صيّادون يستخدمون "الخردل" في صيد الطيور المهاجرة.. ومطاعم الجنوب تقدمها كـ "وجبات"
المدى برس
أعربت جمعية الصيادين في أهوار ذي قار ومؤسسات حكومية، يوم أمس الأحد، عن قلقها من انتشار ظاهرة الصيد الجائر للطيور المهاجرة والأسماك في مناطق الأهوار.
وفيما أشارت الى تعرض طائر الفلامنكو والخضيري ودجاج الماء الى "الإبادة" نتيجة استخدام مادة "الخردل السام" في عملية الصيد، حذرت من انتشار مطاعم تقدم لحوم الطيور المهاجرة النادرة كـ "وجبات طعام" لزبائنها.
وقال ناجي رحيم أبو تلف، رئيس جمعية الصيادين في هور السناف بمحافظة ذي قار، في حديث الى (المدى برس)، إن "مناطق الاهوار تشهد سنوياً قدوم الطيور المهاجرة مع بداية كل شتاء وكانت عملية الصيد في السابق تجري بطرق عقلانية لا تتسبب بإبادة أعداد كبيرة من تلك الطيور"، مبيناً أن "لجوء بعض الصيادين الى استخدام الشباك الكبيرة والمبيدات السامة في عملية الصيد ولاسيما مادة الخردل أدت الى إبادة الكثير من الطيور المهاجرة ولاسيما طائر الغرنوك (الفلامنكو) ودجاج الماء والخضيري وغيرها من الطيور النادرة".
وأضاف ابو تلف أن "هناك اضراراً كبيرة لحقت بالثروة السمكية في مناطق الأهوار أدت الى تراجع اعدادها واختفاء أنواع مهمة من الاسماك كالقطان والبني والشبوط نتيجة الصيد الجائر الذي يستخدم السموم والصعق الكهربائي"، مشيراً الى أن "جمعية الصيادين قامت ضمن برامجها التوعوية بمخاطر الصيد الجائر بجلب فتوى من المرجعية الدينية بالنجف تحرم الصيد الجائر بالسموم والصعق الكهربائي".
ودعا رئيس جمعية الصيادين الجهات الأمنية والحكومة المحلية والمؤسسات قضائية الى "تشديد الإجراءات على الصيادين المخالفين وتطبيق القوانين البيئية والزراعية التي تكفل حماية التنوع الإحيائي في مناطق الأهوار".
من جانبه، قال الخبير البيئي في منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في حديث إلى (المدى برس)، إن "ما يحصل من صيد جائر بالشباك والمبيدات ولاسيما مادة الخردل السامة يعد مجزرة حقيقية بحق الطيور المهاجرة ولاسيما طائر الغرنوك (الفلامنكو) كونه طائراً مهاجراً وزائراً شتوياً لمناطق الأهوار"، لافتاً الى "وجود مطاعم خاصة في محافظة ميسان تقدم وجبات طعام قوامها لحم الطيور المهاجرة لزبائنها وهذه واحدة من المخاطر الحقيقية التي تستهدف الطيور المهاجرة".
وأكد الأسدي "وجود تقصير واضح في تطبيق القوانين البيئية والزراعية الخاصة بالصيد وكذلك انعدام التعاون الجدي بين الدوائر المعنية للحد من هذه الظاهرة وغياب الرقابة على الاسواق المحلية التي تتاجر بالطيور"، مطالباً الجهات المعنية بـ "تطبيق القوانين في ردع الصيادين المخالفين للحد من الصيد الجائر وعدم الاكتفاء بتوزيع البوسترات واصدار البيانات والتفرج على الطيور المهاجرة وهي بالأقفاص".
بدوره، قال مدير بيئة ذي قار محسن عزيز في حديث الى (المدى برس)، إن "الحفاظ على التنوع الإحيائي في مناطق الأهوار بات مهمة ملحة في الوقت الحاضر"، مشدداً على، ضرورة "تكثيف الإجراءات الأمنية والقانونية ونشر الوعي المجتمعي لمنع الصيد الجائر الذي يستهدف الثروة السمكية والطيور المهاجرة".
وتابع المسؤول المحلي أن "الحفاظ على التنوع الإحيائي يعد جزءاً من خطة ادارة ملف الأهوار بعد انضمامها للائحة التراث العالمي وهو ما يتطلب مزيداً من الجهود والمبادرات المجتمعية لنشر الوعي بمخاطر الصيد الجائر"، مؤكداً أن "دخول الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي وتوقيع العراق على عدد من البروتوكولات الدولية الخاصة بحماية البيئة يتطلب تفعيل القوانين ونشر الوعي المجتمعي لمنع الصيد الجائر".
وكان العشرات في محافظة ذي قار، تظاهروا يوم الخميس (29 من كانون الاول 2016) ، احتجاجاً على ظاهرة الصيد الجائر الذي تشهده مناطق الأهوار، وفيما اتهموا الجهات المعنية بالتقصير في تطبيق القوانين البيئية والزراعية، طالبوا بمنع الصيد الجائر وخاصة صيد طائر الفلامينكو.
وكانت "منظمة طبيعة العراق"، حذرت يوم الثلاثاء (27 من كانون الاول 2016)، من مخاطر الصيد الجائر على الطيور المهاجرة لاسيما الفلامنكو على التنوع الإحيائي في العالم، وعدته تهديداً لاستمرار وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي، وفي حين طالبت الجهات المعنية بتفعيل دورها وحماية تلك الطيور، نفت إدارة قضاء الجبايش وقوع عمليات صيد جائر لطائر الفلامينكو في أهوار القضاء.
وكانت وزارة الموارد المائية، أكدت في (الـ26 من كانون الأول 2016)، أن صيد طيور الفلامينكو المهاجرة مخالف لالتزامات العراق الدولية، وفي حين دعت السلطات المحلية في محافظات البصرة وذي قار وميسان الى استنكار هذه الممارسة واتخاذ الاجراءات الهادفة لمنع تكرارها، طالبت بوجوب المشاركة بحملة توعية وتحمل المسؤولية للحفاظ على التنوع البيئي.
وكانت اليونسكو قد وافقت في (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.
وبموجب قرار منظمة اليونسكو فإن الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.
وكانت مديرية مشاريع أهوار ذي قار، حذرت في التاسع من تشرين الثاني 2016 ، من مغبة إخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي نتيجة عدم تنفيذ الوزارات المعنية التزاماتها المطلوبة تجاهها برغم مضي خمسة أشهر من مدة العام المحددة لذلك، في حين أعرب سكان محليون عن "خيبة أملهم" من جراء عدم تحسين واقعهم، داعين لتشريع قانون لحماية الأهوار وضمان حصة مناسبة من المياه لإنعاشها بالتنسيق مع الهيئات الدولية. |