مرحلة ما بعد داعش ... لماذا يخشاها الأوروبيين !؟
هشام الهبيشان
كاتب وناشط سياسي/الاردن
في الوقت الذي تؤكد فيه كل المؤشرات وخصوصاً الواردة من واشنطن ،أن صيف "2017"سيكون الموعد المحدد لانتهاء المعركة الحاسمة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية ،بدأت تطرح في المرحلة الحالية الكثير من الاحاديث عن مستقبل هذا التنظيم عسكرياً ووجودياً ،وخصوصاً بعد حديث البغدادي عن قرب انهيار التنظيم في مناطق تواجده .
ففي الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية زحفها تجاه غرب مدينة الموصل لاستعادتها من تنظيم (داعش)، وتواصل قوى عديدة في سورية وليبيا محاربة هذا التنظيم والسيطرة على اغلب مناطق تواجده ،بدأت الخشية من تدفق عناصر من التنظيم إلى بلدان أخرى،وخصوصاً إلى أوروبا .
فمن الواضح اليوم من أن الغرب وخاصة القارة الأوروبية العجوز، أصبح يغرق بين مطرقة الإرهاب العائد اليه وسندان المهجرين من الشرق إلى الغرب، وهذا ما ظهر جلياً من خلال حديث المسؤولين الأوروبيين الذين يتحدثون اليوم ويرفعون اصواتهم خشية من مرحلة ما بعد دحر داعش من العراق وسورية وليبيا ، فاليوم يعتقد معظم المسؤولين الاوروبيين أن دحر داعش من هذه المناطق ستكون نتائجه واحداثه وتداعياته كارثية مستقبلاً على القارة العجوز ،لأن المؤكد أن التنظيم حينها سينطلق نحو العمل "السري " وسيبدأ بتنفيذ عمليات انتقامية سترتد آجلاً أم عاجلاً على أوروبا، ومن هنا يبدو واضحاً أن نظرة المسؤوليين الأوروبيين بدأت تشهد تغيراً ملحوظاً اتجاه هذا المف بالتحديد .
وبالعودة إلى قرأة اعمق لمجمل التغيرات الإوروبية، فمن الواضح أن حجيج الوفود الأوروبية الإعلامية والسياسية إلى دمشق وبغداد ، يؤكد أن مايجري بسوريا والعراق ميدانياً اليوم بدأ يفرض نفسه وبقوة على ملف الإرهاب، واليوم هناك تقارير دولية عدة إكدت أن هناك وفود استخباراتية عسكرية أوروبية تنسق مع دمشق وبغداد لمنع عودة المئات من المقاتلين الأوروبيين الفارين من زحمة المعارك بالشمال السوري والعراقي إلى بلدانهم الاوروبية، هؤلاء المقاتلين الفارين من معارك الشمال السوري والعراقي أكدت التقارير الدولية أنهم فور وصولهم لبلدانهم سيبدأون التخطيط لتنفيذ عمليات أرهابية بالدول التي عادوا اليها أو استقروا بها، وهذا بدوره سيزيد بشكل واضح من تعقيد ملف محاربة الإرهاب بالقارة العجوز، رغم حجم التدقيق الامني الكبير على اللاجئين القادمين للقارة العجوز. عودة بعض هؤلاء الارهابيين إلى دولهم وتنفيذ عمليات إرهابية كالتي حصلت في برلين وبروكسل وباريس وبأساليب مبتكرة، شكلت حالة صدمة كبرى عند الدول الأوروبية الشريكة بالحرب على سوريا، فإرهابهم الذي دعموه لإسقاط سوريا والعراق وليبيا يرتد عليهم اليوم، ولذلك هم اليوم بصراع مع الوقت لإيجاد حل ما يضمن القضاء على افراد هذه المجاميع الارهابية في سوريا والعراق وليبيا وعدم السماح بعودتهم إلى بلدانهم وداعميهم.
ختاماً، أن معظم التطورات الخاصة بملف الإرهاب ومرحلة ما بعد داعش بالعراق وسورية وليبيا ، الذي بات فعلياً يهدد المنظومة الأوروبية، تؤكد أن الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب إلى اراضيه ،والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراماتيكية بملف مرحلة ما بعد داعش،والنتائج الناجمة عن هذه المرحلة .
الأخبار |