|
أربع قواعد أمريكية ثابتة في الموصل وسط تقدم القوات العراقية
كشفت مصادر عسكرية، أمس الإثنين، عن تموضع قوات أمريكية في أربعة من الأحياء الشرقية لمدينة الموصل العراقية، وسط إجراءات حماية مشددة، منعت بموجبها دخول القوات العراقية إلى تلك الأحياء مع مراقبة جوية على مدار الساعة، مع بداية تنفيذ الفرقة الذهبية لخطة أمريكية جديدة.
وقال ضابط من إحدى وحدات الجيش العراقي في الموصل، لـ«القدس العربي»، إن «الأحياء التي أقامت فيها «القوات الأمريكية قواعدها الأربع»، التي وصفها بـ «الثابتة»، هي «كوكجلي والقدس وصدام والزهور».
وأوضح أن «القوات الأمريكية اتخذت عددا من إجراءات الحماية منها تسيير طائرات استطلاع ليلا ونهارا لمراقبة مناطق تواجد القوات الأمريكية في تلك الأحياء ومتابعة أي تحركات في محيطها تحسباً لهجمات قد يشنها انتحاريو تنظيم الدولة على مقرات الأمريكيين»، على حد قوله.
وأضاف المصدر، أن «من بين الإجراءات الأخرى قيام القوات الأمريكية بإعادة العوائل النازحة إلى منازلهم في الأحياء الأربعة بعد أن منعتهم القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي في وقت سابق من العودة إليها بعد تحريرها خشية على حياتهم من هجمات تنظيم الدولة»، مؤكداً على «منع القوات الأمريكية لأي قوات عراقية من الاقتراب من تلك الأحياء أو الدخول إليها».
من جهة أخرى، لفت المصدر إلى أن القوات الأمريكية «تعتمد في المقام الأول على قوات الفرقة الذهبية في عمليات تحرير الأحياء داخل مدينة الموصل».
وأشار إلى أن ذلك يعود إلى أن «الأمريكيين، هم من شكلوا الفرقة الذهبية مباشرة بعد غزو العراق ويقدمون لها كل وسائل الدعم، ويتلقى مقاتلوها تدريباتهم في معسكرات خاصة في العراق والأردن على يد مدربين أمريكيين منذ تشكيل الفرقة إلى يومنا هذا»، حسب تعبيره.
وبين أن «القوات الأمريكية أصدرت تعليمات صارمة للفرقة الذهبية شددت على اخلاء جثث قتلاها والمصابين منها من ميدان القتال تفاديا للتأثير في الروح القتالية للمقاتلين الآخرين».
وأضاف أن «جرحى الفرقة الذهبية يتم نقلهم إلى مستشفيات أربيل وبغداد والسليمانية بعد تلقيهم الإسعافات الأولية في عدد من المستشفيات الميدانية المتنقلة التي استقدمتها القوات الأمريكية إلى مدينة الموصل».
وحول تقدم القوات العراقية في الأسبوع الأخير بشكل كبير قياساً على الأسابيع الماضية، قال المصدر إن «الأمريكيين رسموا خطة جديدة تختلف عن الخطط السابقة، وقد أوكل تنفيذها إلى الفرقة الذهبية بالتنسيق مع جنود أمريكيين من القوات الأمريكية الخاصة وبقيادة ضباط أمريكيين يشرفون ميدانياً على سير المعارك».
وتقضي الخطة الجديدة بـ«عدم تقطيع عدة أحياء مجتمعة، وتقطيع حي واحد وعزله تماما، ومن ثم السيطرة عليه قبل الانتقال إلى الحي الاخر بذات الخطة»، وفق المصدر الذي كشف أن القوات العراقية «عزلت حي السلام وحي دوميز شرق الموصل وحاصرتهما بالكامل مع وجود أعداد غير معروفة من مقاتلي التنظيم لا زالوا يشتبكون مع القوات المهاجمة دفاعا عن الحيين الاثنين الذي تسيطر القوات العراقية على أجزاء منهما».
