فوج تابع للجيش العراقي ينتقل من الناصرية إلى سامراء لحماية عوائل الحشد الشعبي
بالتنسيق بين قيادات من الجيش العراقي والحشد الشعبي، أصدرت الجهات المعنية أوامرها بنقل الفوج السادس التابع للجيش العراقي من مدينة الناصرية، جنوب العراق، إلى مدينة سامراء لحماية عوائل منتسبي الحشد الشعبي التي انتقلت للعيش في المدينة ومحيطها بشكل دائم بعد سيطرة الحشد الشعبي على المدينة.
وتحدث مصدر عشائري من أربيل لـ «القدس العربي»، قال انه قيادي سابق في صحوة عشيرة البو باز، أن «الميليشيات الشيعية سيطرت على المدينة بشكل كامل منذ 6 يونيو/حزيران 2014 بعد يوم واحد من سيطرة تنظيم الدولة على المدينة والانسحاب منها بناء على طلب من عشائر سامراء خشية حدوث فتنة طائفية شبيهة بفتنة تفجير المرقدين عام 2006»، كما سماها.
وأشار المصدر إلى أن «الآونة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد العوائل الشيعية التي تم ادخالهم إلى مركز المدينة وإشغالهم مساكن أبناء المدينة الأصليين الذين قامت الميليشيات والحشد الشعبي بتهجيرهم من محيط المرقدين ومنعهم من العودة إليها لضرورات حماية المرقدين»، حسب قوله.
واضاف، أن الفوج السادس التابع للجيش العراقي يقوم «منذ وصوله قبل حوالي عشرة أيام بمهمة حماية العوائل الجديدة بالتنسيق مع سرايا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر والتي تنتمي اغلب العوائل الجديدة لقتلى السرايا أو مقاتليها الحاليين، إضافة إلى عوائل محسوبة على عصائب اهل الحق».
وقال المصدر العشائري، أن أغلب المناطق المحيطة في مدينة سامراء «باتت تعيش حياة شبيهة في مظهرها بحياة قرى محافظة الناصرية حيث جلبت العوائل الوافدة معها ابقار الجاموس التي لم تكن معروفة في المنطقة، كما حولوا عدد كبير من المساجد السُنّية إلى حسينيات».
من جهة أخرى، «اتهم» المصدر «كبار شيوخ عشائر سامراء بالتواطؤ مع الحشد الشعبي في عملية تغيير تركيبة المدينة»، رافضا تسميتهم بالاسم، مكتفيا بالقول «ان الجميع يعرف أسماء هذه العشائر وأسماء شيوخها من المتعاونين مع الحشد الشعبي أو من غير المتعاونين أيضا».
وكشف عن «صراع نفوذ بين عدد من فصائل الحشد الشعبي انتهى مؤخرا بعد أن اتفقت على تأسيس أفواج خاصة بكل فصيل للعمل داخل المدينة فقط، وتوزيع المهام بحيث يتولى كل فوج مهمة السيطرة على حي من أحياء المدينة وإدارة الملف الأمني في كل حي من أحيائها من قبل أحد الأفواج بشكل مستقل عن الأفواج الأخرى».
ورفض أحد أعضاء مجلس قضاء سامراء، تحتفظ «القدس العربي» باسمه، وهو أيضا من كبار شيوخ عشائر المدينة، التعليق على ما ذكره المصدر العشائري الخاص.
يذكر أن سامراء، 110 كيلومترات إلى الشمال من العاصمة تحتضن أكثر المراقد المقدسة لدى الشيعة، وتعرض مرقدي الحسن العسكري وعلي الهادي إلى تفجيرات في 22 فبراير/شباط 2006 اتهم تنظيم القاعدة في حينها بالوقوف وراءهما، واندلعت اعمال عنف طائفي استمرت قرابة العامين على الرغم من نفي تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجيرات واعتراف أحد كبار قادة الجيش الأمريكي بأن إيران هي من كانت تقف وراء تفجيرات سامراء، حسب تصريحات نقلتها وكالات أنباء عالمية منسوبة لرئيس قيادة الاركان المشتركة الأمريكية السابق في العراق الجنرال جورج كيسي في يونيو/حزيران 2013.
القدس العربي |