تهديدات بالقتل لمدير مكتب قناة «الجزيرة» في كردستان العراق على خلفية تغطيته لمعركة الموصل
أكد مسؤول في المرصد العراقي للحريات الصحافية تلقي مدير مكتب الجزيرة في اقليم كردستان العراق احمد الزاويتي تهديدات بالقتل من قبل شخص مدعوم من حكومة الإقليم، وآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما أوضحت مصادر مقربة من الزاويتي أن التهديدات جاءت على خلفية التغطية التي تقوم بها القناة لمعركة الموصل.
وقال مدير المرصد الإعلامي للحريات الصحافية في اقليم كردستان خالد دربندي إن مدير مكتب شبكة الجزيرة في اربيل احمد الزاويتي اتصل به وأبلغه عن تلقيه تهديدات بالقتل من قبل شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر مدعوم من حكومة الاقليم.
وأضاف دربندي في اتصال مع «القدس العربي» أنه وبحسب كلام الزاويتي والصور التي قدمها للشخصية التي قامت بتهديده فإنها مدعومة من حكومة الاقليم، مضيفاً أنهم قاموا فور تلقيهم شكوى الزاويتي بإصدار بيان بهذا الخصوص وتمت مفاتحة منظمة «صحافيين بلا حدود» فضلاً عن وزارة الداخلية في حكومة اقليم كردستان.
من جهته قال مصدر مقرب من مدير مكتب الجزيرة في اربيل أحمد الزاويتي إن التهديدات جاءت من بعض المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي والمحسوبين على جهات سياسية، مبيناً انهم اعترضوا على استخدام كلمة قتلى بخصوص ضحايا قوات البيشمركه الكردية، ومصطلح «تنظيم الدولة» بدلاً من «داعش» وكذلك ما قالوا إنه تقليل من قبل إدارة القناة للانتصارات التي تحققها البيشمركه في معارك الموصل.
وأوضح في حديث لـــ«القدس العربي» أنهم يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد كونها سعت لتحريض الرأي العام ضد كادر القناة في اربيل، ودون الأخذ بنظر الاعتبار مفاهيم الموضوعية والمصداقية التي يتم استخدامها في نقل الحقائق، داعياً في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية في الإقليم إلى أخذ دورها في حماية الكوادر الصحافية.
وفي متابعة لأشهر الحسابات التي هاجمت الزاويتي فإن حساب (عبدالرح بيباني) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك طالب بطرد الزاويتي من كردستان باعتباره خائنا وجاسوسا داعياً الى تنفيذ حكم الاعدام بحقه، بحسب تعبيره.
من جهته رد المخرج الكردي ابراهيم سلمان بأن أي اعتداء أو حادث يحصل للزاويتي فإن صاحب الحساب المعروف سيكون هو المتهم الأول داعياً الجهات الأمنية في الإقليم لإلقاء القبض على هذا الشخص واستجوابه.
إلى ذلك شهدت وسائل اعلامية كردية ومواقع التواصل حملة تضامن مع الزاويتي والذي قالوا إنه تحمل جزءا كبيرا من عملية تعريف المحيط العربي بالقضية الكردية.
ووصف سالم حاج وهو رئيس تحرير مجلة الحوار الكردية الأصوات التي تهاجم الزاويتي بأنها هزيلة ولاقت استنكاراً واسعا وشديداً من مختلف الأطراف الصحافية والثقافية، في كردستان وخارجها.
وسبق لمراسل قناة «الجزيرة» في كردستان العراق ايوب رضا أن تعرض لتهديدات مماثلة على خلفية تغطيته لسيطرة مقاتلي «تنظيم الدولة» على مدينة الموصل في عام 2014 الأمر الذي اضطره لترك العمل مع القناة.
وكانت الحكومة العراقية قد أمرت في نيسان/ابريل من عام 2014 بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في بغداد على خلفية انتهاكها لقواعد العمل الإعلامي في العراق، والتي تتضمن فرض ضوابط على تغطية أعمال الجماعات المسلحة، بحسب بيان حكومي عراقي.
ويصنف العراق كواحد من أخطر البلدان في مجال العمل الصحفي حيث تشير الاحصاءات الموثقة إلى مقتل 297 صحافيا عراقيا وأجنبيا منذ غزو العراق في عام 2003 ولغاية منتصف عام 2016.
القدس العربي |