غازات البطن قتلت 10 آلاف إنسان
تسبّبت غازات البطن في شنّ الحروب، واستحوذت على اهتمام علماء الدين وأضحكت الملوك وقادت هتلر إلى الجنون؛ إنما مما لا شك فيه ان إخراج غازات البطن سلوك غير مرغوب، بحسب ما ذكر موقع "هافنغتون بوست".
ويعدّ إخراج الغازات أحد الأشياء التي نستجدي الغفران عليها؛ ولكن في الماضي، كانت مادة خصبة لتشريع القوانين وأسباباً في الحروب وحتى في المسائل الدينية، فنحن نرى الغازات على أنها مجرد شيء محرج، إلا أن تاريخ الغازات أكثر من مجرد "هواء ساخن".
- تحرير إلهي:
يتضمن إخراج الغازات جانباً روحانياً إلى حد ما، فقد اعتقدت المانوية، وهي ديانة مثنوية انتشرت في أواخر العصور القديمة، أن إخراج غازات البطن هو تحرير إلهى "للنور" من الجسد. ربما كانت المانوية وفقاً للباحث روبين لان فوكس هي "الديانة الوحيدة في العالم التي اعتقدت بالقوة الخيرية لإخراج الغازات"، إلا أنها لم تكن المجموعة القديمة الوحيدة التي أولت تلك الظاهرة الكثير من التفكير.
بجانب وضعه لأسس علم حساب المثلثات، فقد كان الفيلسوف فيثاغورث كثيراً ما يقلق من احتمال خروج روح الإنسان أثناء إخراجه للغازات، وكان الأديب الكلاسيكي أندرو فنتون يعتقد بذلك أيضاً، وهو ما يفسر ابتعادهم عن تناول الفاصوليا، وبالنظر إلى أن الروح أو Pneuma هي التنفس، وبما أن إخراج الغازات هو نوع من أنواع التنفس، أصبح التفسير منطقياً بعض الشيء.
- حرب الغازات:
كان خوف القدماء من إخراج غازات البطن له ما يبرره إذا ما أخذنا في الحسبان العدد المهول لقصص الحروب التي تسببت فيها تلك الغازات، وهي أكثر من واحدة. فوفقاً للمؤرخ اليوناني هيرودوت، تسبب إخراج الغازات في سلسلة من الأحداث أدت في النهاية إلى ثورة على الملك أبريس في مصر، بل كانت التداعيات أبشع في القرن الأول في القدس، إذ يخبرنا المؤرخ جوزيفوس أن جندياً رومانياً سفيهاً أنزل سرواله وانحنى، ومن ثم "فعل مثل ما تتوقع أن يحدث في مثل هذا الموقف"، وكان هذا الحادث قبل وقت قصير من عيد الفصح، ما تسبّب في اندلاع أعمال شغب أدت إلى مقتل 10 آلاف شخص.
- منشط جنسي:
هناك مزيد من المساوئ أيضاً، تقول الدكتورة جيسيكا بارون مؤرخة العلوم في جامعة نوتردام، ان بعض الأطباء يربطون غازات البطن بالممارسة الجنسية، إذ تلفت إلى انه "في الحقيقة يشير جالينوس وهو طبيب من القرن الثاني إلى أن امتلاء البطن بالغازات أو تناول الأطعمة المسببة للغازات يعتبر أحياناً منشطات جنسية، كما أكد ذلك بعد جالينوس بفترة كبيرة هوجو فريديفاليس الطبيب الفلمنكي الجاليني عام 1569، حينما كتب واصفاً كيف يساعد تكون الغازات في الانتصاب، كما أوصى بتناول الأطعمة المفرزة للغازات كنبات الهليون في هذه الحالة للمتزوجين حديثاً".
- رقصة الغازات:
كان هناك ابن خباز يدعى جوزيف بوجول في باريس في نهاية القرن التاسع عشر، وكان يؤدي استعراضاً لمدة 90 دقيقة في مسرح مولان روج، مقدماً معزوفات موسيقية ببطنه مثل "تحت ضوء القمر"، كما يبدو أن سيغموند فرويد قد حضر أحد تلك العروض قبل تطوير نظريته عن "التثبيت الشرجي".
إلا أن إطلاق الغازات كان مصدراً للإحراج في كل زمان ومكان، خصوصا بين ذوي الوضع الاجتماعي المرتفع المرموق، إلا أن مخاطر عدم التخلص من هذه الغازات كان معروفاً حتى قبل أن يُصرّح الدكتور أوز لأوبرا بضرورة التخلص من هذه الغازات علناً لأسباب صحية.
- الموت خجلاً:
سجل الكاتب الروماني سوتونيوس من خلال كتابته للسيرة الذاتية للإمبراطور كلوديوس أنه "أعدّ لنشر مرسوم يقضي بالسماح للناس بالتصرف بحرية في التخلص من الغازات وانتفاخ البطن أثناء الاجتماعات، عندما سمع أن شخصاً ما كاد أن يموت بسبب كتمه للغازات حياء ممن حوله".
- معاناة هتلر:
تناول هتلر في وقت مبكر من علاجه زيت محركات علاجاً من أجل التخلص من الغازات، وفي غضون ذلك صرف له الدكتور تيودور موريل من برلين حبوب دكتور كوستر المضادة للغازات، وهي خليط من المكونات تحتوي على مادتي الإستركنين والأتروبين السامتين.
وفقاً لداوسون، بحلول عام 1941 كان هتلر يتناول قرابة 150 حبة في الأسبوع، بينما لم تتسبب في موته، إلا أن الآثار الجانبية لهذا العقار تشمل العصبية المفرطة والأرق وضعف الصحة العصبية، وقبل وقت قصير من وفاة هتلر، ظهرت حقيقة تلك الحبوب عندما قرر طبيب آخر أن يقرأ قائمة مكونات حبوب دكتور كوستر السوداء، ما تسبب في طرد دكتور موريل، وهو ما يرى الكثيرون أنه محظوظ للغاية لفراره بحياته.
مهما كان تأثير إطلاق الغازات الثقافي، تظل في أسفل التسلسل الهرمي للأصوات الجسدية المقبولة اجتماعياً، على الرغم من أن العلماء يقولون ان الشخص العادي يطلق الغازات 14 مرة يومياً.
إرم نيوز |