شحن الهواتف المحمولة.. شريان حياة لنازحين قرب الموصل
في مخيم حسن شام للنازحين العراقيين قرب الموصل يحتشد أناس حول مولدات كهرباء صغيرة لكنها تسبب ضجيجا بأصواتها المرتفعة وذلك انتظارا لشحن هواتفهم المحمولة.
وفر غالبية المقيمين في ذلك المخيم من العنف المرتبط بالعملية العسكرية العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.
وتعتبر الهواتف المحمولة وسيلة الاتصال الوحيدة -بالنسبة لكثيرين من سكان ذلك المخيم- مع أفراد عائلاتهم وأقربائهم الذين لا يزالون في الموصل. لكن نظرا لعدم وجود كهرباء في المخيم فإن شحن بطاريات الهواتف المحمولة يمثل مشكلة دائمة.
ومن هنا بدأ بعض النازحين من سكان المخيم شراء مولدات كهرباء وألواح شمسية صغيرة لإقامة محطات مُتنقلة لشحن الهواتف المحمولة وبالتالي تمكين أنفسهم وغيرهم من الإبقاء على اتصال مع أقربائهم وأحبائهم البعيدين عن المخيم.
وقال نازح عراقي من سنجار يُدعى بكر إدريس ويقيم في مخيم حسن شام منذ أسبوعين إنه رأى أن ذلك مشروع صغير يمكن الاستفادة منه.
وأضاف إدريس "أني سويت هذا المشروع حتى أريح الناس وأني استفاد من شغلي ونسترزق على الله ثم على هذا الشغل والحمد لله. قاعدة العالم تتواصل مع أهلها ومع ناسها وأقربائها بالموصل وبغير الموصل غير مكانات (أماكن مختلفة)."
ولا يشعر كثير من النازحين براحة دون أن يطمئنوا على أحبائهم البعيدين ويسمعون أصواتهم.
وقال نازح عراقي يدعى ذاكر أبوطه "والله شَحَنا الموبايل (الهاتف المحمول) عشان نتواصل مع أهلنا بالموصل. مع أقاربنا. يعني تعرفون كهرباء ماكو لازم نشحن الموبايلات هين على المولدة".
وأضاف نازح آخر من حي الانتصار في الموصل يدعى أحمد يقيم في المخيم منذ عشرين يوما "والله أكثرية العالم موبايالاتها طافية ما بيها شحن فاشتريت مولدة وأشحن الموبايلات للعالم. أهلهم بالموصل بدهم يخبروهم بس موبايالاتهم ما بيها شحن. أشحن لهم الساعة بخمسمئة دينار (حوالي 30 سنتا)".
وتقول الأمم المتحدة إن زهاء 91 ألف شخص سجلوا أسماءهم كنازحين منذ فرارهم من الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية والمدن والقرى المحيطة مع بدء الحملة العسكرية على مقاتلي التنظيم المتشدد. ولا يشمل هذا الرقم ألوفا آخرين أجبرهم المتشددون الذين يتراجعون على العودة للموصل.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن نحو 70 في المئة من النازحين الجدد في العراق يعيشون في مخيمات.
وبقي ألوف آخرون في أي أماكن أخرى تسنى لهم الإقامة فيها.
وتقول الأمم المتحدة إن من المتوقع أن يرتفع عدد النازحين بالمنطقة.
|