خرائط تركيا الجديدة "تبتلع" الموصل وأربيل وكركوك
يُظهر الإعلام التركي الموالي للحكومة، اهتماما بنشر الخرائط "غير الرسمية" التي تُظهر تركيا بحدود أوسع، تدخل فيها مناطق من العهد العثماني، لتعكس إرادة تركيا المعاصرة في التوسع.
وعبر هذه الخرائط يستنهض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التاريخ العثماني بصيغة عصرية منقحة، مضفيا عليها الطابع الديني، تزامنا مع مغامرات عسكرية في سوريا والعراق.
ونشرت مجلة فورين بوليسي الامريكية، خارطة تضم أجزاء من سوريا والعراق، حيث تبتلع فيها تركيا، الموصل والجزء الأكبر من إقليم كردستان العراق، وصولا الى مدينة كركوك.
ولا يُعتقد إن نشر هذه الخرائط في هذا الوقت بالذات مصادفة، ففي خلال الأسابيع القليلة الماضية، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان معاهدة لوزان "1923" التي رسمت حدود تركيا الحديثة "لأنها تركت البلد صغيرا"، فيما تتجدد على لسان الاعلام التركي.
بين الفينة والأخرى، الادعاءات التاريخية بحق أنقرة في مدينة الموصل العراقية التي أنشأت تركيا قربها قاعدة عسكرية صغيرة.
وعلى هذا النحو تستعيد أنقرة الماضي العثماني.
ووفق مجلة فورين بوليسي فأن "الميثاق الوطني"الذي تم توقيعه في 1920 بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، يوضح المناطق التي لا تتنازل عنها الحكومة العثمانية، وتشمل هذه المناطق الخط الذي يمتد شمالا من حلب إلى كركوك. وعندما رفض الحلفاء منح تركيا ما تريد، وأعطوها مناطق أقل بكثير مما كان لديها في 1918، تجدد القتال بين الأوروبيين والأتراك، واستطاع الزعيم التركي مصطفى كمال باشا أن ينتصر على القوات الأوروبية ويؤسس تركيا الحديثة التي تضم المناطق التي نص عليها الميثاق الوطني باستثناء الموصل، وفقا لمعاهدة لوزان، إلا أن إردوغان يتبنى وجهة نظر تعتبر قبول أتاتورك بالتخلي عن الموصل والجزر اليونانية في بحر إيجة في معاهدة لوزان "خيانة"، وأنه كان يستطيع الحصول على ما هو أكثر في المعاهدة.
وكان المحلل العسكري وفيق السامرائي، اعتبر دخول ثلاثة أفواج تركية معززة بأسلحة ثقيلة من منفذ ابراهيم الخليل إلى أطراف الموصل، ومن دون علم المركز، تمثل خرقا خطيرا للأمن الوطني يمكن أن يتسبب في مشاريع تستهدف فصل الموصل عن العراق، ويفترض برئاسة إقليم كردستان إحاطة المركز، علما، بتفاصيل القوات التركية في الإقليم وتحركاتها، لا سيما أن القوة المشار إليها دخلت خلال زيارتيّ بارزاني وأردوغان للخليج.
وعلى هذه النحو من الإشارات التي تطلقها الخرائط "المفتعلة" وتصريحات أردوغان، باتت وحدة العراق على المحكّ، بعدما بات واضحاً انّ ائتلافاً عربياً، تمثل فيه تركيا رأس الحربة، يقود هيمنة جديدة على العراق، تحت ذريعة "تحرير الموصل"، ومهمته الرئيسية ليس تحرير الموصل فحسب، بل إقامة "كيان سني طائفي"، يتربع على خارطة العراق، ويجتازها إلى سوريا، ليضعف حكومة المركز، ويجعل سيطرتها مهلهلة على أجزاء بلادها، ويشغل حتى الاكراد في إقليمهم .
الأخبار |