مات شامخاً ووحد المتفرقين
لم يعد مشهد الذبح والقتل والقهر بجديدٍ على العراقيين بعد سنين طوال من الصراعات السياسية والنزاع على السلطة إن صح التعبير ، المتابع للشأن العراقي يرى صورة قاتمة للمشهد لا تنبأ بجديد او بصيص أملٍ بغدٍ أفضل على الأقل.
أبو بكر السامرائي أو عباس ياسين كما نشره في بيانه تنظيم "داعش" ليوهم العالم وخصوصاً "سنة" العراق بأن هذه الشخصية هي" شيعية" وذلك لإستمرار الحقد الطائفي ومده بمزيد من الشحن الذي بدأ ينفد مؤخراً بعد ان علم العالم نوايا وخبايا هذا التنظيم المتطرف.
الملازم اول ابو بكر تم اعدامه وامام عدسات كامرة التنظيم الذي لم يستح او بعبارة أخرى لم يلقِ بالاً لنظرات الشجاعة التي ابداها "ألشهيد " قبيل اعدامه بلحظات، وحتى ان كان التنظيم قد شاهد تلك النظرات التي وصفها البعض بإنها تفكير "بعائلته" واخرون فسروها بإنها شوقاً الى لقاء ربه لما ترك تنفيذ " الحكم" به ، او على الأقل التريث به لأن ايديهم اوغلت بدمار الابرياء المدنيين فما بالنا با"العسكريين" .
يروي صديقه ملازم اول سيف عماد الحادث ويقول: صديقي وابن دورتي وكان شخص شجاع وصادق وطيب جدا، رأيت بيان داعش على احدى حسابات الفيس بوك، ثم قام الحساب بحذف البيان لينتشر الخبر بعدها على كل الصفحات، يجب ان يعرف العالم هذه الجريمة الكبرى وان داعش قام بتغيير اسمه.
اليوم أصبح ابا بكر رمزاً عراقياً للشجاعة والبسالة في الدفاع عن وطنه ، وان اخر كلماته كانت تدور حول العيش بسلام او الموت بكرامة، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع الفديو الخاصة به ليبقى حياً في قلوب محبيه ، شامخاً لإخر لحظات حياته .
اظن أن العالم بأسره بات حزينا أو لم يستطع أن يغفو مثلي تماما، والكل يعاني حالة ذهول، عمليات اغتيال عادت لبعض شوارع العراق ،وقتل لخيرة شباب العراق، حرق أحياء، تفنن في الإجرام واغتيال الفرح والبهجة في نفوس العراقيين ، حتى بتنا وكأننا قد اعتدنا كل هذا وأصبح جزءا من روتيننا اليومي، ولم يعد يُفجع إلا المفرط في مشاعره وإنسانيته! استشهد ابا بكر وانتقل لجوار ربه.
عبد اللطيف الزيدي
كتابات |