قائمة مؤتمر جنيف تضمّ أسامة النجيفي والمطلك والخنجر و3 محافظين
قاطع قادة سُنّة بارزون مؤتمراً أُوروبياً عقد في جنيف لمناقشة أوضاع سُنة العراق بعد مرحلة داعش، يحضره رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق، بالاضافة الى رئيس المخابرات الاميركية ديفيد بترايوس. ومن ابرز المقاطعين رئيس البرلمان سليم الجبوري، بالاضافة الى رئيس كتلة حل، ورئيس كتلة اتحاد القوى في البرلمان.
وعلى الرغم من المقاطعة الرسمية، إلا أن اطرافاً سنية كشفت عن مشاركة محافظي الانبار وصلاح الدين ونينوى، بالاضافة الى مشاركة أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، وامين عام الحزب الاسلامي، وصالح المطلك، رئيس ائتلاف العربية، الى جانب رافع العيساوي، وزير المالية الاسبق، وسعد البزاز الشخصية الاعلامية المعروفة، واطراف عن حزب البعث وهيئة علماء المسلمين.
ويحيط بالمؤتمر غموض كبير ما دفع جهات سُنية معروفة للامتناع عن المشاركة في كل الفعاليات التي تعقد خارج البلاد. وتتباين الراويات حول الجهة المنظّمة لمؤتمر جنيف، وعن الهدف الذي عقد من اجله. وتزعم بعض الجهات ان المؤتمر يمهّد للقاء فريق الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب.
من الدوحة إلى جنيف
وكان مؤتمر الدوحة آخر مؤتمر عقدته أطراف السُنة، بمشاركة شخصيات بعثية وفصائل مسلحة في أيلول 2015. ودار حول المؤتمر وقتذاك روايات كثيرة عن مشاركة شخصيات من الحكومة العراقية. ووجهت اتهامات لرئيس البرلمان سليم الجبوري بالمشاركة ايضاً، لكنه نفى ذلك، مؤكدا انه لبّى دعوة رسمية لزيارة دولة قطر بالتزامن مع انعقاد المؤتمر.
واحتضنت عواصم دول متعددة، كالرياض، وباريس، وعمان، وأنقرة، والدوحة، مؤتمرات سابقة عقدتها القوى السنية تحت مسميات واهداف مختلفة.
ويقول النائب رعد الدهلكي، عضو تحالف القوى العراقية، ان "المؤتمر بداية للقاء فريق حكومة الرئيس الامريكي دونالد ترامب".
ويؤكد الدهلكي لـ(المدى) ان "المؤتمر يناقش اوضاع النازحين، واعادة اعمار واستقرار المدن المدمرة التي كانت محتلة من داعش".
وترى بعض القوى السُنية العلمانية أن الولايات المتحدة الاميركية هي الراعي للعملية السياسية في العراق بعد 2003، وتطالبها بإخراجه من ازماته. وتؤكد تلك القوى ان ادارة وفريق الرئيس اوباما اتخذت قرارات خاطئة من خلال دعهما للاسلام السياسي، وهو ما رأت انه ادى الى دخول تنظيم داعش الى مناطقهم.
ويؤكد الدهلكي ان "تغيير الوضع العراقي من واقع الازمات والصراعات الى حال أفضل من الاستقرار هو مسؤولية الجميع ومن بينها الولايات المتحدة".
واضاف النائب عن ديالى ان مؤتمر جنيف هو بإشراف مباشر من الحكومة الامريكية.
وكان النائب رعد الدهلكي قد كشف مؤخرا عن اعتزام اتحاد القوى ارسال وفد سني للقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن. إلا ان اطرافا اخرى في اتحاد القوى نفت النبأ لاحقا.
بدوره أكد قيادي في ائتلاف العربية، بزعامة صالح المطلك، ان المؤتمر يقف وراءه رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان بالاضافة الى منظمة أوروبية . ويقول حيدر الملا، خلال اتصال هاتفي مع (المدى)، "إنه اجتماع وليس مؤتمرا، وتحضره جهات اميركية"، مشيراً الى انه "يناقش اوضاع النازحين في المحافظات الستة، وإعادة إعمار المدن المدمرة". ويستبعد الملا ان يكون الاجتماع مقدمة للقاء الادارة الامريكية الجديدة، لكنه يقول "بالتأكيد الرئاسة الجديدة لولايات المتحدة تريد ان تسمع من القوى السُنية بالعراق في وقت من الاوقات".
حملة مقاطعة
وفي غضون ذلك رفض رئيس مجلس النواب سليم الجبوري دعوة رسمية قدمت اليه للمشاركة في مؤتمر جنيف. عازيا رفضه الى انه يفضل أن تكون الحلول في داخل العراق.
