سيدنا .. اذا هاي مثل ذيج لا خوش بطة وخوش ديج
كثيرا ما كتبنا الاف الكلمات تحليلا وتنظيرا لنشاطات السيد مقتدى الصدر .. بعضها يؤيده بقوة .. وبعضها ينتقده بشدة وقسوة وربما بسخرية.. وما زال الحال كما هو ، فمقتدى الصدر له القدرة على صناعة الخبر والحدث سواء كان ذلك ايجابا ام سلبا .. وهنا وبعد أن وصل حال العراق الى ما وصل عليه وهو بدون مبالغة على حافة الهاوية .. استوجب الأمر أن نناشد السيد مقتدى الصدر ونقول له .. سيدنا كن أكثر مصداقية .
كلنا يعلم ان كتلة الأحرار مشتركة بقوة في العملية السياسية في العراق (الجديد) ولها عدد غير قليل كأعضاء في البرلمان ، وأضعافه في الحكومات المتتالية وفي المحليات وفي الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية .. وحتى في أوساط منظمات المجتمع المدني .. ومن غير المعقول أن سياسات تلك الكتلة أو ما يسمى بالتيار الصدري تذهب الى التأزيم ورفع سقف توترات الشارع المتوتر اصلا الى مستويات قياسية خطرة قد تنذر بانفجار كبير لا يبقي ولا يذر .. نقول في كل مرة تذهب الى التأزيم عندما تريد أن تحقق انتصارا سياسيا او معنويا او كتلويا او حتى محاصصيا قد لا تستطيع ان تحققه عن طريق ممثليها في البرلمان الذين هم كما هو المفروض ان يكونوا ، ممثلون لجمهورهم وناخبيهم وفق القانون والأعراف البرلمانية .
مسكينة هي ساحة التحرير .. ولو كان عندها لسان لصاحت بأعلى الصوت مستنكرة التدليس والكذب واللعب على الكلمات من اجل اثارة مشاعر آلاف من الشباب العاطلين عن العمل الذين يأملون بصدق تغييرا نحو الأحسن ولو بحده الأدنى .. من ناحية اخرى قد لا يعرف مقتدى الصدر ان قطع ساحة التحرير والشوارع المؤدية لها باتت تسبب الكدر والفوضى لدى البغداديين نتيجة زخم الأزدحام وقطع اعمال وارزاق خلق الله وتكدس سيارات النقل والخاصة في الشوارع والذي قد يصل في كل مرة الى مداخل بغداد ومخارجها .
دعواتك سيدنا المتتالية لتحشيد جمهورك بكلمات قوية رنانة ومن ثم انهاء تلك التجمعات بعد سويعات بنفس قوة الكلمات من قبلك شخصيا او بموجب امر تلفوني او غيره يأتيك من داخل العراق او من خارجه ، وتكرارها لعدة مرات دون ان تحقق نتيجة او هدف لتلك الخطوة ، افقدك مصداقيتك لدى كل متتبعيك ومراقبيك .. الكل يعلم سيدنا ان مصداقيتك تبدأ من سحب ممثليك في البرلمان وفي الحكومة وفي المحليات والأجهزة الأمنية ، لكي تكون مطالباتك المتكررة في التظاهر تحقق بعض من الصدق ، وإلا كيف تطلب التظاهر على نظام سياسي وانت وتيارك من المشتركين البارزين فيه ؟ .. بل الأكثر مصداقية أن تدفع بعشرات الآلاف من مؤيديك بخطاب رنان لا يقل قوة عن خطاباتك المتكررة في ساحة التحرير الى جبهات القتال لكي يساهموا مع اخوتهم وينالوا شرف تخليص العراق واهله من رجس الدواعش الأنذال .
يعلم الجميع ان خطوتك السابقة في اقتحام الخضراء ونصب الخيمة كانت من القوة بحيث استبشر الجميع بالتغيير الحقيقي في حينها .. لكنك سرعان ما فعلتها كما هو المعتاد وأنهيت الموضوع بسرعة عجيبة دون تحقيق أي شيء ، وحولت تلك الخطوة القوية المؤثرة الى ما يشبه أفلام الكارتون .. الآن ورغم أن الجميع يعلم انك لن تخرج عن عادتك في سرعة تهدئة الأمور .. لكن مع ذلك فالكثير يعتقد أن في الأفق بعض أمل في تغيير حقيقي بسبب هول فساد مفوضية الأنتخابات وتأثيره على كل الجوانب في نظامنا السياسي المشوه الجديد .. أما ، وكما يقول المثل البغدادي ،اذا كانت هذه المرّة مثل ذيج .. لا خوش بطة وخوش ديج .
واثق خضر الرماحي
كتابات |