دمار 70٪ من مباني جامعة الموصل بعد تحريرها
دخلت «القدس العربي» جامعة الموصل وتجولت في انحائها راصدة حجم الدمار الذي حل بها بعد تمكن القوات العراقية من استعادتها من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الأيام الماضية، بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، حسب مصادر عسكرية.
وتعتبر الجامعة من أكبر جامعات العراق وأقدمها حيث كانت تستقطب الكثير من الطلبة العراقيين والعرب قبل الغزو الأمريكي للعراق، وبمعالمها العمرانية أصبحت اليوم اثراً بعد عين وتم تسوية مبانيها بالأرض جراء الحرب. أغلب مباني الجامعة طالها الدمار والخراب لما شهدته من أحداث وعمليات عسكرية وتعرضها للقصف الجوي والمدفعي المستمر.
كما قام عناصر التنظيم بتفخيخ بعض المباني وتفجيرها مع دخول القوات العراقية اليها، فضلاً عن إحراقهم المكتبة المركزية واتلافهم جميع الكتب والمجلدات التي تحتويها المكتبة والتي يعود تاريخ البعض منها إلى أكثر من 200 سنة، بحجة مخالفتها للشريعة الإسلامية وفق زعم «الدولة».
شهود عيان، من مدينة الموصل قالوا لـ «القدس العربي» إن «الكثير من مباني وكليات جامعة الموصل تعرضت للتدمير قبل دخول القوات العراقية بسبب اتخاذ التنظيم لعدد من مبانيها ورش ومصانع لتصنيع الاسلحة ما جعلها هدفا لطيران التحالف الدولي والعراقي».
الكثير من المباني، وفق الشهود، «كانت خالية من مسلحي التنظيم، ولكنها استهدفت ايضاً من قبل الطيران الحربي تحسباً لوجود عناصر التنظيم فيها، أو لورود معلومات استخباراتية قد تكون خاطئة أو غير دقيقة».
عناصر التنظيم، قاموا بنقل محتويات الجامعة من أجهزة طبية وهندسية ونقلها إلى اماكن مجهولة قبل انطلاق العمليات العسكرية، حسب ما أكده أحد سكان المدينة.
قائد عسكري، رفض التصريح باسمه قال لـ«القدس العربي»، إن «عملية استعادة جامعة الموصل من سيطرة مسلحي التنظيم لم تكن سهلة، بل كانت صعبة، ولم نتمكن من اقتحامها سريعاً، بسبب التحصينات التي وضعها التنظيم وتفخيخه للمباني».
وأشار إلى أن «70٪ من المباني تعرضت للدمار، وللقصف الجوي من قبل طيران التحالف الدولي والعراقي قبل انطلاق العمليات العسكرية بسبب اتخاذ التنظيم منها ملاذا ومواقعا».
وأضاف أن «الولايات المتحدة كانت تعتقد ان التنظيم لديه تجارب لصناعة اسلحة كيمياوية وجرثومية في بعض اقسام الجامعة التي يعتقد أن التنظيم يتخذ منها مصانع لتجاربه الكيمياوية ما جعل طيران التحالف يستهدفه بشكل مستمر ومتكرر على اقسام وكليات الجامعة».
يذكر أن الحكومة العراقية أطلقت عملية عسكرية لاستعادة مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد من سيطرة مسلحي تنظيم «الدولة»، الذي أعلن سيطرته على المدينة في العاشر من حزيران / يوليو 2014 بعد انسحاب قطعات الجيش العراقي منها ولايزال التنظيم يفرض سيطرته على الجانب الغربي من المدينة.
القدس العربي |