مقتل 25 عراقياً في غارة جوية غرب الموصل وألغام «الدولة» تمنع فرار المدنيين
استعادت القوات العراقية، أمس الأربعاء، حي الرفاعي في الساحل الأيمن للموصل بالكامل، وخسرت 10 جنود في هجمات انتحارية شنها تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما عمد الأخير إلى زرع ألغام قرب أبواب المنازل لمنع هروب المدنيين، الذين قتل منها 25 شخصاً بغارة جوية.
ونقل بيان، لخلية الإعلام الحربي، عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، تأكيده «تمكن قوات مكافحة الارهاب من استعادة حي الرفاعي في الساحل الأيمن بالكامل، ورفع العلم العراقي فوق مبانيه مع تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
وقال الملازم أول في الشرطة الاتحادية، عدي عبد الوهاب الساعدي، إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم قوات جهاز مكافحة الإرهاب في منطقة الرفاعي شمال غربي المدينة، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وتدمير كاسحة ألغام.
كما أفاد، بأن هجومين انتحاريين متزامنين شنهما التنظيم بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان في وقت متأخر من ليلة أمس، استهدفا قوات الشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب في منطقة العريبي شمال غربي الموصل.
وأوضح أن الهجومين أوقعا 4 قتلى في صفوف الشرطة الاتحادية، و3 جنود من مكافحة الإرهاب، كما أسفرا عن تدمير 3 عربات عسكرية.
في الموازاة، قائد في الشرطة الاتحادية العراقية وشهود، إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» يزرعون ألغاما قرب أبواب المنازل في الموصل لمنع المدنيين من الرحيل.
وقال قادة عسكريون إن القوات العراقية تسعى لإعلان النصر بحلول شهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ في 27 مايو/ أيار، على الأرجح، حتى إذا ظلت هناك جيوب من المقاومة في المدينة القديمة.
وقال الفريق عبد الغني الأسدي إن «مقاتلي الدولة الإسلامية في حي الصحة قيدوا مدنيين من أيديهم واستخدموهم دروعا بشرية للتنقل من مكان إلى آخر».
وأضاف «كنا نراهم يتحركون بأسلحتهم وسط المدنيين ولكن لم نوجه أي ضربة لهم. رأيناهم يختفون بين المنازل وتركوا المدنيين الذين فروا باتجاه قواتنا».
في غضون ذلك، أوضح مصدر أمني، أن 25 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا وأكثر من 60 آخرين أصيبوا جراء غارة جوية استهدفت تجمعا لتنظيم «داعش» في حي الزنجيلي في الجانب الغربي للموصل.
وقال النقيب في جهاز الرد السريع، سعدون فهد، إن طائرة حربية لم تعرف هويتها بعد، وجّهت ضربة جوية لمجموعة من «الدولة» كانوا يتواجدون في الجهة المقابلة لجامع الشهيد محمد نوري، من الحي، مشيراً أنهم كانوا يستعدون للهجوم على القوات العراقية في منطقة الرفاعي.
وذكر أن القصف الجوي تسبب بمقتل المسلحين وانهيار بعض المنازل السكنية، ما أدى إلى مقتل 13 رجلاً و9 نساء و3 أطفال، وإصابة 64 آخرين بجروح متفاوتة، إصابات الكثير منها بالغة الخطورة.
ولم تصدر أي بيانات رسمية من القوات العراقية، أو قوات التحالف بخصوص الغارة الجوية ونتائجها.
ويقدم التحالف الدولي المكون من أكثر من ستين دولة، الإسناد الجوي للقوات العراقية منذ أكثر من عامين في الحرب ضد «الدولة»، فضلا عن انتشار مئات من المستشارين على الأرض في الخطوط الخلفية للقوات العراقية.
واستعادت القوات العراقية النصف الشرقي من المدينة في كانون الثاني/يناير الماضي، فيما تقاتل منذ شباط/فبراير الماضي لانتزاع النصف الغربي منها.
وستشن هذه القوات، حملة عسكرية جديدة في محافظة كركوك (شمال) ضد التنظيم ، فور الانتهاء من العمليات العسكرية الجارية في مدينة الموصل، وفق ما أعلن أول أمس، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
وأوضح، في مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته في بغداد، في أعقاب الاجتماع الأسبوعي لحكومته، إن «القوات الأمنية تحرز تقدما كبيرا في عمليات تحرير الموصل».
وأضاف أن «عمليات إجلاء النازحين من مناطق الاشتباكات تنفذ تزامنا مع تنفيذ الخطط العسكرية»، مشيرا إلى أن «الدولة يستخدم المدنيين وجغرافيا المدينة لإطالة أمد المعركة».
وتابع أن «عملية التحرير (الموصل) ستحسم خلال الأيام القليلة المقبلة (دون تفاصيل)، وستؤسس لعملية تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك».
ولا يزال «الدولة» يسيطر على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك، يضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب.
إلى ذلك، أعلن أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أن قوات وألوية الحشد حققت 70 في المئة من عملية تحرير ناحية القيروان شمال غربي الموصل.
وذكرت هيئة إعلام الحشد الشعبي ، في بيان صحافي، أن «المهندس أوضح خلال تفقده قطعات الحشد الشعبي في المحور الشمال الغربي في ناحية القيروان أنه تم الانتهاء من 70 في المئة من الصفحة الأولى لعملية تحرير القيروان من سيطرة تنظيم الدولة».
وأشار البيان إلى أن «اللواء الأول في قوات الحشد الشعبي صد هجوما لتنظيم داعش أسفر عن مقتل أربعة من داعش وحرق عجلة في القاطع الشمالي لعمليات تحرير القيروان».
وتخوض قوات وألوية «الحشد الشعبي» منذ ستة أيام عملية عسكرية للسيطرة على ناحية القيروان، ما أسفر حتى الآن عن السيطرة وتطويق أكثر من 30 قرية وطرق امداد وخطوط اتصالات في اتجاه الحدود السورية .
القدس العربي |