حرب رياضية بين بغداد وإقليم كردستان
لم يسلم المستطيل الأخضر من تداعيات الأزمات والنهج الطائفي والعنصري السائد في العراق، عندما أعلن ناديان كرويان من إقليم كردستان، الانسحاب من الدوري العراقي على خلفية ممارسات طائفية أثناء وجودهما للعب في النجف، ليفجرا حربا رياضية بين بغداد وأربيل.
فبعد أحداث شغب «طائفي» في ملعب النجف جنوب بغداد، يوم الجمعة الماضي، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم فرض عقوبة على فريق النجف، من خلال حرمانه من اللعب على ملعبه 4 مباريات على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراته أمام أربيل، الجمعة، ضمن دوري كرة القدم.
وأعلن رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي، طه حلاته، في تصريح صحافي، إن «اللجنة اجتمعت بشكل طارئ، للنظر في تقرير مراقب مباراة النجف وأربيل، التي جرت الجمعة في النجف وقررت معاقبة فريق النجف بخوض 4 مباريات خارج ملعبه، وبدون حضور جماهيري».
وأضاف حلاته «قررنا توجيه إنذار شديد اللهجة لإدارة نادي النجف، وكذلك قررنا إيقاف حيدر جبار، مساعد مدرب النجف، مباراة واحدة».
واستنكر الاتحاد العراقي ، في بيان أصدره يوم السبت، أحداث المباراة، واستهجن «العبارات التي أطلقها بعض المحسوبين على جمهور النجف والتي أساءت للوطن وعكست ثقافة لا تتناسب مع تاريخ وعراقة بلدنا وكرتنا».
وبدوره، طالب رئيس الاتحاد الكردستاني لكرة القدم، سفين كانبي، الحكومة العراقية ، بالاعتذار بشكل رسمي من شعب كردستان .
وقال كانبي لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد ، إنه «على الحكومة العراقية أن تعتذر بشكل رسمي من شعب كردستان والرياضيين بعد الإساءة للكرد والبيشمركة، وإلا فإننا الاتحاد الكردستاني لكرة القدم والجهات المسؤولة عن الرياضة في كردستان لن نسمح للمنتخب العراقي والنوادي الرياضية العراقية بإقامة أي مباراة في كردستان».
وكان ناديا أربيل وزاخو، أعلنا ، يوم الجمعة، الانسحاب من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم بسبب هتافات عنصرية صدرت من جمهور فريق النجف تجاه الكرد وقوات البيشمركة.
يذكر أن نادي النجف استضاف زميله نادي أربيل على ملعبه الجمعة، ضمن مباريات الدوري الكروي، وتقدم النجف بهدف، إلا أن المباراة علقت لبعض الوقت بعد مرور ساعة على انطلاقها، إثر انسحاب لاعبي أربيل اعتراضا على هتافات الجمهور في المدينة الشيعية.
ودخلت الجماهير أرض الملعب وسادت فوضى في نهاية المباراة التي أقيمت ضمن الجولة 12 من الدوري العراقي.
وعقد رئيس إدارة نادي أربيل عبد الله مجيد مؤتمرا صحافيا أعلن خلاله «اتخذنا قرار الانسحاب بسبب الشعارات الطائفية والسياسية التي تعمد جمهور النجف إطلاقها أثناء مباراة الجمعة واستهدفت الإقليم ورموزه السياسية»، مضيفا «هذا أمر مرفوض وليس له علاقة بالرياضة».
وبحسب مسؤولين في النادي، وصفت الشعارات مدينة أربيل -عاصمة إقليم كردستان العراق- بـ»الداعشية»، في إشارة لتنظيم «الدولة».
وبدوره تضامن نادي «زاخو» مع نادي «أربيل» وأقدم على خطوة مماثلة، بحسب رئيسه عبد الوهاب محمد الذي أوضح أن «هذا الموقف تكرر وفرقنا تعاني منه باستمرار»، مضيفا «أصبح الأمر لا يطاق، هذه ليست رياضة بل تحولت إلى مشاكل سياسية».
وخلال المباراة التي عرضتها قناة «العراقية» الرياضية، طلب الجهاز الفني لنادي أربيل من لاعبيه الانسحاب من الملعب قبل انتهاء المباراة، مع ترديد الجمهور الذي يقدر بالآلاف شعارات غير واضحة، نظرا لأن القناة قطعت صوت الجمهور من البث.
يذكر أنه من المقرر أن يزور وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ملاعب كردستان للنظر في قرار رفع القيود الرياضية على الملاعب العراقية والكردستانية.
وتمر العلاقات بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم بأسوأ حالاتها الآن ، بعد قطع بغداد لميزانية الإقليم منذ أكثر من عام وقيام الإقليم بتصدير النفط من الشمال دون العودة الى بغداد ، إضافة الى تبادل التصريحات والاتهامات والانتقادات التي ساهمت في شحن الشارع وسمحت بظهور ممارسات لم يعتد عليها الشعب العراقي.
القدس العربي |