رئيس الوزراء يكشف عن 7 أولويّات لضمان الاستقرار بعد مرحلة داعش
المدى برس
أبدى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس السبت، استغرابه من تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش، مؤكداً أن الانتصارات على التنظيم تحققت بوحدة العراقيين وصمودهم والتضحيات الكبيرة لأبنائه.
وقال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، خلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد الذي عقد في مبنى مجلس النواب، وحضرته (المدى برس)، "شكلنا الحكومة العراقية الحالية قبل اكثر من سنتين ووضعنا قضية استعادة وتحرير أراضينا ومدننا وتطهير العراق من عصابة داعش الإرهابية في مقدمة برنامجنا الحكومي".
وأضاف العبادي "اعتبرنا هدف التحرير من الأولويات الستراتيجية في عمل الحكومة واعددنا خطة لمواجهة الارهاب والقضاء عليه، ونحن الآن أقرب الى تحقيق هذا الهدف وستعود جميع المدن الى أرض الوطن قريبا جدا"، معربا عن ثقته بأن "مستقبل العراق سيكون أفضل وأقوى والاقتصاد سيتجاوز الأزمة وينتعش وسيكون العراق لجميع العراقيين الذين يخلصون لوطنهم".
وأوضح رئيس الوزراء أن "الانتصارات على عصابات داعش تحققت بوحدة العراقيين وصمودهم وبالتضحيات الكبيرة لأبنائه"، مبدياً استغرابه من "تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش، في حين لم تتخوفوا على أهل الانبار وتكريت ونينوى عندما كانت داعش تحتل مدنهم ويسومهم سوء العذاب".
وتابع العبادي أن "رؤيتنا لما بعد الانتصار والتحرير هي مجموعة خطوات تتلخص بسبع نقاط مترابطة لا تتقدم إحداها على الأخرى أو تنفصل عنها، ولابد ان تسير معاً في ظل حوار جدي ومصالحة مجتمعية نطوي بهما صفحة الإرهاب وما خلفه من دمار وتهجير وجرائم ضد الإنسانية".
وأوضح رئيس الوزراء أن "النقطة الأولى تتمثل بإعادة الأمن والاستقرار والخدمات الاساسية بما أسميناه إعادة الاستقرار وتمكين النازحين من العودة الى ديارهم ومشاركتهم في بناء وإعمار ما دمرته داعش، ورعاية عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن الوطن، وكذلك المتضررين من الإرهاب وتأهيل المجتمع لمحو مخلفات داعش وثقافة العنف والكراهية، وتحشيد كل الجهود الوطنية من اجل تحقيق الأهداف الوطنية والإنسانية".
وأكد رئيس الحكومة أن "النقطة الثانية هي الالتزام باحترام الآخر والتعايش السلمي مع جميع الشركاء في الوطن المختلفين دينيا ومذهبيا وفكريا واحترام مقدساتهم، وحماية الأقليات وقدسية دور العبادة لجميع الأديان والمذاهب وهذا يمثل أساسا للمصالحة المجتمعية".
وتابع العبادي ان "النقطة الثالثة تكون عدم السماح بعودة الحالات والمظاهر الشاذة التي كانت سائدة في العراق في مرحلة ما قبل احتلال داعش للمدن، وهي حالة التحريض والتوتر والتخندق الطائفي والقومي البغيض على حساب المصالح العليا للبلاد، وهذا ما أسهم في تمكين داعش من إسقاط المدن والمحافظات".
ورأى رئيس الوزراء أنّ "ذلك يوجب الالتزام بالخطاب الذي يكرس روح المواطنة ويحث على الوحدة والتعاون وعدم السماح لداعش وأي تنظيم إرهابي وإجرامي بالعودة من جديد والتغطية عليه في المدن المحررة أو السماح بنمو خلايا إرهابية جديدة".واعتبر العبادي ان "النقطة الرابعة تتمثل بأهمية إقامة علاقات حسن جوار مبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم، والعمل بإرادتنا الوطنية، وقرارنا العراقي المستقل وعدم رهن إرادتنا ومواقفنا بالخارج في ما يخص قضايانا ومصلحتنا الوطنية".
وشدد العبادي على "أهمية حصر السلاح بيد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي، واحترام أحكام القضاء وسيادة القانون في جميع مفاصل الدولة والمجتمع التي تمثل النقطة الخامسة في رؤيتنا لما بعد التحرير والانتصار".
ولفت رئيس الوزراء الى أن "النقطة السادسة تتمثل في الاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره ،لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة".
وقال العبادي إن "النقطة السابعة تمثلت بإبعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العامة، من اجل تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والاعتماد على العناصر الكفوءة والمتخصصة القادرة على إدارة العمل باستقلالية ومهنية".
وفي سياق متصل، قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، خلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد، إن "الحوار هو المبدأ والخطوة الأولى للإنسانية والتطور"، مؤكداً ان "اللقاء هنا يأتي لمناقشة عراق ما بعد داعش وقد بدأنا فعلاً بالحوار والتعبير عن خطابنا ورؤانا".
وأضاف معصوم ان "انتصاراتنا صنعتها وحدة مواقفنا ورؤانا، كما أن تلك الوحدة هي الأساس لضمان النصر ودحر الارهاب نهائيا عن الارض"، لافتاً الى أن "الحوار وقبولنا لبعضنا هما ما يكفلان ديمومة وحدتنا".
|