الجبوري: أطراف سياسية تؤمن ببعض الدستور وتكفر بالبعض الآخر
أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، امس، ضرورة إخراج مشروع المصالحة الوطنية من "التنظير والتسويق، الى الواقع"، وعزا أسباب ذلك الى ضيق الوقت وطبيعة المواجهة مع
الارهاب.
وحذر الجبوري من "المشاريع الخارجية المسلحة" التي تتخذ عناوين سلمية، مؤكداً ان تلك الجهات تحاول إحداث تصدعات في العملية السياسية من خلال التعامل مع الدستور بانتقائية وبما ينسجم مع الجهات الدولية الداعمة
لها.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مؤتمر "العراق: شباب وتعايش"، الذي تقيمه بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) وتابعته (المدى) امس السبت.
وقال رئيس البرلمان "لقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن مشروع المصالح الوطنية في العراق وما زلنا نلاحظ أن المشروع يحتاج الى أن يتقدم أكثر في المجال الميداني التطبيقي بشكل فعال وحقيقي"، لافتاً الى ان "مشروع المصالحة ما يزال في طور التنظير والترويج والتسويق الإعلامي وهو أمر جيد ولكنه لا ينسجم مع الحاجة الفعلية والملحة والضرورية ولا مع الوقت المتبقي لنا خصوصا أننا نغالب ونسابق الزمن والعدو في مخططاته الخطيرة".
وأشار الجبوري الى ان "العدو يسعى لتفتيت اللحمة الوطنية وتمزيق وحدة البلد، كما حصل من تفجيرات يوم أمس في البصرة وبغداد ما يؤكد استمرار داعش في سياستها لإرباكنا وتأجيج الشكوك بيننا وإيقاد نار الفتنة التي يحبطها شعبنا العظيم في كل مرة".
واضاف رئيس البرلمان ان "الكثير من المشاريع الخارجية المسلحة منها أحيانا والمغلفة بالسلمية أحيانا أخرى، مازالت تسعى للوصول إلى اهدافها في إحداث شروخ في العملية السياسية وزعزعة أركانها تحت شعارات زائفة وكاذبة ومضللة تدعي الالتزام بالدستور ولكنها تلتف عليه فهي تؤمن ببعضه وتكفر ببعض، وتنتقي ما يعجبها وتدير ظهرها لما لا ينسجم مع افكارها المستوردة أو بشكل أدق مع مصالح الجهات الممولة والداعمة والمحرّكة لها".
وشدد الجبوري على أن "العراقيين غير مستعدين لحمل السلاح على بعضهم البعض فهم لم يفعلوا ذلك مطلقا في ما مضى وما كان من احتراب في ايام التصعيد الطائفي كان بين جماعات كانت تُمارس استهداف المواطنين من هذا الطرف أو ذاك محاولة تعبئة وتحشيد الشارع لصالح أجنداتها وأفكارها وطموحاتها الإرهابية والسياسية، بل نسعى الى تحقيق التعايش الذي يعني التقبل والتفاهم والاندماج وحب التنوع الذي ينتج إيماناً بالآخر ووجوده وتقبل لفكرته".
وفي سياق منفصل اكد رئيس مجلس النواب ان "الشباب لا شك يشكلون الركن الأساس في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية لأنهم يمتلكون من الأدوات الفاعلة ما يؤهلهم لهذا الدور المهم ، فهم القادة الحاليون وليس المستقبليين كما يحاول البعض ترويجه"، مبينا ان "مشروع التعايش السلمي الذي نسعى إليه لا يعني اننا نريد تحقيق السلم الأمني وحسب ، فهو نتيجة حتمية وواقعية حاصلة دون جهد أو
تخطيط".
واستدرك الجبوري بالقول انه "ما لم تؤمنوا أيها الشباب والمثقفون بأنكم القادة الحقيقيون وان دوركم لا ينتظر انتظارا بل ينتزع انتزاعا ، فإن العراق سيبقى دائرا حائرا في دوامة التكرار والفشل تلتهمه نيران الاٍرهاب والفساد، ولذا فإننا نعمل بحرص كبير على دعم هذه الشريحة لمنحها الفرصة للحصول على مواقع القيادة من خلال تقليل العمر للترشح إلى مجلس النواب العراقي وكذلك للحصول على المواقع السيادية في البلاد".
المدى
|