القوات العراقية تقترب من عزل «الدولة» في أربعة جيوب منفصلة غرب الموصل
واصلت القوات العراقية، امس الجمعة، تقدمها في المنطقة القديمة آخر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» غرب الموصل، فيما فجر انتحاري نفسه، وسط جمع من المدنيين الفارين ما أسفر عن مقتل 12 منهم.
وذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد، شاكر جودت، في بيان أن «قطعاتنا توغلت 150 مترا من المحور الجنوبي وحققت التماس مع القطعات المتوغلة من الغرب في اتجاه عمق المدينة القديمة»
وأضاف «تواصل كتيبة الهندسة الميدانية بازالة الألغام التي زرعها مسلحو الدولة لاعاقة تقدم القطعات باتجاه شارع الفاروق والسرجخانة».
وأظهرت خريطة نشرها المكتب الإعلامي للقوات العراقية أفرادا من جهاز مكافحة الإرهاب وهم يتقدمون في شارع الفاروق من الشمال إلى الجنوب وفي شارع نينوى من الشرق إلى الغرب.
ويتلاقى الشارعان في قلب المدينة القديمة. وعندما تصل القوات العراقية إلى هذه النقطة سيعزلون حينها فلول مقاتلي «الدولة الإسلامية» الباقين في أربعة جيوب منفصلة.
وقال متحدث عسكري عراقي: «الهدف هو فتح ممرات من أجل إجلاء المدنيين ونحن نستعمل مكبرات الصوت لإعطائهم الإرشادات عندما يمكن ذلك».
ويوجد أكثر من 100 ألف مدني نصفهم أطفال في منازل قديمة متداعية في الحي نفسه ويعانون نقصا في الغذاء والمياه والعلاج.
وتقول منظمات إغاثة إن «الدولة الإسلامية» منعت الكثير منهم من المغادرة مع استخدامهم كدروع بشرية. وقتل مئات من المدنيين أثناء فرارهم من المدينة القديمة في الأسابيع الثلاثة الماضية.
وفجر انتحاري نفسه، أمس، وسط جمع من المدنيين الفارين من المدينة القديمة في غرب الموصل، في إطار تصعيد تنظيم «الدولة» لعملياته في دفاعه اليائس عن آخر معاقله المحاصرة من القوات العراقية.
وأوضح الرائد أحمد هاشم من الطبابة العسكرية في الجيش العراقي داخل مستشفى ميداني، إن التفجير وقع في منطقة المشاهدة في الموصل القديمة.
وقال: «وصل 12 قتيلا وأكثر من 20 جريحا إلى المستشفى الميداني، بينهم نساء وأطفال».
وأشار ضابط برتبة عقيد من الفرقة 16 في الجيش العراقي إلى صعوبة تحديد حصيلة الضحايا «لأننا ما زلنا نطهر المنطقة».
وأكد أن «انتحاريا تسلل بين مجموعة من النازحين وفجر نفسه بينهم قبل وصولهم إلى قواتنا».
وحسب قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، فإن ما يقارب ثمانية آلاف مدني نجحوا بالخروج من المدينة القديمة، منذ بدء الهجوم لاستعادتها في 18 حزيران/يونيو.
وكان النازح الشاب عمر، وقميصه الأسود والرمادي مغطى بالدماء، من بين الجرحى الذي نقلوا للعلاج في المستشفى العسكري الميداني.
وقال الشاب الذي أصيب في رأسه: «عندما بدأت القوات الأمنية بالاقتراب إلى منطقتنا، بدأنا بالخروج باتجاههم».
وأضاف: «خرج شخص من بيننا وبدأ يكبّر (الله أكبر) ثم فجّر نفسه»، مشيرا إلى أن مقتل أمه وأخيه، فيما زوجة أخيه وولداها ما زالوا في عداد المفقودين.
ويواجه المدنيون الذين ما زالوا محاصرين في المدينة القديمة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مخاطر عدة.
وقال العميد الركن نبيل سامي، من قوات مكافحة الإرهاب: «تمت استعادة ما يقارب 50 في المئة من المدينة القديمة. سنسيطر على النوري خلال 48 ساعة».
