تحذيرات أميركية من اخلاء الساحة العراقية لإيران
حذر جنرال أميركي من اخلاء الساحة في العراق لإيران، مؤكدا أن الكثير من المسؤولين الحكوميين العراقيين لا يأتمرون بإمرة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بل بتلقي الأوامر من ايران.
وتزامن تحذير الجنرال توماس تاسك نائب قائد العمليات الخاصة الأميركي مع تقرير بريطاني سلط الضوء على سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية موالية لإيران على قرى على الحدود مع سوريا، مشيرا إلى أن ذلك منح طهران موطئ قدم بشكل متقدم فيما تتسابق قوات النظام السوري وواشنطن إلى تلك المنطقة.
وفي محاضرة له بمقرّ معهد انتربرايز الأميركي بمناسبة إطلاق دراسة للمعهد حول إيران، كشف الجنرال تاسك عن وجود شبكات عملاء واسعة لإيران في العراق وأنها تخطط ايضا للتمدد في العديد من المناطق خارج الشرق الأوسط بما في ذلك في افريقيا وأوروبا.
ويقول ماثيو ماك اينيس واضع دراسة إيران في معهد انتربرايز والذي سبق له أن عمل من مع القوات الأميركية إن إيران تمكنت في الأشهر الأخيرة من تعزيز نفوذها في العراق وأن كثيرا من المسؤولين العراقيين لا يأتمرون بأوامر العبادي بل بأوامر طهران.
وحذر من اخلاء الساحة العراقية لإيران التي تسعى إلى الهيمنة على مفاصل الدولة العراقية مستفيدة من شبكة واسعة من الموالين لها ومنهم من أقاموا لسنوات طويلة على أراضيها وعادوا بعد الغزو الأميركي للعراق.
وكان الباحث الاميركي يشير إلى سياسيين بارزين وإلى قادة ميليشيات مسلحة منهم قائد منظمة بدر هادي العامري الذي قال عنه تقرير بريطاني إنه ينسق مع الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن العمليات الخارجية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
و رأى ماك اينيس أن إيران استغلت الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية لتجعل من العراق جزء من المنظومة الأمنية الإيرانية أكثر من أي وقت مضى.
وأكد وجود تململ بين العراقيين من النفوذ الإيراني المتزايد وإلى أهمية استعادة العراق لتوازنه الاقليمي.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد تحدثت في مقال افتتاحي وفي تحقيق على صفحاتها الداخلية عن سيطرة ميليشيات الحشد الشيعي في العراق بعض مناطق للطائفة الإيزيدية على الحدود مع سوريا من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن معظم الفصائل الشيعية التي تقاتل ضمن قوات الحشد الشعبي والأكثر قوة فيها تحظى بدعم إيران ويقودها أشخاص عاشوا لسنوات في المنفى وباتوا يسيطرون الآن على مساحات واسعة من العراق.
وهم الآن يسيطرون على مساحة من الأرض في العراق ويهدفون إلى مد نفوذهم للوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وقال التقرير البريطاني إن "الانتصار الذي تحقق في الأيام الثلاثة الأخيرة (الوصول للحدود السورية) تركز على قرية كوجو التي سبق أن شهدت واحدة من أسوأ المجازر عند اجتياح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لمناطق الإيزيدين في عام 2014".
واعتبرت التايمز أن سيطرة الميليشيات الموالية لإيران على تلك المناطق يمثل أول موطئ قدم لإيران في هذه الجبهة منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003.
وفي الجهة المقابلة من الحدود السورية، تقول الصحيفة إنه ثمة سباق بين واشنطن وقوات الرئيس السوري بشار الأسد للوصول إلى هذه الحدود، متسائلة "هل سيفوز النظام السوري ويكمل قوس بمساحة نحو 500 ميل من المناطق الخاضعة للشيعة تمتد من إيران إلى لبنان، ليتحقق ما ظلت تحلم به طهران لزمن طويل في السيطرة على ممر أرضي يمتد إلى البحر الابيض المتوسط".
وعلقت بالقول إن هذا بالفعل ما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنع وقوعه من خلال سرعة تسليح المقاتلين الأكراد في جزء من تلك المنطقة.
وألقت واشنطن بثقلها خلف قوات تضم مقاتلين أكرادا في سوريا لتدفعهم للوصول أولا إلى منطقة كوجو من جهة الغرب.
ميدل ايست أونلاين |