ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي: خطأ عسكري أمريكي فادح تسبب في تأخير إعلان حسم معركة الموصل
بعد مرور أسبوع واحد على بدء انطلاق معركة استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة باتت قوات مكافحة الإرهاب العراقية والقوة المساندة من البيشمركه تواجه صعوبة وتعثرا كبيرا باقتحام المدينة، ولم تستطع تحقيق انتصار عسكري سريع على حساب مسلّحي التنظيم بسبب مقاومة مقاتليه الشديدة.
ويؤكد ضابط ميداني برتبة مقدم في جهاز مكافحة الإرهاب لـ «القدس العربي» أنّ خطأ عسكريا فادحا تسبب بتأخر إعلان حسم سريع لمعركة تحرير بلدة الموصل هو الإصرار الأمريكي على بدء الهجوم بهذه السرعة والتوقيت دون إعداد الخطط العسكرية والعدة لمواجهتهم، فضلا عن ذلك أن قوات الأمن العراقية غير مدربة بشكل يمكنها من خوض قتال صعب مع تنظيم الدولة لأنها تعاني نقصا بأعداد المقاتلين وهي منهكة أصلا نتيجة ضراوة القتال مع المسلحين منذ سنتين على عكس التنظيم، فهم يتمتعون بمهارات قتالية عالية. وقال: «الأمريكيون أوقعونا في فخاخ الموصل ويطالبونا بتعجيل النصر وهو طلب غير ممكن تحقيقه»، واستبعد الضابط إلحاق الهزيمة بعناصر التنظيم في وقت قريب موضحا أسباب ذلك بأنّ عناصر التنظيم ليسوا مقاتلين اعتيادين «فأغلبهم إن لم يكن جميعهم خبر القتال جيدا، وقاداتهم العسكريين قد زودوا بمعلومات عن استعداداتنا وخططنا وتحركات قطعاتنا، وحتى خرائط الهجوم سربت قبل يوم واحد من المعركة لتصبح بمتناول أيديهم، وعلى ضوئه أعاد التنظيم ترتيب أوراقه ورص صفوفه وزاد في تحصين مواقعه الدفاعية».
وأشار إلى أن خطة مقاتلي التنظيم هي استدراج القوات العراقية والبيشمركه إلى داخل أحياء نينوى لشن مواجهات وحرب عصابات طويلة الأمد، مفضلا حماية مقاتليه عبر الاحتماء بالأبنية السكنية والمدنيّين من أي ضربات جوية لطيران التحالف، أما بالنسبة للقتال على أسوار الموصل «اكتفى تنظيم الدولة بإرسال الانتحاريين مع انتشار مفارز القناصة حول محيط المدينة لإعاقة تقدم قطعاتنا الجرارة وإجبارنا على التوقف وعدم التقدّم مترا واحدا الأمر الذي إستدعى إعادة النظر بحسابات خططنا من جديد وإستحداث خطط عسكرية ووضع الحلول الناجعة لمعالجة تدفق السيارات والشاحنات المفخخة المدرعة وفقا لتطورات سير المعارك الجديدة».
وأقرّ الضابط الذي رفض الإفصاح عن اسمه، بصعوبة المعارك، لأن التنظيم تعلم من أخطاء مقاتليه السابقة في صلاح الدين والفلوجة وبيجي، علاوة على ذلك التفوق العسكري التي يتمتع به، حيث راح يتبع أساليب متطورة في القتال منها الطائرات المسيرة المفخخة دون طيار والتي أرهقت القوات العراقية ويكثف من قصفه بالصواريخ الذكية للدروع والدبابات ما أحدث خللا وارباكا بموازين القوى العسكرية.
وأضاف أن مسلّحي تنظيم الدولة لديهم قدره على الإلتفاف لتنفيذ ضربات مفاجئة بشكل سريع وخاطف، ومن ثمّ الانسحاب برشاقة إلى معسكراته ومواقعه داخل الموصل، «لكننا رغم هذه الخسائر بين صفوفنا والهجمات الموجعة سنواصل القتال لدحرهم بكل ما أوتينا من قوة لإنقاذ المدنيين الأسرى وإرجاع الموصل الحدباء إلى أحضان الوطن»، على حد قوله.
وكشف المصدر لـ«القدس العربي» عن نيّة القوات الأمريكية في حال تأخر حسم المعركة لطرد التنظيم بإعطاء دور أكبر لمقاتلي ميليشيا الحشد الشعبي والسماح لهم بالاشتراك بمعارك الموصل الذين وصلوا مؤخرا بقوافل عسكرية كبيرة استعدادا لأخذ دور عسكري قتالي مشابها لدورهم بتحرير الفلوجة إلى جانب القوات الكرديّة والقوّات العراقية على الرغم من وجود مخاوف من حدوث مجارز طائفية بشعة قد ترتكبها الميليشيات الشيعية تطلقها منظمات إنسانية عراقية ودولية.
في موازاة ذلك نشر حساب رسمي لأحد فصائل الحشد الشعبي على موقعي فيسبوك وتوتير مقاطع فيديو مصوّرة لعناصر الميليشيا، وهم داخل إحدى قرى القيارة الواقعة جنوب الموصل، وتظهر اللقطات أفراد من عناصر الميليشيات وهم يعتدون بالضرب ويرددون شعارات طائفية على أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة بتهمة الإنتماء لتنظيم الدولة.
عراقنا |