لكن الأسدي بقي حذرا عند سؤاله عن وقت انتهاء المعركة، مشيرا إلى صعوبات مقبلة.
وقال: «لا يمكنني أن أعطي وقتا محددا (…) ولكنها ستستغرق أسابيع».
وبين ضابط استخبارات عراقي عند أطراف المدينة القديمة، طلب عدم كشف هويته، إن الانتحاريين المتخفين بثياب قوات الأمن كانوا من أكبر التهديدات خلال العملية العسكرية.
وأفاد عن مقتل قسم كبير من مقاتلي تنظيم «الدولة» الذين يعتقد أنهم كانوا متمترسين بالمئات في المدينة القديمة الأسبوع الماضي.
وأوضح «ربما لم يبق أكثر من 200 الآن. الآخرون قتلوا، باستثناء 15 أو 20 شخصا اعتقلوا وهم يحاولون الفرار بين المدنيين».
في السياق، أفاد مصدر عسكري عراقي، أن قوات الشرطة الاتحادية تمكّنت من إنقاذ أكثر من 200 مدني، كانوا محتجزين داخل منازل مفخخة في المدينة القديمة.
وقال النقيب جبار حسن، إن «عملية الإنقاذ تمّت بناء على معلومات استخبارية تفيد بوجود مدنيين محتجزين من قبل عناصر تنظيم الدولة في خمسة منازل مفخخة بمنطقة باب البيض في المدينة القديمة».
وأوضح أن «قوات خاصة من الشرطة اقتحمت الشارع الذي توجد فيه المنازل المفخخة وسط قتال عنيف مع عناصر الدولة، وتمكّنت من إنقاذ المحاصرين بعد أن استخدمهم التنظيم كدروع بشرية».
وأشار حسن، إلى أن «المدنيين المحاصرين تم نقلهم من منطقة باب البيض إلى منطقة آمنة»(لم يحددها).
وتعد منطقة الموصل القديمة، التحدي الأبرز للقوات العراقية في حملة تحرير المدينة، بسبب أزقتها الضيقة والمتشعبة، ما يجعل المركبات العسكرية عاجزة عن دخولها، فضلا عن اكتظاظها بالمدنيين.
وفي شرق الموصل، أفاد مصدر أمني بمقتل مختار منطقة يارمجة الجنوبية، حازم الجواري، إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين، مشيرا إلى أن القوات الامنية اعتقلت 8 من المشتبه بهم.
وحسب وسائل إعلام عراقية، قتل مختار منطقة يارمجة الجنوبية، حازم الجواري، بعد أن أطلق مجهولون النار عليه، مشيرة إلى اعتقال 8 من المشتبه لهم في المنطقة التي تقع جنوب شرق الموصل.
وكان مسلحون مجهولون قد استهدفوا في وقت سابق، مختار قرية العبد، جنوب المدينة.
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها «الدولة» صيف 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
إلى ذلك، ذكرت خلية الإعلام الحربي، أن قطعات قيادة عمليات صلاح الدين وباسناد من قوات «الحشد الشعبي» و»الحشد العشائري»، باشرت بحملة تفتيش واسعة في جزيرة تكريت أسفرت عن العثور على العشرات من قطع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة التابعة لعناصر تنظيم «الدولة»
وقالت الخلية، في بيان إن «الأجهزة الأمنية التابعة لقيادة عمليات صلاح الدين باشرت بحملة تفتيش واسعة في جزيرة تكريت بمشاركة قوة من الحشد الشعبي والحشد العشائري لتفتيش قرى السلام والبوهراط والجوزة وقرية القرغول والمالحة وقرية المنفي».
وأضافت أن العملية أسفرت عن «العثور على 20 قذيفة مدفع جهنم محلي الصنع و15 قذيفة مدفع 155 ملم و15 قذيفة هاون عيار 120 ملم وتفجير 5 مضافات لعناصر الدولة»، فيما تمكنت قوة من فوج مغاوير عمليات صلاح الدين من تدمير وإحراق زورق على أطراف نهر دجلة تابعة لعناصر التنظيم، اثناء قيامها بواجب التفتيش في منطقة الخانوكة.
القدس العربي |