لكن تسريبات "غير مؤكدة" تشير الى ان أمين عام الحزب الإسلامي إياد السامرائي، احد المشاركين في اجتماع جنيف.
وقال الجبوري، في مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب الاسبوع الماضي، "وجهت لي الدعوة رسمياً للمشاركة في مؤتمر جنيف ورفضتها لأني أفضّل أن تكون الحلول في الداخل العراقي". واضاف "لا نريد اعادة أخطاء الماضي التي سببت تهجير الناس من بيوتهم وخراب مدنهم".
بدوره أكد المكتب السياسي لـ(حزب الحق الوطني)، الذي يرأسه النائب احمد المساري، عدم المشاركة في مؤتمر جنيف.
وذكر بيان للمكتب السياسي، اطلعت عليه (المدى)، ان "الامين العام أحمد المساري تلقى دعوة لحضور المؤتمر...".
واضاف حزب المساري "قررعدم الحضور بسبب اعتقاده بأن الدعوة يجب أن تكون أوسع وتشمل ممثلي المكونات الأساسية في البلد لضمان نجاحه".
لكن النائب السابق حيدر الملا يؤكد ان "كل من وجهت اليه الدعوة إما شارك في الاجتماع او ارسل ممثلا عنه"، مشيرا الى ان "رئيس البرلمان ارسل محافظ الانبار صهيب الراوي ممثلا عنه".
كما أكد الملا مشاركة محافظ نينوى نوفل العاكوب بالاضافة الى صالح المطلك، ووزير المالية السابق رافع العيساوي، واحمد الجبوري محافظ صلاح الدين.
ويشارك في المؤتمر كل من الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية ورئيس المخابرات السابق، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.
محاضرة بالسياسة!
بدوره يؤكد النائب محمد الكربولي، رئيس كتلة الحل البرلمانية، ، ان القائمة المشاركة في مؤتمر جنيف تضم اسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، والسياسي السُني خميس الخنجر.
ويرى الكربولي، في حديث لـ(المدى)، ان "المؤتمر بلا جدوى وإلا ما كان شهد مقاطعة من قيادات مهمة داخل العراق". واشار الى ان "جمال الضاري الذي يرأس ما يسمى بـ(المشروع الوطني العراقي) لم يشارك ايضاً".
ويتحدث رئيس كتلة الحل ساخراً، عما اعتبره "محاضرة سياسية" ستلقيها منظمة دولية على مسامع المشاركين في المؤتمر بعد فشلهم في ادارة محافظاتهم. واعتبر ان "اختيار جنيف جاء لانه سيحقق للمشاركين نوعاً من الانتشار".
ويرجح الكربولي ان تكون منظمة السلام الاوروبي، هي من تشرف على المؤتمر.في اشارة الى منظمة اوروبية تشكلت في 2014، بهدف حل النزاعات في العالم، واشرفت الصيف الماضي على عقد اجتماع في باريس حضره جمال الضاري وعدد من الساسة السنة.
ويشدد رئيس كتلة الحل على ان "الحوارات الداخلية انفع بكثير من المؤتمرات الخارجية"، لافتا إلى ان "هناك لقاءات اكثر جدوى مثل الحديث مع ايران او السعودية لانهاء الازمات في البلاد".
دعوة للمحاسبة
في غضون ذلك، دعا ائتلاف دولة القانون، امس، الحكومة الى احالة المشاركين في (مؤتمر جنيف) الى المحاكمة بتهمة التآمر على العراق.
وقالت النائبة فردوس العوادي، في بيان اطلعت عليه (المدى) امس، "من المستغرب على الحكومة ان تسمع وترى بأمّ عينها قيادات تدعي تمثيل مكون معين تبحث في ظل دولة وقانون ودستور مستقبل (السنة) في مؤتمر جنيف سيئ الصيت الذي عقد مؤخرا"، معتبرة ان ذلك "يدل على الضعف الذي يستغله هؤلاء وأمثالهم للتآمر على العراق".
واضافت النائبة عن دولة القانون "المستغرب ان يتم هذا المؤتمر برعاية السعودية وشخصيات ومنظمات اوروبية وعالمية منها المعهد الأوروبي للسلام، والجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس ورئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ".
وحيّت العوادي "الشخصيات السنية التي رفضت المشاركة بهذا المؤتمر"، معتبرة ان موقف المقاطعة "يعد اثباتا تاريخيا بأن هؤلاء المشاركين لا يحق لهم تمثيل إخواننا السنة، وان من يمثلهم هم الشخصيات الوطنية التي تؤكد على وحدة العراق لا السعي الى تقسيمه عبر عقد المؤامرات المشبوهة".
المدى
|