الهزائم تضيّق الخناق على الفار {البغدادي}
تناولت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير مطول لها مصير زعيم تنظيم {داعش} الارهابي الفار المدعو {أبو بكر البغدادي} في ظل الهزائم المتتالية التي مُني بها التنظيم والتي ضيقت الخناق عليه وأصبح يعيش في الخفاء محاطا بدائرة ضيّقة من الإرهابيين.
ونقلت الوكالة عن خبراء في الحركات الإرهابية قولهم إنه ومع تساقط مدن ما تسمى "الخلافة الإسلامية" واحدة تلو الأخرى على يد القوات العراقية وفي ظل ضربات مكثّفة للتحالف الدولي، لم يعد للمدعو "البغدادي" الذي سبق أن شغل الدنيا وأثار الرعب في كل مكان سوى منطقة نائية في وادي الفرات بين الحدود السورية والعراقية والأردنية يحتمي بها من غارات الجوّ وهجمات البر، وتشير الوكالة إلى أن هذه المنطقة الصحراوية تحولت لـ"معقل أخير للتنظيم الإرهابي والأمل المتبقي له بأن يطلق منها حرب عصابات في السنوات المقبلة"، حسب تعبيرها.
وفي هذا الشأن يقول الخبير الأمني هشام الهاشمي المتخصص في الحركات الإرهابية: "يبدو أن البغدادي وسائقه أبا عبد اللطيف الجبوري ومراسله الخاص مسعود الكردي موجودون في وادي الفرات بين البو كمال (في سوريا) والقائم (في العراق)، لأنهم شوهدوا مرات عدة هناك".
ويرجّح الباحث الأميركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط آرون زيلين أن يكون الإرهابي "البغدادي" مختبئا في ذلك المثلث الحدودي، سواء في قرية أم في مغارة قرب النهر، مضيفا أن "البغدادي وقادة التنظيم يحاولون الحفاظ على حياتهم بأي طريقة".
وأعلن مقتل "البغدادي" عدة مرات بغارات جوية حاولت النيل منه، إلا أن خلية الصقور الاستخبارية العراقية نفت تلك الأنباء، كما أن قائد التحالف الدولي ضد "داعش" في العراق وسوريا الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند قال: إن "هذا الإرهابي الذي لم يظهر للعلن سوى مرة واحدة ملقيا خطبة جمعة بعد تنصيبه "خليفة" ما زال حيّا على الأرجح، ويعيش متواريا في وادي الفرات".
وصرح تاونسند خلال الأسبوع الجاري: "لم أر أي دليل مقنع، أو معلومات استخبارية أو شائعة من أي مصدر تفيد بموته، بل هناك مؤشرات استخباراتية تدل على أنه ما زال حيا، وان المعركة الأخيرة مع تنظيم "داعش" ستكون في الوادي (بين القائم والبو كمال) وحين نعثر عليه (البغدادي) أعتقد أننا سنحاول أولا قتله، والأرجح أنه ليس هناك من جدوى لمحاولة القبض عليه".
في السياق، نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية أمس الجمعة، عن رئيس جهاز الأمن والمعلومات في كردستان العراق، لاهور طالباني، أن التنظيم الإرهابي يخطط لشن هجمات في أوروبا بعد سلسلة هزائمه في العراق وسوريا، وذلك لرفع معنويات ما تبقى من أتباعه في العالم، وجدد طالباني إصراره على أن "البغدادي" لا يزال على قيد الحياة، معتبرا أن زعيم "داعش" يختبئ، على الأرجح، في المناطق الصحراوية على الحدود السورية والعراقية، وتابع أن "البغدادي" يسعى لشن سلسلة جديدة من الهجمات الإرهابية ستستهدف بريطانيا ودولا غربية أخرى للفت انتباه الصحافة.
الاخبار |