غضب سلفي من زيارة عمار الحكيم للقاهرة
هاجمت قيادات سلفية مصرية زيارة رئيس التحالف الوطني في البرلمان العراقي، عمار الحكيم، لمصر، على اعتبار أنه «رمز شيعي يعرض تسوية سياسية جرى التجهيز لها في إيران»، على حد قولها.
وأعرب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور «الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر»، أحمد خليل خير الله، عن تحفظه الشديد على الزيارة التي أجراها الحكيم للقاهرة، مشيرا إلى أن «زيارة زعيم ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي ورئيس التحالف الوطني الشيعي في البرلمان العراقي لمصر، تهدف لتسويق التسوية السياسية في العراق، التي جرى التجهيز لها في إيران للحفاظ على نفوذها القوي وهيمنتها على الشأن العراقي».
وقال خير الله، في تصريحات صحافية، أمس، إن البُعد الآخر للزيارة هو «تجميل الوجه القبيح للقيادات الشيعية والميليشيات التي تأكد للجميع تبعيتها لطهران، وذلك قبيل الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها في أيلول/سبتمبر المقبل»، حسب القيادي السلفي، الذي انتقد كذلك «إجراء مباحثات أمنية مع من يقود ميليشيات في العراق ليس لها أي صفة رسمية ونهجها طائفي وتتبنى الفكر الفارسي القائم على التدخل السافر في شؤون الدول العربية».
وتابع: «عمار الحكيم هاجر من العراق وهو دون العاشرة من عمره فنشأ في إيران وتخرج من جامعة قم الإيرانية التي تتبنى المنهج الفارسي الساعي لتصدير الثورة الشيعية إلى الدول العربية».
ويأتي ذلك عقب يومين من وصول الحكيم للقاهرة في زيارة التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، وعددا من المسؤولين المصريين.
وكذلك، أبدى عضو الهيئة العليا لحزب النور، صلاح عبد المعبود، عدم ترحيب الحزب بزيارة الحكيم، وقال في تدوينة له على «تويتر»: لا مرحبا بك في مصر، الشيعة خطر على أمننا القومي، أينما حلوا وأينما ارتحلوا كانوا نذير شؤم».
وقال «مؤسس ائتلاف محبي آل البيت في مصر»، الداعية السلفي ناصر رضوان لـ«القدس العربي»: «نعترض على الزيارة لأن الحكيم إيراني ومجرم حرب، ويداه ملوثة بدماء مئات الآلاف من أهل السنة في العراق، وهو يأتي مصر على أساس أنه مسؤول عراقي ولكنه في الحقيقة قادم من بؤرة إيرانية».
وأضاف أن «العراق وسوريا ولبنان واليمن أصبحت محافظات إيرانية جديدة وليست دولا، وإيران تحاول اختراق مصر عبر وسائل عدة، من ضمنها عمار الحكيم، الذي جاء لتلميع الوجه القبيح لإيران وميليشيات الحشد الشعبي، ونرفض أي تطبيع مع الكيان الإيراني».
وأشار إلى أن «التخوف ليس فقط من الترويج للمعتقد الشيعي في مصر، ولكن من الأسلحة الإيرانية التي كشفت الأجهزة الأمنية العثور عليها في بؤر إرهابية، وكل ذلك يعبر عن التمدد الإيراني الشيعي في المنطقة العربية».
وتتصاعد مخاوف مصرية من حين لآخر من المد الشيعي في مصر، إذ حذرت تيارات سلفية وقيادات أزهرية مراراً من انتشار الآذان الشيعي في المساجد المصرية، وكان آخرها نشر مكالمة هاتفية مسربة للقيادي الشيعي المصري أحمد راسم النفيس، مع أحد قيادات الشيعة العراقيين، تناولت المكالمة تفاصيل وضع الشيعة في مصر ومقارنتها بالوضع في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك والوضع الحديث في نهاية العام الماضي.
وأظهرت المكالمة المسربة تصريحات النفيس للقيادي الشيعي العراقي المقيم في مدينة النجف العراقية، عن إعداده تصورا كاملا لنشر الفكر الشيعي في مصر، وأنه تواصل مع قيادي شيعي في إيران لإنشاء مركز لدراسات إحياء التراث الفاطمي في مصر والتنسيق مع باحثين للعمل به.
القدس العربي |