قوى سياسية عراقية تدعو إلى التهدئة في أزمة القوة التركية شمال العراق
في خضم تصاعد الحملة التي تشنها الحكومة العراقية وقوى شيعية ضد تواجد القوات التركية في العراق، دعت قوى سياسية عراقية، إلى الحوار والتهدئة لحل الأزمة بيد البلدين الجارين.
فقد دعا رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، للتنسيق والحوار مع تركيا لتحقيق مقاربة مرضية تنأى بالعراق عن أن يكون «مقراً أو ممراً أو منطلقاً للعدوان على الآخرين أو تهديداً لأمنهم»، بما يضمن انسحاب القوات التركية»، وفي حين طالب الحكومة والشعب بضرورة العمل على ضمان «سيادة البلد وكرامته واستقلال قراره الوطني ووحدة أراضيه»، أكد أن ذلك يشكل «قاعدة قناعاته» ومشروعه السياسي كـ«مبادئ غير خاضعة للمساومة».
وأكد البيان إنه من «منطلق ان المنطقة تمثل العمق العربي والإسلامي للعراق من جهة، وبسبب ترابط وتشابك التحديات والمخاطر التي يمثلها الإرهاب والتطرف لجميع دولها وشعوبها من جهة أخرى، فإنه يؤمن بضرورة التنسيق والحوار مع جميع تلك البلدان سواء في مواجهة المخاطر المشتركة أم لحلحة العقد والتوترات التي تعتري علاقاتها».
وذكر علاوي، الذي اعادته المحكمة الاتحادية قبل ايام إلى منصب نائب رئيس الجمهورية، أن ذلك «ينسحب على معالجة التصعيد في التوتر الذي يشوب العلاقة العراقية التركية بسبب تواجد القوات المسلحة التركية على الأراضي العراقية في محافظة نينوى، من خلال الركون إلى التنسيق والحوار لتحقيق مقاربة مرضية تنأى بالعراق أو أي بلد آخر في المنطقة عن أن يكون مقراً أو ممراً أو منطلقاً للعدوان على الآخرين أو تهديداً لأمنهم، بما يضمن سيادة العراق على كافة أراضيه وانسحاب جميع القوات التركية منها واستقرار المنطقة ورخاء شعوبها القائم على احترام السيادة وتبادل المصالح».
ورأى أن «نجاح الحكومة العراقية في إدارة ملف علاقاتها مع دول الجوار، سواء مع إيران أم تركيا الإسلاميتين أم البلدان العربية الأخرى، يوفر لها عنصراً أساساً من عناصر تحقيق النصر المبين على الإرهاب، ويفضي إلى بسط الأمن والسلام، كما يطلق عجلة الأعمار والتنمية في بلادنا بعد تحقيق المصالحة الوطنية الناجزة والخروج من انفاق المحاصصات والطائفية السياسية المقيتة».
وشدد علاوي على أن «قناعاتي ومشروعي السياسي تقتضي أن يعمل العراق حكومة وشعباً، على ضمان سيادته وكرامته واستقلال قراره الوطني ووحدة أراضيه، كمبادئ غير خاضعة للمساومة».
ودعا اتحاد القوى الوطنية ( السني)، الحكومة العراقية إلى احتواء الأزمة مع تركيا والتعامل مع قواتها بواقعية، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على علاقة جيدة مع دول الجوار وخاصة مع اقتراب معركة تحرير الموصل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ورئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تبادلا مؤخرا الاتهامات والانتقادات العلنية على خلفية الموقف من دخول القوة التركية إلى العراق.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس الخميس، استدعاء السفير التركي للمرة الثانية خلال ايام لابلاغه باحتجاجات الحكومة العراقية على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي عبر فيها عن رفض الانسحاب من معسكر بعشيقة قرب الموصل. كما شن قادة ميليشيات واحزاب شيعية، حملة من الهجمات والتهديدات عبر وسائل الإعلام باستهداف القوات التركية وإعادتها في توابيت إلى بلدهم.
القدس العربي |