمياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة". وتابعت الظاهر "نؤمن بأهمية تطوير و تأهيل الكادر الهندسي و غير الهندسي أكثر لعمل مستقبلي متطور و أوسع، وحيث نحن كمهندسين لا نقل أهمية في عملنا عن غيرنا بل لا يمكن أن يعمل غيرنا من دون عملنا". لكن الشابة المهندسة دنيا الظاهر لم تتلقَ الظاهر أي إجابة من وزيرة الإعمار.
وتجاوزت أمنيات بعض الشباب الحلم بالوصول الى المناصب السياسية والادارية في الدولة فبعض منهم تمنى أن يكون مقدماً للبرامج التلفزيونية الشهيرة، وآخرون طلبوا أن يكونوا مطربين أو لاعبين لكرة القدم.
وأعلن مقدم البرنامج الساخر "البشير شو"، أحمد البشير موافقته على تحدّي شاب طلب تقديم برنامجه، كما وافق مقدم البرامج الرياضية حيدر زكي على السماح للمخرج محمد هيجل بتقديم حلقة وأن يكون زكي ضيفه.
المدى |