القوات العراقية تتقهقر جنوب الموصل بعد هجمات واسعة لتنظيم «الدولة»
قال أنور الجبوري أحد القادة الميدانيين للحشد العشائري أو ما يعرف بقوات أسود الزوية في مناطق جنوب مدينة الموصل بأن القوات الحكومية والحشد الشعبي انسحبوا بشكل مفاجئ ليلة الأحد من قرية الزوية جنوب الشرقاط بعد هجوم معاكس من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، سبقه قصف مركز من مقاتلي التنظيم الذين قاموا باستطلاع مواقع القوات الحكومية داخل الزوية بواسطة الطائرات المسيرة بعد دخولها إلى القرية، ثم أطلقوا أكثر من مائة قذيفة هاون وصاروخ أصابت أهدافها بصورة مركزة واقتحموا القرية؛ ما أدى إلى انسحاب القوات العراقية دون أوامر وبشكل عشوائي.
وأضاف في تصريح خاص بــ «القدس العربي»: رغم أن الأوامر صدرت للقوات المتواجدة في القرية بعدم الانسحاب لحين وصول الامداد؛ لكن القوات انهارت وانسحبت لغياب الغطاء الجوي من طيران التحالف لبضع ساعات، الأمر الذي استغله تنظيم الدولة، وبعد دخول مقاتلي التنظيم خسرنا أكثر من 15 قتيلاً وعدة جرحى بالإضافة إلى أننا اضطررنا إلى ترك عدة آليات وعتاد خلفنا بسبب الانسحاب العشوائي، فاستولى عليها التنظيم.
وأكد الجبوري أن «غياب الغطاء الجوي أصبح كابوساً يطارد القوات الحكومية بشقيها الحشد الشعبي والعشائري أو القوات النظامية خصوصاً في المناطق والقرى والمدن ذات المحيط المفتوح حيث أصبحنا في حالة ترقب دائم خشية من هجمات التنظيم» حسب تعبيره.
ويضيف «بعد ذلك توجهت قوة من الشرقاط جنوباً إلى الزوية لاستعادتها وهي قوة مدرعة كبيرة باغتت التنظيم من المحور الغربي وبعد معارك استمرت ليوم كامل فشلت باقتحامها ليتوجه التنظيم شمالاً نحو قرية النمل ويسيطر عليها بعد انهيار وانسحاب القوات العراقية والحشد منها معللين ذلك بغياب الطيران»، حسب قوله.
ويرى الجبوري أن دفاعات تنظيم الدولة «تزداد شراسة كلما تقدمت القوات العراقية نحو الموصل ومن الواضح جداً أن التنظيم استعد جيداً للمعركة، وستكون معارك جنوب الشرقاط انعطافة كبرى خصوصاً بعد نشاط التنظيم بهجمات في تكريت وغيرها.
وطالب في ختام حديثه بأن تكون قيادة قوات الحشد العشائري (أسود الزوية) مستقلة عن الحشد الشعبي ويكون تمويلها من الحكومة مباشرة، لأنهم يعتبرون الطرف الأضعف، وهم أهل المنطقة وأدرى بالقتال فيها لأنهم واجهوا التنظيم أكثر من مرة»، على حد قوله.
وكان ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فديو يظهر انهيار معنويات القوات العراقية المنسحبة من قرية الزوية حيث بكاء الجنود وتبادل الشتائم على خلفية الانسحاب.
القدس العربي |