الهدف من الخطة الجديدة هو «الوصول إلى الضفة اليسرى لنهر دجلة عند رأس الجسر الرابع»، حسب ما قال الضابط في الجيش العراقي لـ«القدس العربي».
في الموازاة، أعلن المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي استعادت نحو 90 في المئة من الجانب الشرقي لمدينة الموصل من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال صباح النعمان، «تم تحرير أكثر من 85 إلى 90 بالمئة من الجانب الشرقي» لمدينة الموصل.
وأضاف أن «ما تبقى لا يتجاوز خمسة أحياء»، مؤكدا انه «خلال الايام المقبلة ينتهي هذا المحور بالكامل»».
وأوضح «تم استعادة السيطرة علي حي النبي يونس وحي الجماسة ورفع العلم العراقي فوق ضريح النبي يونس».
واشار إلى ان مسلحي «التنظيم باتوا عالقين في الاحياء المتبقية من هذا المحور وليس لديهم من سبيل سوى الاستسلام».
وكان الجيش العراقي وسع مكاسبه، بانتزاع حيين جديدين من قبضة تنظيم « الدولة» شمال شرقي مدينة الموصل.
وأوضح قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، أن قوات الجيش حررت حيي الكندي والقيروان شمال شرقي المدينة.
وأضاف أن «القوات العراقية رفعت العلم العراقي فوق مباني الحيين بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات المسلحة العراقية وتنظيم «الدولة» على تخوم منطقة النبي يونس قبل استعادتها.
وقال المقدم أحمد عدنان الطالبي، الضابط في الفرقة المدرعة التاسعة التابعة للجيش إن «القوات المسلحة المشتركة (الفرقة التاسعة وجهاز الشرطة الاتحادية)، مدعومة بفوج قتالي من قوات جهاز مكافحة الإرهاب بدأت عملية اقتحام منطقة النبي يونس».
أوضح ل أن «التنظيم يبدي مقاومة شرسة، مع اعتماده على مجموعة كبيرة من القناصة والمسلحين الانغماسين الذين يقاتلون حتى آخر لحظة، وعندما يشعرون بقرب خسارتهم يقدمون على تفجير أنفسهم».
وتابع الطالبي أن «القوات المسلحة العراقية تهدف للسيطرة على موقع جامع «النبي يونس» الذي دمره التنظيم في وقت سابق من العام 2014، ويقع على تل ارتفاعه 7 أمتار».
وأشار أنه «في حال تمكن القوات من السيطرة على موقع الجامع فأنها سوف تضمن السيطرة على أحياء (النعمانية، والسويس، والجماسة، ونينوى الشرقية)». وأضاف الطالبي أنه «لا توجد حصيلة دقيقة بالخسائر البشرية والمادية بين طرفي النزاع في المنطقة».
وشدد على «عزم القوات العراقية على تحقيق الانتصار، مهما كانت الصعوبات والعراقيل التي يضعها التنظيم».
وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها «التنظيم» في يونيو/حزيران 2014.
وسيطرت القوات العراقية على أغلب مناطق شرق الموصل منذ بدء حملة قبل ثلاثة أشهر لإخراج المتشددين من المدينة. وكان تقدم القوات قد تعطل في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، وديسمبر/ كانون الأول بعد دخولهم المدينة إذ تصدى لهم مقاتلو التنظيم بهجمات بسيارات ملغومة وبقناصة واختبأوا وسط السكان المدنيين الذين يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 32 ألفا من سكان الموصل فروا من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل العدد الإجمالي للنازحين خلال الحملة لاستعادة الموصل إلى 161 ألف.
وقال أحد سكان غرب الموصل إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية «ومنهم قادة بارزون في غرب الموصل تركوا المدينة باتجاه تلعفر الواقعة على الحدود السورية.
في السياق ذاته، قال مصدر عسكري عراقي، إن تنظيم «الدولة» أقدم على مصادرة وحرق سيارات للمدنيين في حي العربي، شمال شرقي مدينة، الموصل (شمال)، فيما دمر طيران التحالف الدولي 3 سيارات مفخخة للتنظيم بالمدينة.
