استياء لفض اعتصام طالب بتوفير الأمن وسط بغداد
أثار فض القوات العراقية لاعتصام وسط بغداد احتجاجاً على تدهور الوضع الأمني، موجة استياء، فيما أعتبر رئيس الحكومة، حيدر العبادي أن «نصب الخيم يحتاج إلى موافقة أمنية، وهو تجاوز على حقوق الآخرين».
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن القوات الأمنية فضت اعتصاماً لأهالي مدينة الصدر في ساحة التحرير بالقوة، يوم أول أمس الثلاثاء، بعد رفض المعتصمون ترك المكان ورفع خيامهم قبل تحقيق مطالبهم.
وأظهرت لقطات بثت على مواقع التواصل، إطلاق الأجهزة الأمنية الرصاص في الهواء وقنابل مسيلة للدموع على تجمعات المعتصمين الذين تفرقوا هاربين، وانتقلوا إلى حديقة الأمة المجاورة لنصب الحرية في ساحة التحرير، لكن، عناصر الأمن لاحقوهم واستمروا في ضربهم بالعصي وإطلاق قنابل الدموع المسيلة عليهم.
وظهر عناصر القوة الأمنية، وهم يرفعون خيام المعتصمين ويجرونها إلى خارج المنطقة في سيارات عسكرية تابعة لهم، بينما بدا المعتصمون مرتبكين ويعانون من تأثير دخان القنابل المسيلة للدموع، حيث كانوا يفرون وسط حركة العجلات المزدحمة وسط ساحة التحرير، وهم يرددون هتافات وشعارات ضد الفساد والعجز عن الحد من الإرهاب.
وذكر حيدر المرواني، أحد منظمي الاعتصام في حديث عبر وسائل التواصل أن «القوة الأمنية اقتحمت التجمع بعد تطويق مكان الاعتصام بسيارات عسكرية ثم بدأت في إطلاق النار في الهواء وقنابل مسيلة للدموع على المعتصمين الذين رفضوا ترك المكان قبل الاستجابة إلى مطالبهم».
وأضاف أن «العديد من النساء والشباب المشاركين بالاعتصام اصيبوا بالإغماء نتيجة تنشق الغازات المسيلة للدموع أو التعرض للضرب بالعصي من قبل بعض عناصر الأمن»، مشيراً إلى أن «المعتصمين أغلبهم من ذوي شهداء سقطوا في التفجيرات التي وقعت في مدينة الصدر».
وكان أكد لـ«القدس العربي» في بدء الاعتصام، أن تحركهم العفوي الذي بدأ منذ ليلة الاحد الماضي، «تحرك جماهيري، للمطالبة بتغيير القيادات الأمنية المسؤولة عن أمن بغداد ووضع خطط ناجحة للحد من التفجيرات الإرهابية المتكررة في مدينة الصدر وباقي مناطق بغداد، والتي أدت إلى سقوط المئات من الضحايا المدنيين، إضافة إلى دعوة رئيس الحكومة حيدر العبادي ترشيح وزيرين للداخلية والدفاع الشاغرين منذ اشهر، كون ذلك أحد اسباب انتشار التفجيرات الإرهابية».
من جهته، أعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن قوات أمنية، «اعتدت بالضرب على مواطنين كانوا يعتصمون في ساحة التحرير للمطالبة بتحسين الوضع الأمني».
وبين أن « ناصر الشرطة الاتحادية الموجودة في ساحة التحرير، قامت بفض الاعتصام بالقوة وإطلاق الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إطلاق الرصاص الحي لتفريق المعتصمين».
ونشر المرصد مقطع فيديو أظهر كيفية قيام قوات الشرطة الاتحادية بتفريق المعتصمين وهدم الخيم وتعرض بعض المعتصمين للإغماء نتيجة الضرب بالعصي حيث نقلهم زملاؤهم إلى خارج المنطقة.
ونقل عن شهود عيان شاركوا بالاحتجاجات، قولهم إن «القوات الأمنية اعتدت بالضرب على المعتصمين وطالبتهم برفع خيمهم، كما أنها أطلقت الغاز المُسيل للدموع، وهناك إصابات لا نعرف حجمها».
وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي، قد أشار في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ببغداد، إلى فض الاعتصام في ساحة التحرير قائلاً: إن «التجمع والتظاهر حق مشروع، ولكن نحتاج إلى تعاون لحمايتهم والكشف عن هذه التفجيرات وأدعو إلى تركيز الجهد ضد الإرهاب».
وأكد أن «التظاهر حق طبيعي وواجب على الدولة حماية المتظاهرين، ولكن يجب احترام حق المواطنين فنصب الخيم تحتاج إلى موافقة أمنية وهو تجاوز على حقوق الاخرين ويكون حينها على الحكومة حماية المواطنين، ومن واجب الاجهزة الأمنية ان تغلق الطرق». وأعتبر أن «نصب خيمة في ساحة التحرير أو أي مكان عام يحتاج إلى طلب موافقات من الجهات الأمنية»، مضيفاً: لا نوافق بالتصدي للمتظاهرين بعنف من الاجهزة الأمنية كما لا يجوز المطالبة بإسقاط الحكومة بالقوة».
وبررت قيادة عمليات بغداد، فض الاعتصام بـ»حماية المتظاهرين من الاعتداءات الإرهابية المتوقعة».
وقالت في بيان «خشية استهداف الاعتصام في ساحة التحرير من قبل الجماعات الإرهابية، فضت الاعتصام الأخير، حيث إن الإرهاب لم يتوانَ عن استهداف المواطنين أينما كانوا».
وأضافت «هذا الاعتصام كان غير مرخص ولم تطلب جهة او أحد الاعتصام أو التظاهر».
وتتعرض العاصمة العراقية وباقي المدن العراقية إلى تفجيرات إرهابية في الاحياء السكنية والاسواق المزدحمة، مما يتسبب في سقوط المئات من الضحايا الابرياء، وذلك رغم الإعلان مرارا عن خطط أمنية لمواجهة الإرهاب.
القدس العربي |