صحيفة بريطانية: أهالي الموصل يخدِّرون أطفالهم قبل الفرار من المدينة
أفاد عمال إغاثة أن عوائل عراقية مرعوبة تحاول الهروب من معارك ضارية تدور في الموصل يلجأون الى اعطاء اولادهم جرعات حبوب مهدئة او ان يغلقوا افواههم بشريط لاصق لتفادي سماع بكائهم من قبل مسلحي داعش وهم يحاولون الهروب خارج المدينة.
وقالت حلا جابر من المنظمة العالمية للهجرة IOM انه اذا مسك رجال وهم يحاولون الهروب يطلق عليهم النار في حين يتم وثاق النساء لفترة من الوقت في العراء وسط البرد كتحذير للاخرين، مشيرة الى ان المسلحين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية ايضا.
واضافت جابر في تصريحات لها من اربيل انه "غالبا ما تغادر العوائل اثناء الليل وفي الساعات الاولى من الفجر ويضطرون للسير مع اطفالهم. الاطفال قد يتعرضون للارهاق واذا ما انطلق بكائهم فانه ذلك سيكون صعبا ومربكا جدا لعوائلهم.
وتضطر العوائل في اوقات معينة عند محاولة الهروب وضع شريط لاصق على افواه اطفالهم او حتى اعطائهم حبوب الفاليوم او التسكين للحفاظ على هدوئهم وعدم البكاء لكي لا يثيروا انتباه مسلحي داعش الذين قد يعترضونهم او يطلقون النار عليهم.
وقالت جابر ان كادر المنظمة العالمية للهجرة سمعوا بقصص مشابهة من عوائل هربوا من مناطق اخرى في العراق كان يحتلها داعش.
وكانت القوات العراقية قد شنت حملة الشهر الماضي لاسترجاع الجانب الغربي من الموصل بعد تحرير جانبها الشرقي في كانون الثاني الماضي.
وتقول كالات الاغاثة ان الوضع مزرٍ جدا بالنسبة لما يقارب من 600 الف شخص مايزالون عالقين ويعانون من شحة المواد الغذائية والمياه والوقود والتجهيزات الطبية.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة الخميس ان 157 الف شخص قد وصلوا الى مركز استقبال سكان المدينة الهاربين من ظروف القتال في الموصل .
وتقول المتحدثة عن منظمة اوكسفام لغوث اللاجئين في العراق امي كريسجيان إن المدنيين الذين وصلوا الى مراكز الاستقبال سالمين يعانون من الاضطراب النفسي والجوع والجفاف والارهاق الشديد، مشيرة الى ان بعض العوائل اعطت اطفالها حبوبا مهدئة ليتواروا عن الارهابيين اثناء محاولتهم الهروب.
اخبرت نور محمد، منظمة اوكسفام بعد هروبها مع 27 شخصا آخرين من الموصل: "اعطت عائلتي حبوبا مهدئة للاطفال الصغار، لقد اعطوهم ادوية منومة لكي لا يرتعبوا من اصوات القنابل والمعارك وكذلك لكي لا يبكوا اثناء المسير ليلا ويلفتوا انتباه مسلحي داعش".
وتقوم فرق متخصصة بمساعدة الاطفال الذين يصلون الى معسكرات النازحين بتقديم دعم العلاج النفسي لهم. واضافت جابر قائلة ان "الاشياء التي رأوها وعايشها الاطفال خلال تواجدهم في الموصل تفوق حدود امكانية اي انسان ان يراه. لقد شاهدوا ايادي ورؤوسا وهي تقطع وحالات قتل. جميعهم يعانون من الصدمة".ومع ذلك تقول جابر بانهم يتحسنون تدريجيا جراء العلاج فعندما أتوا في البداية كانوا يعبرون من خلال رسوماتهم عن حالة الحرب حيث يرسمون دبابات تحمل رايات داعش، اما الان فانهم يرسمون ورودا ووجوها مبتسمة.
وتركزت المعارك في الاسبوع الماضي على المدينة القديمة مع وصول القوات الحكومية على بعد 500 متر من جامع النوري الذي اعلن فيه ابو بكر البغدادي في تموز عام 2014 خلافته المزعومة الممتدة بين العراق وسوريا.
ويعاني مسلحو داعش الان من التقهقر مع تعرض معقلهم في سوريا ايضا للهجوم. ولكنهم مايزالون يسيطرون على 40% من الجانب الغربي للموصل وان حملة تحرير المدينة بالكامل قد تستغرق اسابيع.
واستأنفت الحكومة العراقية الهجوم الخميس، بعد توقف العمليات بسبب سوء الظروف الجوية والامطار مما يجعل توفير الاسناد الجوي للمعركة امرا صعباً.
وقال متحدث عن قوات الشرطة ان تعزيزات من الشرطة الاتحادية قد تحركت الى الامام نحو المدينة القديمة وان القوات مستعدة لاقتحام المنطقة واسترجاع الجامع .
ويُعتقد بان البغدادي وقياديين اخرين من تنظيم داعش قد غادروا المدينة ولكن مسلحي التنظيم مايزالون يقاومون من خلال القناصين والاختباء بين السكان المدنيين مع استخدام السيارات المفخخة والشاحنات التي يقودها انتحاريين لاقتحام الدفاعات العراقية. ويقدر مسؤولون اميركان تواجد مايقارب من الفي مسلح من تنظيم داعش داخل المدينة.
عن: Daily Mail
|