اكتظاظ الصفوف الدراسية يدفع الطلبة الى أحضان المدارس الأهلية
لا تخفي زينة علي، الطالبة في الصف الخامس الابتدائي، أمنيتها بأن تجلس في صف نظامي بعيداً عن الفوضى التي تعج بها صفوف مدرستها.
زينة قالت لـ(المدى) ان "الكثير من زميلاتي يعانون مثلي، خاصة وان الصف الواحد يضم طلاباً كثيرين، ويصل الحال في بعض الاحيان الى ان يجلس اربعة طلبة على الرحلة الواحدة".
وعن معاناة الطلاب، تقول مها جابر، التي تعمل معلمة في احدى مدارس بغداد، لـ (لمدى) ان "التعامل مع طلبة الابتدائية صعب في اكثر الاحيان، خاصة وانهم على وشك الدخول بمرحلة عمرية جديدة، لذلك فأن المعلم عليه اعطاء المادة العلمية والتربوية".
واضافت جابر ان "الزخم الذي يحدث في الصف الواحد يؤثر على اعطاء المادة العلمية بصورة سليمة، فترى ان الوقت اغلبه يذهب للمطالبة بالانصات للدرس"، محذرة من "استمرار هذه الحالة فانها تنذر بوضع مأساوي لأن اغلبية الطلبة يفتقدون التركيز بسبب ضوضاء زملائهم في الصف".
بدورها تقول أسيل ستار، والدة احد الطلبة، لـ(المدى) ان "اللجوء الى المدارس الاهلية اصبح امراً محتما للاهالي الذين يملكون وارداً مالياً جيداً". واضافت ستار "وجود ابنها في احدى المدارس الاهلية جعله يحظى بصف لا يعج بالطلبة، اضافة الى توفير كافة البنى التحتية في المدرسة"، معتبرة ان "هذا الأمر يجعلها تُجبر على دفع الاموال من اجل تواجد ولدي في مدرسة اهلية". وتابعت بالقول ان "التحسن في المدارس العراقية اصبح امراً من الصعب تحقيقه لاسيما مع الازمة المالية الحاصلة في الآونة الاخيرة، حيث اصبح من الصعب بناء مدارس بكثرة".
وفي السياق ذاته، يقول عبدالكريم الموسوي، وهو مشرف تربوي، ان "اعداد الطلبة في السنوات الثلاث الاخيرة ازداد بشكل اكبر، خاصة مع قدوم وجبة من النازحين".
واوضح الموسوي لـ(المدى) "هذا الامر لم يجعل الوزارة تشيّد العدد الكافي من المدارس للطلبة، ما ادى الى اكتظاظ الصفوف بطريقة كبيرة"، مشيراً الى ان "العاصمة وحدها بحاجة الى عدد كبير من المدارس". بدوره كشف النائب سيروان محمد، رئيس لجنة التربية النيابية، يوم السبت، عن مقترح تقدمت به لجنته الى مجلس النواب بأن يكون هناك استثمار من قبل الشركات لقطاع التربية، لكن لم يتم الأخذ بهذا المقترح. واشار محمد إلى أن الوزارة تعاني خروقات ومشاكل كبيرة وليس سهلا ان يتم السيطرة عليها وهي موجودة منذ النظام السابق.
وقال رئيس لجنة التربية النيابية إن "وزارة التربية تعد من أكثر القطاعات التي تُعاني مشاكل في البنى التحتية منذ زمن النظام البائد ولغاية اليوم"، مشيرا إلى أنها "تحتاج إلى 20 الف مدرسة لاستيعاب الطلبة، في حين ان التخصيصات ضئيلة جدا ولا يمكن تلبية حاجاتها".
وأضاف، أن "مشكلة قلة المدارس لا يمكن لوزير التربية حلها"، لافتا إلى أن "التربية تحتاج إلى تكاتف من قبل نقابة المعلمين ولجنة التربية النيابية والوزارة لمواجهة المعوقات التي تواجهها".
وتابع، أن "مجلس النواب والحكومة ركزا على وضع تخصيصات مالية كبيرة لدعم القوات الأمنية وتحرير المناطق المغتصبة"، لافتا إلى أن "الحكومة تشتري طائرة F16 بمبلغ 700 مليون دولار والصاروخ الواحد بمبلغ 50 الف دولار في حين ان عوائل فقيرة لا يدخل لها دولار واحد بالشهر". وأوضح أن "التربية النيابية وجهت توصيات إلى البرلمان بأن يكون هناك شركات مستثمرة لقطاع التربية، لكنه لم يأخذ بتلك التوصيات"، لافتا إلى أن "الحكومة تصرف أموالا طائلة على الحرب بدون دعم قطاع التربية".
من جانبه فأن وزارة التربية أكدت، الاسبوع الماضية، أنها "غير قادرة" على دفع إيجارات المدارس المستأجرة في الوقت الحالي، مشيرةً إلى أن وزيرها محمد إقبال وجّه بنقل جميع المدارس المستأجرة إلى اخرى بديلة.
المدى
|