غضب عراقي لتدريب فصيل اسلامي للاطفال على السلاح
أثار بدء المجلس الاعلى الاسلامي العراقي دورات تدريب للاطفال على السلاح وفنون القتال غضبا شعبيا وسط تأكيدات بأن هذا التدريب يعتبر انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والمواثيق الدولية ولحقوق الطفل ايضا .
وباشرالمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم رئيس التحالف الشيعي، بتدريب الأطفال على السلاح في مدينة النجف (180كم جنوب بغداد) التي يقيم فيها المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني لزجهم في القتال ضد تنظيم داعش المتشدد.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي إعلاناً للمجلس الأعلى بزعامة الحكيم يدعو فيه الأطفال إلى تسجيل أسمائهم خلال عطلة الصيف وفي ليالي شهر رمضان من أجل تدريبهم على فنون القتال والمواجهات العسكرية.
وقال الناشط المدني تحسين جبر الموالي في مدينة النجف إن ملعب نادي النجف تحول إلى ساحة لتعليم الأطفال على فنون القتال خلال ليالي شهر رمضان .. مشيراً إلى أن إدخال الأطفال في دورات عسكرية يعد انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والمواثيق الدولية.
ودعا الناشط الموالي وزير الداخلية قاسم الأعرجي الذي ينتمي إلى منظمة بدر التي تنشط في هيئة الحشد الشعبي إلى إغلاق مراكز التدريب ومحاسبة الجهات التي تقف وراء عملية تدريب الأطفال على السلاح.
بدوره، قال النائب الشيعي فالح الخزعلي إن التدريب على السلاح لا يتنافى مع التعليم والعلوم الأخرى وليس دعوة للقتل والقتال والدفاع عن النفس واجب .
واستند النائب الخزعلي إلى حديث نبوي يؤكد ضرورة تعليم الأولاد الرماية وركوب الخيل والسباحة والسلاح الذي تمسكه يد تأتمر بأمر المرجعية الدينية محل ثقة وأمان بحسب تعبيره.
غضب شعبي
كما عبر عدد من الناشطين والمعنيين عن استيائهم وغضبهم من إقامة دورات بإشراف المجلس الأعلى الإسلامي لتدريب الأطفال على استخدام السلاح في محافظة النجف.
وبث ناشطون صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تجمع عددٍ من الأطفال في ملعب كروي تحول إلى ساحةٍ لتدريبهم على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبإشراف أحد القياديين في المجلس الأعلى هو صدر الدين القبانجي في ظاهرة تهدف إلى عسكرة المجتمع المتعسكر أصلًا بحسب ناشطين.
من جهته، عبر المرصد العراقي لحقوق الإنسان في بيان صحفي عن قلقه من انتشار هذه الظاهرة التي اعتبرها انتهاكًا لحقوق الطفل.
وقال المرصد إن “الصور التي تُظهر الأطفال يتدربون على السلاح تضع العراق من جديد في خانة الدول الأكثر انتهاكًا لحقوق الطفل، كما أنها تُخالف الالتزامات التي يُفترض أن يعمل العراق بها”.
وفي سياق متصل، دانت رئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة النيابية النائب لمى الحلفي اليوم تدريب الاطفال على السلاح، مؤكدة رفضها لهذه الممارسات لما فيها انتهاك لحقوق الطفل. وقالت إن ظاهرة تدريب الأطفال على حمل السلاح ظاهرة مأساوية، تدمر أطفالنا، وهم براعم وجيل المستقبل الذي يعول عليه لبناء الأوطان والتقدم والرقي.
ودعت الحلفي في تصريح لها الى الحد من هذه الظاهرة واحتواء الأطفال وتوفير جميع المستلزمات لهم، وزجهم داخل المدارس وغرس حب الوطن، ونزع الأفكار العدوانية التي تهدف إلى تفكيك المجتمع وتخدم أصحاب الفكر المتطرف.
وجاء تشكيل الحشد الشعبي في العراق عام 2014 ليشكل سوقًا رائجًة لتجارة السلاح بسبب تداول الأسلحة بين عناصره وعدم قدرة الأجهزة الرسمية على محاسبة مالكي تلك الأسلحة، فيما برزت إلى الواجهة عمليات إنشاء معسكرات لتدريب الأطفال ليس في النجف وحدها بل في عدة محافظات جنوبية أخرى.
كتابات |