العمود الثامن ما هي أخبار حنان الفتلاوي غداً ؟! علي حسين
عندما تجلس أمام شاشة التلفزيون تغرق رغماً عنك في أخبار مسؤولينا الأفاضل، وآخر مصطلحاتهم عن الديمقراطية واللحمة الوطنية ، هناك والحمد لله هذه الايام حملة " لحمية " تقودها زعيمة حركة إرادة حنان الفتلاوي للاعتراف بأن الكرد مواطنون عراقيون ، بعد ان ظلّت تشتمهم ليل نهار ، الآن السيدة الزعيمة تنشر صوراً لها في السليمانية وتتحدث عن روابط الدم والأُخوّة ، لا تتسرّع عزيزي القارئ ، أنت في العراق . وفي هذا البلد ياعزيزي ممكن ان تجد الذي كان ضد سليم الجبوري وطالب بإعدامه بتهمة أربعة إرهاب ، يشارك الآن معه في معركة " الإصلاح " ، وسبحانه يهدي من يشاء. ماذا حصل للزعيمة حتى غيّرت رأيها ، هل سافرت للسليمانية للنزهة والاستجمام ؟ أو لعلها ذهبت لفتح فرع لحركة إرادة ، أو أنها قد ترشّح نفسها عن أقليم كردستان ؟! فما أدرانا ، على أي حال ، عليك عزيزي القارئ ، ان تسأل عن أخبار حنان الفتلاوي غداً .
والآن هل تعرفون في ظل أنباء جولة حنان الفتلاوي ، ما هو النبأ الجديد الذي خرج من العراق خلال هذه الايام؟ إنه: تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ، كشف عن اختفاء 120 مليار دولار من فوائض موازنات العراق المالية ، خلال فترة تولّي نوري المالكي رئاسة الوزراء.
التقرير أوضح أنه خلال الفترة ما بين 2006 – 2014 حقق العراق فوائض مالية كبيرة كان يمكن أن تساهم في إعادة إعماره و تحويله إلى دولة حديثة، حيث بلغ مجموع الموازنات في تلك الفترة 700 مليار دولار ذهبت معظمها إلى جيوب الفاسدين!
ما الذي ستقوله السيدة حنان الفتلاوي عن هذا التقرير الدولي ، حتماً ستخرج على إحدى الفضائيات لتتهم الامبريالية بتشويه صورة المجاهدين ، وستشتم واضعي هذا التقرير الذي يسيء لمكانة العراق الجديد ، فكيف تسنى لهذه المنظمة العميلة ان تُحرّف الحقائق وتضعنا في المراتب الاولى للفساد بينما الواقع يقول إننا نعيش أزهى عصور البناء والتقدم ، وان السيد المالكي دخل رئاسة الوزراء ، وخرج منها وهو لايملك من حطام الدنيا سوى راتبه الوظيفي !
منذ أكثر من عام والحكومة تعلن : إننا بلد مفلس أو بتعبير أكثر لطفاً على " باب الله "، لماذا أفلسنا ؟ لأنّ الغرب سرقنا ونحن نيام ، وبعد..لأنّ الصهيونية حولت أموال النفط الى بنوك عمان ودبي، وبعد لأنّ الرجعيّة لاتريد لنا أن نبني مستشفيات ومدارس ومصانع ، أما السبب الحقيقي الذي لا يريد أحد من المسؤولين أن يقوله: لأنّ ممارسة السرقة أصبحت أمراً " جهاديّاً " !
المدى
|