الرائد عدي عبد الله، أحد القادة الميدانيين في الفرقة السادسة عشرة التابعة للجيش العراقي، قال إن «عناصر التنظيم جابوا شوارع حي العربي، وفتشوا عشرات المنازل بحثاً عن السلاح وأجهزة الاتصال والسيارات».
وأضاف أن «المسلحين صادروا عشرات السيارات، ونقلوها إلى الساحة العامة في الحي، وأضرموا النار فيها».
وتابع أن «التنظيم يهدف من خلال تلك العملية، منع القوات المسلحة العراقية من استخدام السيارات في إغلاق الطرقات، بهدف منع التنظيم من إرسال سياراته المفخخة إلى المواقع الأمنية».
وأشار أن «التنظيم يسعى للسيطرة على الوضع الأمني في ما تبقى من الأحياء التي ما تزال خاضعة لسيطرته، من أجل منع قيام ثورة شعبية ضده».
كذلك، قال الفريق الركن محمد غالب، الضابط في قيادة القوة الجوية العراقية إن طائرات التحالف الدولي وجهت في وقت متأخر من مساء أمس الأحد ضربات جوية لـ 3 سيارات مفخخة كانت متوقفة داخل القصور الرئاسية الواقعة في حي العربي.
وأوضح أن «التنظيم كان قد أعد تلك السيارات لمهاجمة القوات المسلحة العراقية عند اقتحامها الحي».
ولفت أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير السيارات وإلحاق أضرار جسيمة بالبنى التحتية، كون الانفجار كان هائلاً».
وذكر أن «العملية تمت بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي واستخبارات الفرقة 16».
وأوضح أنه «في الوقت ذاته يعمل طيران التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية معاً في معالجة الأهداف الحيوية للتنظيم، في الأحياء التي لا تزال خاضعة لسيطرته، وذلك من أجل تدمير قدراته القتالية وتسهيل مهمة القضاء عليه واستعادة المناطق من قبضته».
وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها «التنظيم» في يونيو/حزيران 2014.
ولقي مئات المدنيين حتفهم وسط المعارك العنيفة التي تدور في الموصل، بينما فر نحو 178 ألف مدني من المدينة وأطرافها منذ انطلاق الحملة العسكرية، وفقاً لإحصائيات الهجرة العراقية، وتم إيوائهم في مخيمات أنشأتها الحكومة العراقية بالتنسيق مع الأمم المتحدة قرب المدينة.
إلى ذلك، أفاد مصدر طبي عراقي في مستشفى تكريت العام بأن قوة من «الحشد الشعبي» سلمت ليلة أول أمس 30 شخصاً، بدت عليهم آثار تعذيب وكسور ورضوض في أجسادهم.
وقال المصدر إن «القوة أودعت الاشخاص في باحة المستشفى وغادرت دون إبلاغ المستشفى عن اسباب الحادث».
على الصعيد نفسه، أفاد مصدر أمني بأن» قوة من الحشد الشعبي قامت باعتقال أكثر من 30 شخصا من المنطقة التي يعبر منها الفارون من الساحل الأيسر للشرقاط والحويجة، نحو القوات الأمنية واقتادوهم عنوة دون معرفة الاسباب ونقلوهم إلى جهة مجهولة».
وقال المصدر إن «القوة جلبت ليلة أمس 30 شخصا إلى مخيم الشهامة للنازحين في منطقة الحجاج وجميعهم في حال يرثى لها، لكن سلطات المخيم رفضت استلامهم لسوء حالتهم الصحية». وأوضح أن القوة توجهت بهم إلى مستشفى تكريت وتركتهم هناك فيما لم تعرف اسباب الاعتقال».
القدس العربي | 
الصفحة الرئيسية |
تصل بنا |
نبذة عنا |
للمشاركة
تطبيق للجوال
2024-04-18 
