أوامر للقوات العراقية بالتقدّم نحو مركز الموصل
كشف قائد عسكري عراقي أمس، عن صدور أوامر من القيادة العسكرية العليا بالتحرك نحو مركز مدينة الموصل من المحاور كافة، لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش، في وقت يؤخر وجود المدنيين عمليات تحرير المدينة مع تغيير التنظيم الإرهابي لتكتيكاته الهجومية.
وقال قائد عمليات نينوى نجم الجبوري، إن «القيادة أمرت كل القطعات العسكرية بالتحرك المكثف للبدء باستكمال تحرير كل المناطق والوصول إلى مركز مدينة الموصل». وأضاف، إن القوات المسلحة المشتركة باتت الآن جاهزة، وتم تغيير الكثير في الخطط العسكرية، من دون تحديد موعد التحرك. وأوضح أنه «في القريب العاجل سيتم الإعلان عن استعادة الساحل الأيسر- الشرقي، من الموصل بالكامل».
يأتي ذلك بعد تصاعد الدعوات، للإسراع في حسم معركة الموصل، التي تبدو متباطئة، ولا أفق لإنهائها قبل نهاية هذا العام، كما وعد القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما تتركز الجهود العسكرية حالياً لإعلان «نصر جزئي»، باستعادة الجانب الأيسر من المدينة.
الفرقة الذهبية
ويعول المسؤولون على فتح جبهات جديدة لتخفيف حدة الضغط على قوات مكافحة الإرهاب، التي تقاتل في الواجهة، ما تسبب بفقدانها الكثير من قوتها، ما يشكل خللاً في تركيبة الجيش العراقي، باعتبار «مكافحة الإرهاب» القوات الضاربة «المحايدة».
وأوضح الجبوري أن «تغيير الخطط يأتي للتعجيل بعملية تحرير الموصل بعد البطء في تقدم القوات العراقية في بعض المحاور»، مبيناً أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الأحياء الشرقية. وأضاف أن «القطاعات الأمنية في مختلف المحاور مسيطرة تماماً على الوضع، ولا تتأثر بالمنخفض الجوي الحاصل، وداعش بات عاجزاً عن المقاومة».
وبحسب قائد الفرقة الذهبية في جهاز مكافحة الإرهاب، فاضل برواري، فإن المعارك في جبهة الموصل والمنطلقة منذ شهرين، تختلف عن سابقاتها في الفلوجة والرمادي، وقد تم اجتياز مراحل مهمة، وتطهير مساحة شاسعة، إضافة الى أن هناك 2330 جثة لمسلحي داعش، كما تم الاستيلاء على العديد من الدبابات والعتاد، فيما رجح مجلس محافظة نينوى تحرير نحو 50 في المئة من إجمالي مساحة الموصل مع حلول نهاية العام الحالي، مع تغيير اتجاهات تقدم القطعات العسكرية في محاور القتال بعد إعلان رئيس الوزراء الأسبوع الماضي عن تغيير خطط تحرير الموصل ومراجعتها بشكل شامل.
عقبة المدنيين
وبشأن تأخر حسم معركة الموصل، قال قائد الفرقة الذهبية، إن «معركة الموصل لا تشبه غيرها من المعارك، لأن استعادتها لا تمثل استعادة مدينة فحسب، بل تتضمن حماية الناس ومبانيهم وممتلكاتهم، لكيلا نفقد الثقة، وهذا ما فعلناه حتى الآن، وسنستمر فيه».
وأوضح: «لو لم يكن هناك مدنيون لما جرت عملية استعادة الموصل بهذه الصعوبة، إذ كنا سنسيطر على الجسور الرئيسة ونقوم بتطهير المدينة، أما الآن فإننا نقوم بمهمتين كبيرتين في آن، نقاتل لاستعادة المدينة، كما نقوم بمهمة إنسانية في حماية أرواح الناس وتأمين المساعدات الصحية والأغذية لهم».
وأشار إلى أن «ما يجري هو حرب شوارع، وهو أمر صعب جداً، ولكن قواتنا تلقت تدريبات جيدة، ومن هنا ندعو العراقيين إلى البقاء في منازلهم وعدم الصعود إلى الأسطح».
وأكد برواري وجود 700 ألف مدني في منازلهم، في المناطق التي تمت استعادتها.
وبشأن تحديد التوقيت الزمني لإتمام عملية استعادة المدينة، قال برواري: «لا يمكننا أن نحدد موعداً لذلك، لأن الأمر ليس في مقدورنا، التقدم بطيء لتفادي الكثير من الخسائر والضحايا بين المدنيين، يهمنا كثيراً أن نحافظ على سمعة الفرقة الذهبية، وألا يتعرض حتى مواطن واحد للضرر بسببنا».
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس، أن اكثر من مئة ألف شخص نزحوا نتيجة العمليات العسكرية في الموصل. ومنذ بدء المعارك، نزح 103 آلاف شخص بحسب المنظمة.
تغيير المحاور
من جهته، قال عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الستار الحبو، إن «القوات الأمنية ستغير محاور القتال في الأحياء الجنوبية وفي المحور الشمالي، لتحويل مسار المعارك، وتشتيت الدفاع بشكل متعرج تفاديا لهجمات داعش والعبوات الناسفة المزروعة على الطرق الرئيسة».
وأضاف الحبو أن «نهاية العام الجاري ستشهد تحرير 50 في المئة من إجمالي مساحة الموصل، فيما تسيطر القوات المشتركة حالياً على نحو 43 في المئة من المساحة»، مشيراً إلى «عدم وجود تلكؤ في تقدم القوات الأمنية».
تكتيك
في الغضون، أفاد ضابط في الجيش العراقي، بأن تنظيم داعش، بدأ يستخدم تكتيكاً جديداً في معركة الموصل من خلال شن الهجمات ليلاً، إضافة إلى أساليبه المعتادة الأخرى مثل زرع العبوات الناسفة والقنص والقصف المدفعي.
وقال المقدم في قيادة عمليات نينوى عبد السلام الجبوري: «لاحظنا منذ أيام تغييراً في تكتيكات داعش بمعركة الموصل، من خلال قيام مفارز (مجموعات) صغيرة تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة مقاتلين بمهاجمة قطعاتنا (القوات) بعد مغيب الشمس». وأضاف، إن «الهجمات تستمر من ست إلى ثماني ساعات وبشكل متقطع».
عبوات ناسفة
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني بمقتل اثنين من قوات الجيش العراقي وإصابة اثنين آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة طوز خرماتو جنوبي كركوك. وقالت المصادر إن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دورية للجيش العراقي في قرية عبود غربي قضاء طوز خرماتو، ما أدى إلى مقتل عنصرين من أفراد الجيش وإصابة اثنين آخرين بجروح. وذكرت أن عبوة ناسفه ثانية انفجرت على عجلة عسكرية تابعة للفوج الخامس لقوات البيشمركة قرب منطقة الزركة غرب طوز خرماتو ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصر البيشمركة.
البيان الإماراتية |