نواب يعدون وجود قائم بأعمال سعودي بالعراق "طبيعياً" ويصفون نوايا الرياض بـ"غير الحسنة"
لمدى برس/ بغداد
اكدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، اليوم الاحد، أن وجود قائم بأعمال سعودي "لا يعني تراجعاً" في علاقة بغداد والرياض، وفيما اشار ائتلاف دولة القانون إلى أن السعودية "ما تزال متخبطة" في علاقاتها مع العراق، و"لم تتعلم شيئاً" من طرد سفيرها، لفت ائتلاف المواطن إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على الدبلوماسي السعودي قبل التأكد من عمله خاصة وان نوايا بلاده تجاه العراق "غير حسنة".
الخارجية النيابية: وجود قائم بالأعمال لا يعني تراجعاً في علاقة بغداد والرياض
ويقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية حسن شويرد، في حديث إلى (المدى برس)، إن من "الطبيعي أن تقوم السعودية بتعيين قائم بالأعمال في سفارتها بالعراق بصورة وقتية"، مؤكدا، أن ذلك "لا يعني تراجعاً في العلاقات بين البلدين".
ويضيف شويرد، أن "المهم هو وجود ممثليه دبلوماسية للعربية السعودية في بغداد حتى إن كان يديرها القائم بالأعمال، لأن من الممكن تسمية السفير في وقت آخر"، معرباً عن أمله بأن "تكون علاقات العراق طيبة مع دول المنطقة وأهمها العربية، لاسيما أن جامعة الدول العربية أصدرت مؤخراً قراراً بالإجماع يدين التدخل التركي".
ويؤكد شويرد، أن "المنطقة كلها تعي أن العراق يقاتل داعش بالنيابة عنها، وإذا كان بمأمن فكلها تستقر أمنياً، وبعكسه ستكون مهددة"، لافتا الى أن "الحكمة والدبلوماسية العالية تتطلب أن يكون التعاون كبيراً مع دول المنطقة والعراق في هذه المرحلة".
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت، يوم الجمعة، الـ(14 من تشرين الأول 2016 الحالي)، عبد العزيز الشمري، قائماً بأعمال سفارتها في العراق، خلفا لسفيرها السباق، ثامر السبهان، الذي طلبت وزارة الخارجية العراقية تغييره أواخر آب الماضي.
القانون: السعودية لم تتعلم من طرد السبهان وما تزال متخبطة بعلاقاتها مع العراق
ويقول القيادي في ائتلاف دولة القانون خالد الاسدي، أن السعودية "ما تزال متخبطة" في علاقاتها مع العراق، ولم تتعلم شيئاً من طرد سفيرها في بغداد ثانر السبهان، مؤكداً أن العراق يطمح ببناء علاقات متطورة مع الجميع ويرفض أي تدخل بشؤونه الداخلية.
ويوضح الأسدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "السياسة السعودية مازالت متخبطة في علاقاتها مع العراق"، مؤكدا، أن "طرد السفير السعودي من قبل الخارجية العراقية، لم يعلم السعوديين أن العراقيين لن يحرصوا على علاقات من جانب واحد".
ويؤكد القيادي في الائتلاف الذي يتزعمه نوري المالكي، أن "الجميع ينبغي أن يعلموا أن العراقيين يريدون علاقات مبنية على أساس احترام الجوار"، مشيراً إلى أن "العراق يطمح أن تكون علاقاته متطورة وايجابية مع الجميع من دون التدخل بشؤونه الداخلية".
المواطن: من السابق لأوانه الحكم على الشمري قبل التأكد من عمله
بدوره يدعو المتحدث باسم كتلة المواطن النيابية إلى ،وضع القائم بالأعمال السعودي "تحت المجهر" للتأكد من عمله لأن من السابق للأوان الحكم عليه، مؤكداً أن مواقف السعودية تجاه العراق "لا تنم عن حسن نية".
ويقول حبيب الطرفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن من "السابق لأوانه الحكم على شخص قبل رؤية عمله"، عاداً أن "أي ممثل دبلوماسي للسعودية في العراق ينبغي أن يكون تحت المجهر للتأكد من عمله خاصة أن موقف الرياض غير ايجابي تجاه العراق".
ويتابع الطرفي، أن "العراق يطمح لبناء منظومة علاقات مع دول المنطقة كلها بما فيها السعودية لما لها من ثقل وجوار وأمور أخرى مهمة"، مستدركاً بالقول، "لكن السعودية لم تتجه حتى الآن إلى العملية السياسية العراقية، بدليل تشكيكها بالحشد الشعبي وهو الرقم الأصعب الذي أثبت جدارته بطرد تنظيم (داعش)".
ويؤكد القيادي في الكتلة التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، أن "تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، المتعلقة بالحشد الشعبي واستضافة تركيا في مجلس وزراء التعاون الخليجي، توحي أن نوايا السعودية غير مطمئنة تجاه العراق"، لافتا، أن "تعمد السعودية وتركيا تشويه صورة الحشد الشعبي ووصفه بصفات طائفية غير موجودة فيه، لا ينم عن حسن نوايا تجاه العراق".
ويقدم الطرفي شكره لـ"الدبلوماسية العراقية على ما تقوم به للمحافظة على علاقات متوازنة بين العراق والدول الأخرى".
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير حذر، يوم الخميس، الـ(14 من تشرين الأول 2016)، أثناء لقائه بنظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، من الاعتماد على الحشد الشعبي لتحرير الموصل من تنظيم (داعش)، مدعيا أنها "ميلشيا طائفية انتماؤها لإيران، سببت مشاكل وارتكبت جرائم في أماكن مختلفة في العراق، وإذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث"، بحسب رأيه.
يذكر أن وزارة الخارجية العراقية طالبت، في (الـ28 من آب 2016)، نظيرتها السعودية باستبدال سفيرها في العراق، ثامر السبهان، وعزت ذلك إلى "تجاوزه حدود التمثيل الدبلوماسي"، وفي حين انتقدت التصريحات التي أطلقها السفير بشأن محاولة اغتياله في العاصمة بغداد، عدت أنها "تسيء" للدولة العراقية المكلفة بحماية البعثات الدبلوماسية.
|