المواطن و 56
اذا كنت غير راضٍ عن الأداء النيابي والحكومي فلاتقف مكتوف الايدي، واقف القدمين، مكتفيا بالنقد واللوم، الحل تحت اليد شارك في الانتخابات بقوة ولاتجعل مكانا للفاسدين والمنتفعين والسيئات ان يتحكموا في القرار السياسي والسيادي والخدمي لبلادك. اذا كنت ممن يَرَوْن ان أموالك ومستقبل أطفالك أكلتها بعض الكتل السياسية بلا هوادة فلا تكتفي بالتعليق في الفيسبوك وتوتير وابدأ من صناديق الاقتراع العملية الاولى لتحقيق الاصلاح المنشود. عزيزي المواطن: عليك ان تكون اكثر فاعلية وقوة وان لاتشعر باليأس والملل والانكسار امام هيجان بعض الكتل السياسية الفاسدة التي تحاول ان تفرض هيمنتها في الانتخابات، مجرد التفكير في عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة ستوفر لهم الارضيّة المناسبة للدخول الى غرف القرار مرة اخرى، مجرد التفكير بالانزواء والابتعاد والوقوف على التل ستسمح لهم في سرقتك مرة ثانية وثالثة ورابعة.
لاتشارك في الانتخابات حتى تحصل على بطانية او كارت شحن او سند قطعة ارض كاذب، بل شارك في الانتخابات المقبلة لتحقق الانقلاب الناعم على الفاسدين الذين أكلوا العراق من الرأس الى القدم.
بداية الاصلاح الحقيقي والعملي صناديق الاقتراع لاترهق نفسك في فعاليات استعراضية ولاتضع نفسك بعد١٤عاما مختبرا للفاعليات الكتلوية والحزبية ولاتجعل من نفسك وقودا تحارب الكتل المنافسة بعضها الاخر. الوقت مناسب لتقول كفى، نهجهم بوجه كل الذين يظنون انك لعبة يسيرونهم أينما يريدون، شارك في الانتخابات لتغير مسار العملية السياسية بالاتجاه الصحيح وتحويل بوصلتها من البوصلة المصلحية الى البوصلة الخدمية. ولى زمن الانقلابات وولى زمن الانتكاسات وولى البيان رقم واحد لم يبق للتغيير سوى الانتخابات وسيلة وأداء ومن يريد الاصلاح عليه ان يشارك بقوة ومن ينتقد الان عليه ان ينظم نفسه ويشارك بقوة وان لايكتفي بالنقد، فالنقد وحده لايحقق شيئا ولايسمن في الاصلاح ولايشبع. لاتفكر بانتخابات وجوه جديدة فقط بل فكر بانتخابات وجوه تحمل افكارا جديدة وعملية وقابلة للتحقيق في العراق، فكر أيها المواطن ان تتخلص من جيثوم بعض رجال الدين الذين يحاولون ان يفرضوا ارادتهم على صوتك، لاتستمع اليهم هؤلاء لايقلون خطورة عن بعض الكتل السياسية الفاسدة هؤلاء الذين يدخلون الدين والموروث والعقائد والمعتقدات والمقداسات في الانتخابات، هؤلاء اخطر من كل الفاسدين، لاتستمع اليهم كن واعيا في الانتخابات ولاتضع يدك بيد من سرقك او تجاهلك او شغلته مغانم السلطة عنك ولاتضع يدك بيد ٥٦ الذين يجيدون الاحتيال والسرقة والضحك على الذقون ، الذين يدورون الخطاب السياسي كل أربع سنوات بنغمات مختلفة ويعرفون منابع الضعف الذين يتبعون الخطاب المتطرف وينسون خارطة البرامج بعد الانتخابات ... الاشباح 56 الذين يظهرون كل اربع سنوات ليخضعوا الناس ويخافوا ...
جعفر الونان
كتابات |