محافظ نينوى لـ(المدى):مؤتمر جنيف تحوّل من إعمار المدن المحرَّرة إلى تشكيل الإقليم السُّنّي
لم تقتصر حملة المقاطعات لمؤتمر جنيف، الذي عقد الأُسبوع الماضي، على القوى والأطراف المتواجدة داخل العراق فقط. فقد انسحب محافظ نينوى نوفل العاكوب، أحد أبرز المشاركين، بعد يوم واحد من المؤتمر الذي استمر لـ3 أيام.
وأعلنت شخصيات سُنيّة بارزة مقاطعة المؤتمر قبل انعقاده، كرئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس كتلة تحالف القوى أحمد المساري.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها (المدى)، أمس، فإن المؤتمر تحوّل من مناقشة أوضاع المدن المحررة من داعش الى إنشاء إقليم سُني، الامر الذي أثار اعتراض العاكوب. وعزا محافظ نينوى انسحابه من المؤتمر الى وجود شخصيات "مطلوبة للقضاء" كوزير المالية الاسبق رافع العيساوي.
بالمقابل نفت اطراف في تحالف القوى تطرق المؤتمر الى مناقشة ملفّ "الإقليم السُنّي"، مشيرة الى أنّ البيان الختامي للمؤتمر تحدث عن أوضاع النازحين وإعمار المدن المدمرة.
ورغم المقاطعات، فقد حظي المؤتمر بمشاركة محافظي الانبار وصلاح الدين ونينوى، بالاضافة الى أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، وشقيقه أثيل النجيفي، قائد قوات حرس نينوى، وأمين عام الحزب الإسلامي إياد السامرائي، وصالح المطلك، رئيس ائتلاف العربية، وسعد البزاز الشخصية الإعلامية المعروفة، وأطراف عن حزب البعث وهيئة علماء المسلمين.
مفاجأة جنيف
وعقد المؤتمر، الذي نظمه المعهد الأوروبي للسلام، تحت عنوان "إغاثة المناطق والمدن المتضررة من الإرهاب".
لكن محافظ نينوى نوفل العاكوب يؤكد ان الاهداف الحقيقية للمؤتمر كانت غير تلك التي أُعلن عنها.
ويؤكد العاكوب، في تصريح خاص بـ(المدى) امس، "شاركت في المؤتمر بحثاً عن الدعم لنينوى". واضاف "قررت الانسحاب بعد يوم واحد من المؤتمر لعدة اسباب، ابرزها تحوله الى مؤتمر للسُنة وليس لمناقشة اوضاع المحافظات المحتلة من داعش".
وتابع محافظ نينوى "انسحبت ايضاً بسبب مشاركة أثيل النجيفي ورافع العيساوي"، مشيرا الى مشاركة رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق دومنيك دوفيلبان في أعمال المؤتمر.
كذلك حضر المؤتمر بصفة محاضر رئيس وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي، بالاضافة الى المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية ديفيد بترايوس الذي يعرف بأنه عرّاب الصحوات في 2007.
الإقليم السُّنّي
واختار مجلس محافظة نينوى نوفل العاكوب لتولي منصب المحافظ خلفاً لأثيل النجيفي، الذي صوّت البرلمان، في أيار 2015، على إقالة الأخير بأغلبية 169 نائباً من أصل 218 نائباً حضر الجلسة.
وقبيل انعقاد مؤتمر جنيف، دعا النجيفي النخب العراقية لتضع الأمور في نصابها دون مبالغة او تهويل. وكتب على صفحته في الفيسبوك ان "الملتقى سيكون من خلال معهد الاطلنطي للدراسات مع معهد السلام الأوروبي وسيحضر الملتقى شخصيات عالمية غير رسمية".
وأضاف قائد حرس نينوى ان "معاهد الدراسات تعمل على تلاقح أفكار المدعوين للخروج برؤية يمكن ان تقدم كمقترحات أمام أصحاب القرار المعنيين"، نافيا إمكانية خروج مثل هكذا لقاءات "بتحالفات ولا قرارات".
لكن محافظ نينوى نوفل العاكوب يؤكد ان الامر الذي دعاه للانسحاب هو الحديث عن الاقليم السُني. وبين "أنا كمحافظ نينوى لن ارضى بالكلام عن الاقليم ،لأني أبحث عن دعم لبناء المحافظة المدمرة".
وتدعم مجموعة من القوى السُنية فكرة إنشاء اقليم في المناطق الغربية، كأحد الحلول لما بعد مرحلة داعش. ونصت تسريبات عن ورقة "التسوية السنية"، التي يعتزم اتحاد القوى تسليمها الى التحالف الوطني، على تأجيل طرح فكرة الاقاليم، الى ما بعد القضاء على التنظيم، مقابل تجميد ملفات خلافية وأخذ ضمانات دولية من مجلس الامن وإصدار قرار تحت الفصل السابع.
ردود ومُقرّرات
ورفض رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، مؤخرا، أية تفاهمات تدار خارج العراق. وقال الحكيم، في مؤتمر له السبت، ان "مؤتمر جنيف اخذ اكبر من حجمه"، رافضا تدخل اي طرف في الازمة العراقية.
وطالب نواب عن ائتلاف دولة القانون الحكومة بإحالة المشاركين في مؤتمر جنيف الى المحاكمة بتهمة "التآمر على العراق"، واشادوا بالشخصيات التي رفضت المشاركة بالمؤتمر.
ورفض رئيس مجلس النواب سليم الجبوري دعوة رسمية قدمت اليه للمشاركة في مؤتمر جنيف. وعزا ذلك الرفض الى انه يفضل أن تكون الحلول في داخل العراق.
كذلك أكد المكتب السياسي لـ(حزب الحق الوطني)، الذي يرأسه النائب أحمد المساري، عدم المشاركة في مؤتمر جنيف.
لكنّ النائب السابق حيدر الملا، قال وقت انعقاد المؤتمر، ان "كل من وجهت اليه الدعوة إما شارك في الاجتماع او ارسل ممثلا عنه".
في غضون ذلك نفت النائبة عن تحالف القوى زيتون الدليمي ان يكون المؤتمر قد ناقش إنشاء الإقليم السني.
وقالت الدليمي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "مقررات المؤتمر نصت على دعوة المجتمع الدولي الى إعادة إعمار المحافظات التي كانت محتلة من داعش"، مشيرة الى ان "المجتمعين أعلنوا تمسكهم بوحدة العراق".
وأكدت العضو البارز في اتحاد القوى ان "المؤتمر اوصى بإعادة النازحين الى مناطقهم الاصلية، وان المؤتمر اوصل معاناة العراق وانتصاراته على داعش الى كل دول
العالم".
المدى
|