التايمز: تنافس أمريكي إيراني على إنشاء طرق استراتيجية غربي العراق
لفرات -
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن صراع النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران، يعتبر من 'الطراز الاستعماري القديم'، المتمثل في السيطرة أو إنشاء الطرق الاستراتيجية، مشيرة إلى وجود منافسة بين المليشيات الموالية لإيران والقوات الأمريكية على طرق استراتيجية، لا سيما في تلعفر شمال غربي العراق.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها نشراليوم الأربعاء ورصده الفرات الاخباري الى تنافس القوات المدعومة غربياً من جهة والموالية لإيران من جهة أخرى، على إعادة إنشاء طرق رئيسة غربي العراق مع استعادة الأراضي التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها.
ووقعت شركة أمريكية عقداً مع رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل إعادة بناء الطريق السريع والرئيس من بغداد إلى الحدود الإردنية وصولاً إلى العاصمة عمّان. في حين يعارض هذا العقد سياسيون شيعة تربطهم علاقات مع إيران، يرفضون استمرار الوجود الأمريكي في العراق.
وأنشأت المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران طريقاً خاصاً بها إلى الحدود الشمالية من العراق. وتحاول فتح طريق إلى دمشق يبدأ من الحدود الإيرانية عبر منطقة بعقوبة وصولاً إلى المعبر الحدودي مع سوريا في 'أم الجاريس'.
وأشارت الصحيفة الى ان عقد إعادة بناء الطريق، الذي مُنح إلى مجموعة الزيتون، وهي شركة أمنية ولوجيستية أمريكية يتضمن بناء 36 جسراً دمرت العمليات العسكرية العديد منها وكذلك تأمين أراضٍ لبناء أماكن للراحة والمقاهي؛ على أن تعوَّض تكاليف الاستثمارات من الرسوم والإيجارات. وفي الغالب سيمر الطريق السريع في محافظة الأنبار السُّنية، الرافضة للشيعة والإيرانيين، وهي كذلك من المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش سابقاً. وما زالت هناك هجمات متفرقة من قِبل تنظيم داعش حول مدينة الرطبة
وقد تعرقل المليشيات الشيعية التي تقول إنها تعارض الوجود الأمريكي في العراق، أعمال الشركة الأمريكية التي تقوم بأعمال البناء والإنشاء في الطريق الاستراتيجي، بحسب الصحيفة.
وقال قيس الخزعلي، زعيم مليشيا عصائب أهل الحق، المتهم بالتحريض على الحرب الأهلية في العراق واختطاف المقاولين الأمريكيين والبريطانيين، في كلمة له 'لماذا لا تقوم الشركات العراقية ببناء الطريق؟'. في حين اعتبر متحدث باسم 'العصائب' أن شركات الأمن 'تقوم بعمليات تجسس لصالح المخابرات الأمريكية'.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن معين الكاظمي، وهو مسؤول في فيلق بدر، كبرى المليشيات الشيعية التي لها علاقات مع إيران نحن نعارض هذا الطريق؛ لأنه سيكون ذريعةً للأمريكيين للحفاظ على وجودهم العسكري.
ويعتبر الهدف الاستراتيجي الكامل للطريق، موضع الخلاف، هو ربط إيران مع البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا، بحماية من مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران.
غير أن الكاظمي قال إن قوات الحشد الشعبي هي التي تسيطر الآن على الطريق نفسه الذي يستخدمه تنظيم داعش لتبادل الإمدادات والقوات بين سوريا والعراق. قائلا أننا نتحكم في هذا الطريق، يمكننا ضمان استخدامه في التبادل التجاري، مضيفا أن الطريق سيعيد إقامة علاقات مع سوريا وجنوبي لبنان.
ويسيطر حزب الله على جنوبي لبنان كخط دفاع أول في حربه مع 'إسرائيل'، ولكنه أيضاً شريك حيوي لرئيس النظام السوري بشار الأسد في قمع الثورة السورية.
ويقول هشام الهاشمي، أحد المحللين العراقيين البارزين، إن إيران حريصة على تعزيز طريقها الخاص على حساب الطريق الذي تخطط له الولايات المتحدة.
وقال إن الطريق الدولي سيضر بالمصالح الإيرانية، وإن طهران حريصة على الحفاظ على الطريق من دمشق إلى بغداد وطهران مفتوحة، بحسب الصحيفة.
|