وفاة قائد أحد أجنحة حزب الدعوة في العراق
أعلن حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق يوم الأثنين وفاة أمينه العام هاشم الموسوي الملقب بـ «أبو عقيل».
وقال الحزب في بيان له نشره على موقعه الالكتروني إن “الموسوي أفنى عمره في خدمة العراق وأتحف المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب والمنتجات المعرفية والفكرية وقدم كوكبة من الشهداء من إخوانه وذويه».
وتوفي الموسوي فجر يوم الاثنين اثر مرض عضال في أحد مستشفيات إيران، حيث كان يعالج فيها منذ فترة.
ويقود حزب الدعوة السلطة الفعلية في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، ويتحكم بمفاصل أساسية في الحكومة والبرلمان منها منصب رئيس الوزراء في أربع حكومات متلاحقة، إضافة إلى قيادته التحالف الوطني (الشيعي).
وتشير مصادر من التحالف الوطني لـ «القدس العربي» إلى أن هاشم الموسوي يقود أحد أجنحة حزب الدعوة الثلاثة إضافة إلى جناحي حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي وجناح (تيار الإصلاح الوطني) بقيادة إبراهيم الجعفري.
وذكرت المصادر أن حزب الدعوة الإسلامية تأسس عام 1957 على يد مجموعة من رجال الدين الشيعة أبرزهم محمد باقر الصدر، واختار العمل السري منذ بداية تأسيسه ثم انتقل من العمل السياسي إلى العمل العسكري بعد تسلم حزب البعث السلطة في العراق عام 1968، وكشفت عن محاولات انقلابية لإسقاط النظام قبل عام 1980 وهو عام الحرب العراقية الإيرانية، حيث عرض العراق على التلفاز الرسمي عام 1980 اعترافات قادة في حزب الدعوة في البصرة كانوا يحضرون للقيام بانقلاب بتمويل وتسليح من إيران.
وأضافت المصادر أنه في عام 1981 قام حزب الدعوة بتشكيل أول قوة عسكرية في معسكر الصدر في الأحواز بإيران خلال الحرب بين البلدين وشارك في العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي. وكان حزب الدعوة أول من نفذ عمليات التفجيرات الانتحارية بالسيارات المفخخة في العراق خلال تلك الفترة، إضافة إلى تنفيذه عمليات انتحارية ضد سفارات العراق في لبنان والكويت.
وقد ارتبط الحزب بعلاقات مميزة بإيران قبل مجيء نظام الخميني إلى إيران عام 1979، نظرا للفكر العقائدي المشترك الداعي إلى اقامة نظام شيعي وفق فكر الائمة الاثني عشر، رغم وجود بعض الخلافات الفكرية.
وبعد إعلان حزب الدعوة وقوفه مع إيران خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية أصدر النظام السابق قرارا بإعدام كل من ينتمي للحزب وتم إعدام العشرات من التنظيم مما دفع الكثير من أعضاء الحزب إلى الفرار إلى إيران، كما استقرت قياداته في إيران وبريطانيا وأماكن أخرى.
وأشارت المصادر المطلعة في التحالف الوطني إلى أن مكانة حزب الدعوة في الشارع الشيعي تزعزعت كثيرا في السنوات الأخيرة في أعقاب انتشار ظواهر الفساد والصراع على السلطة والامتيازات خلال ترؤس قادة الحزب لأربع حكومات متعاقبة منذ 2003 والتي نجم عنها ثلاثة انشقاقات في الحزب وانهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية للبلد إضافة إلى شيوع الفتنة الطائفية، مما أدى إلى تراجع التأييد الذي كان يحظى به الحزب خلال الانتخابات الأخيرة رغم سيطرته على السلطة الفعلية، كما أن المرجعية الشيعية العليا أعلنت مرارا عدم رضاها عن أداء الحكومات التي قادها الحزب المذكور.
القدس العربي |