وفد الحوثيين يبحث في بغداد حصوله على الاعتراف بالمجلس السياسي
أثارت زيارة وفد الحوثيين إلى العاصمة العراقية هذه الأيام، تساؤلات عن اهداف الزيارة وتوقيتها، وعلاقتها بالصراع الإقليمي في المنطقة وخاصة بين إيران والسعودية، وسط انتقادات من قوى سياسية لموقف الحكومة العراقية.
وعد مراقبون في العاصمة العراقية أن استقبال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري للوفد الحوثي «استقبالا رسميا» يعتبر اعترافا بالمجلس السياسي الذي لا يعترف به أحد من الدول، عدا إيران.
وقد أكد خلال اللقاء بالوفد الحوثي أن «العراق دوى بصوته في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وكل المحافل والمؤتمرات الدولية ورفض رفضا قاطعا التدخل العسكري في الساحة اليمنية لأنها ستساهم في إراقة الدماء وتساهم في زعزعة الأمن المجتمعي».
ونوه الجعفري، وهو قيادي في حزب الدعوة الشيعي، إلى أن الدستور العراقي يؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كما لا يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية، مجددا مساندة العراق لليمن ودعم الحوار وصولا للحلول السلمية حفاظا على مصالح الشعب اليمني الشقيق، مشيرا إلى أن العراق يساند كل خطوة دستورية وقانونية تحفظ وحدة الصف اليمني، واصفا المجلس السياسي للحوثيين والمخلوع صالح بأنه «خطوة موفقة»،مما يعد اعتراف بذلك المجلس.
وأجرى الوفد الحوثي لقاءات مع القوى الشيعية العراقية التي عبرت عن تأييدها لاعلان المجلس السياسي في اليمن، ومنها المجلس الأعلى الإسلامي وقادة ميليشيات شيعية مسلحة ورجال دين شيعة.
وفي ردود الفعل الرافضة، فقد شن تحالف القوى العراقية، يوم امس الثلاثاء،هجوما عنيفا على السياسة الخارجية العراقية متمثلة في الوزير ابراهيم الجعفري ووصفها بالازدواجية على خلفية طلب تغيير السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، واستقبال وفد الانقلابيين الحوثيين.
وانتقد بيان تحالف القوى «السياسات العراقية التي تنزلق مرة اخرى إلى محور الاختلاف مع الدول العربية بلا مبرر رغم أنها مدت يدها للشعب العراقي ووقفت معه وما تزال في محنته الأمنية والإنسانية»، مبيناً اننا «فوجئنا بقرار الحكومة العراقية بطلب تغيير السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان وهي سابقة خطيرة»، عادا «ان الطلب يأتي استجابة للضغوط التي تمارسها الميليشيات المنفلتة التي لطالما هددت الأمن العراقي والعربي وبدفع من الأجندات الإقليمية التي لا يروق لها رؤية عراق وطني بعلاقات عربية معافاة».
وأشار بيان التحالف إلى أن «إزدواجية الدبلوماسية العراقية لم يعد ممكنا السكوت عنها، فهي من جهة تستقبل وفود المجاميع المسلحة كالحوثيين وتغض النظر عن التدخل الإقليمي الفج في الشأن العراقي وتبرره، ومن جهة اخرى تسعى بدون اي مسوغ لتعكير علاقات العراق العربية وتأزيمها في وقت نحن احوج ما نكون فيه إلى الانفتاح على العالم الخارجي والابتعاد عن سياسة المحاور التي أضرت ببلدنا وجعلت العالم ينظر له على أن سيادته مشوبة بعيب التبعية».
ومن جهة اخرى، أفاد مصدر مطلع مقرب من التحالف الوطني الشيعي، إن جماعة الحوثي تعهدت بالعمل على ترحيل خبراء عسكريين عراقيين من الجيش السابق يعملون في اليمن منذ سنوات.
وبحسب المصدر فقد ناقش الوفد الحوثي خلال لقاءاته بوزير الخارجية والمراجع الشيعية العراقية، وزعماء عدد من الفصائل الشيعية التي طلبت من الحوثيين تسليمها عشرات من الخبراء العسكريين العراقيين المقيمين في اليمن.
ونوهت المصادر إلى أن الوفد الحوثي أبلغ الأطراف الشيعية العراقية أن الخبراء العراقيين، قدم بعضهم في زمن حكم صدام حسين لتدريب القوات اليمنية، والبعض الآخر لجأ إلى اليمن عقب سقوط نظام البعث عام 2003، حيث وفر لهم صالح الملاذ الآمن والرعاية والحماية للاستفادة منهم. وقد وعد الوفد ببذل المزيد من الجهود لترحيلهم وتسليمهم إلى حكومة بغداد.
وذكر التدريسي في جامعة بغداد لـ«القدس العربي» جاسم الجبوري، ان زيارة وفد الحوثيين إلى بغداد يأتي ضمن سياق محاولات الترويج للمجلس السياسي الذي تم تشكيله في اليمن مؤخرا ويضم الانقلابيين الحوثيين وجماعة صالح، حيث لا يوجد أحد يعترف بهذا المجلس غير الشرعي، لذا تقتصر تحركاته على إيران والدول الموالية لها مثل العراق وسوريا وحزب الله في لبنان.
وأكد ان توقيت الزيارة مقصود به افشال مبادرة وزير الخارجية الأمريكي كيري لحل ازمة اليمن والتي دعا المبعوث الأممي لليمن إلى عقد اجتماع لأطراف أزمة اليمن لبحثها، كما ان زيارة وفد الحوثيين إلى العواصم المقربة من إيران، يراد لها ممارسة الضغوط على السعودية وابتزازها بعدم وجود امكانية للحل السلمي في اليمن بعيدا عن ارادة إيران وبالتالي استمرار توريطها في حرب اليمن لاستنزافها.
وربط الدكتور الجبوري بين استقبال الحكومة العراقية لوفد الحوثيين مع مطالبة وزارة خارجيتها بتغيير السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، معتبرا هذه السياسة تصب في اطار معاداة السعودية تماشيا مع المشروع الإيراني في المنطقة وعلى حساب علاقات العراق العربية.
ويؤكد المراقبون أن زيارة وفد الحوثيين إلى العراق يأتي ضمن جولة تشمل عدداً من الدول المقربة من إيران، لبحث فك العزلة الدولية عنه من خلال محاولة الحصول على اعترافها بما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» المشكل بالمناصفة بين جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح). اضافة إلى الضغط لافشال مساعي حل الأزمة اليمنية سلميا.
القدس العربي |