العمود الثامن الأوسكار لفيلم " جبهة الإصلاح " علي حسين
لم يتم ابتذال مفهوم الإصلاح ، كما يحدث الآن، ، رئيس الوزراء حيدر العبادي لايزال يتحدث عن الإصلاح الذي لايختلف بالشكل واللون والرائحة عن خطبة الاربعاء " الإصلاحية " التي أطلقها نوري المالكي!، وأرجوك، تذكّر أن كثيراً من المقولات التي يردّدها حيدر العبادي اليوم، ظلّ السيد رئيس ائتلاف دولة القانون يردّدها طيلة ثماني سنوات، وهي نوع من الـ" حزم " لايصلح للاستهلاك البشري .
إذا طالعتَ صحف اليوم وأمس ستجد أنّ حيدر العبادي ، يعتقد أنّ أحسن تطبيق لنظرية الإصلاح تعيين النائب " الإصلاحي " أحمد الجبوري وزيرا للدفاع ، تطبيقا للمثل القائل " الباب اللي تجيك منّه ريح سدّه واستريح " ويبدو ان ريح الجبوري قوية تنذر بهبوب عاصفة " استجوابية " ضد رئيس الوزراء .
جبهة الإصلاح بقيادة الثلاثي حنان الفتلاوي وعالية نصيف وهيثم الجبوري ، تهتف ليل نهار إنها مع الاصلاح ، وتطلب من العراقيين :إذا أردتم أن تكونوا وطنييين ، فاهتفوا كما نريد .
خُـذ مثلا تلك الاخبار التي يتداولها " جهابذة " الاصلاح " من أن وزارة الداخلية يجب أن تذهب إلى كتلة سياسية معينة،لأنها استحقاق انتخابي، وان وزارة الدفاع يجب ان لاتخرج من عباءة الحزب الاسلامي ، لانها مفصلة عليه ، هذه الاخبار تدور أحداثها ووقائعها في بلاد يذكّرنا فيها رئيس الجمهورية ومعه رئيس الوزراء ، وقادة الكتل السياسية ليــل نهـار من أننا دولة مؤسسات مستقلة ، لكننا في زمن يصرُّ فيه البعض على رفع برقع الحياء السياسي في ما يتعلق باختيار المناصب .
الجميع لايريد أن يدرك أنّ الإصلاح ليس خطبة تلقيها عواطف النعمة ، ولا أُنشودة يرددها محمد الكربولي ، انه شجاعة في المقام الاول ، وهو فرض وليس دموعاً يذرفها حاكم الزاملي ، الاصلاح لا يأتي من خطب اسكندر وتوت او هتافات عباس البياتي ، بل من قوانين وتشريعات تؤسس لدولة مدنية .
لقد أضعنا اكثر من عشر اعوام في خطابات مقززة عن الاصلاح ، وسلمنا قيادة البلاد الى " الروزخونيّة " واصحاب الحظوة ، وكان في استطاعتنا ان ننافس دبي وسنغافورة ، لكننا قررنا ان نضع العراق في خانة واحدة مع افغانستان والصومال !
ألا يحق لنا ونحن نشاهد هيثم الجبوري يتهدج صوته وهو ينادي بالاصلاح أن تتساءل ترى من حارب سنان الشبيبي وطالب بإقصائه وطارده بمذكرات 4 إرهاب ، ، كي يستمر السيد " المصلح " هيثم الجبوري منظّراً ومفتياً ومتاجراً في بضاعة فاسدة، مكوّنها الرئيسي العودة إلى الولاية الثالثة.
مرة أخرى: نحن شعب لايتحمل كل هذه العاهات " الإصلاحية " في بلد أسمه العراق ؟!
المدى |