البيشمركه تبلغ التحالف عدم مشاركتها في الاستعدادات لمعركة الموصل
كشف ضابط رفيع في قوات البيشمركه من مقره في كركوك عن ابلاغ قواته قيادة التحالف الدولي بعدم مشاركتهم في العمليات القتالية التي تجري استعدادا لمعركة الموصل، واقتصار مهامهم في الوقت الحاضر على المشاركة في عملية تحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك.
وفي تصريح خاص بـ «القدس العربي» قال الضابط، ان تعليمات قيادة البيشمركه تضمنت عدم مشاركتنا في عملية تحرير الموصل إلاّ بعد «أن يستكمل الجيش العراقي تحرير مناطق تلال الناصر، والشورة، والبكر، والمنيرة، ولزاكة، وحمام العليل، وقبر العبد وغيرها وصولا إلى اطراف مركز المدينة»، حسب قوله.
وحسب قوله، فإن البيشمركه «ستشارك في عملية اقتحام مدينة الموصل من الشمال عن طريق قواتها المتمركزة في سهل نينوى ومناطق سنجار شمال غربي الموصل، كما ستشارك من جهة الغرب بعد تحرير قضاء تلعفر».
وقال الضابط في البيشمركه الكردية، إن قيادة التحالف «ابلغتنا انها اختارت عدة تشكيلات من الحشد الشعبي ثبت لديهم أنها فصائل معتدلة للمشاركة في تحرير مدينة الموصل وتسليمها للقوات العراقية بعد تحريرها»، على حد قوله.
وأشار إلى أن البيشمركه الكردية لن «تتحرك بالوقت الحاضر إلاّ بعد الانتهاء من تحرير قضائي الحويجة والشرقاط ووصول القوات الأمنية على اطراف مركز مدينة الموصل».
وأضاف، أن خلافات «بغداد وأربيل لا يمكن أن تأخذ أولوية على تحرير الأراضي من تنظيم الدولة لكن هذا لا يعني أننا سنقدم المزيد من التضحيات دون مكاسب حقيقية للشعب الكردي».
وحول مشاركة البيشمركه في معركة الموصل ومحاور قتالها والأطراف التي ستقاتل معها، قال الضابط في البيشمركه: «إن قوات تابعة للـ«بي كي كي» تتواجد الآن في قضاء سنجار ومناطق أخرى شمال القضاء ستقاتل إلى جانب قوات البيشمركه التابعة للرئيس مسعود البرزاني باتجاه تلعفر والموصل لإحكام الحصار على المدينة من شمالها وغربها»، حسب قوله رافضا التحدث عن ما تناقلته وسائل إعلام عن رفض الـ «بي كي كي» الانسحاب من قضاء سنجار.
وذكر أحد الخبراء العسكريين في شؤون البيشمركه والجيش العراقي، وهو من أبناء قضاء الحويجة، ويقيم حاليا خارج العراق، أن مشاركة البيشمركه وتركيزها على «قضاء الحويجة يأتي من موقعه الجغرافي القريب عن مدينة كركوك النفطية وخشية البيشمركه من ان يكون قضاء الحويجة مركزا لنشاطات الحشد الشعبي مستقبلا في حال عدم وجود البيشمركه فيه».
وأوضح، أن «مرحلة ما بعد التنظيم ستشهد نزاعات عربية كردية إذا ظلت سياسة الأكراد في اتجاه فرض الأمر الواقع من جهة، ومحاولة السيطرة على الأراضي المتنازع عليها بين العرب والأكراد بعيدا عن الاحتكام إلى الدستور العراقي من جهة أخرى؛ كما أن الحشد الشعبي يريد فرض سيطرته ونفوذه على معظم مفاصل الدولة العراقية وهو سوف لن يقبل بسيطرة الأكراد على كركوك ونفطها، ولن يقبل بسيطرتهم على الأراضي العربية خارج حدود إقليم كردستان»، حسب قوله.
ورأى، أن البيشمركه الكردية «تتهرب من المشاركة في معركة الموصل بمراحلها الأولى على امل انهاك تنظيم الدولة من جهة والجيش العراقي من جهة أخرى في المعارك التي ستدور بينهما واستنزافهما معا».
وأكد الخبير العسكري، على أن «الخطة الحالية للبيشمركه هي فرض السيطرة على ناحية برطللة التابعة لمحافظة نينوى ومدن وقصبات أخرى قريبة عنها تتميز بالأرض المنبسطة الممتدة على مساحات شاسعة تعد من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة اعتمادا على مياه الامطار، وهي دائمة النقاش مع التحالف الدولي لتسهيل سيطرتها على تلك المناطق» وفقا لقوله في اتصال مع «القدس العربي».
القدس العربي |