أهالي العطيفية يشكون إجراءات حماية جارهم المحافظ صلاح عبد الرزاق.. والمنطقة تتحول الى ثكنة عسكرية ليلا والمجلس المحلي يعتبره رمزا

شكا أهالي منطقة العطيفية من "الاجراءات التعسفية" التي تقوم بها الأجهزة الامنية المكلفة بحماية منزل محافظ بغداد الموجود في المنطقة، ما اضطر العوائل وكبار السن والمرضى الى المشي مسافات طويلة قبل الوصول الى منازلهم

وفيما دعا الأهالي المحافظ صلاح عبد الرزاق الى الانتقال الى المنطقة الخضراء، كون وجوده بينهم أصبح مصدر إزعاج وقلق، أشاروا الى أن إزالة اللافتة التي تمنع دخول إحدى الشوارع الفرعية، قبل نحو أسبوعين، لم يحد من شدة الاجراءات الآخذة بالازدياد، لافتين الى أن المكان يغلق بعد العاشرة ليلا، ويصبح أشبه "بثكنة عسكرية

وفي الوقت الذي برر فيه مجلس محافظة بغداد مثل تلك الاجراءات، باعتبار أن المحافظ "رمز" ينبغي حمايته، استنكر برلمانيون ذلك، داعين الى التخلي عن تلك الأمور التي من شأنها أن تبعد المسؤول عن المواطنين، ولاسيما أن الانتخابات على الأبواب

وفي لقاء مع "العالم" أمس الأحد، شكا نجم عبد الله أحد أهالي منطقة العطيفية "الإجراءات التعسفية التي تمارسها الأجهزة الامنية في المنطقة، بسبب توفير الحماية لمنزل محافظ بغداد، عقب غلق الشوارع الفرعية المؤدية الى داخل المنطقة والابقاء على شارع واحد مفتوح للذهاب واخر للإياب، ما اضطر العوائل وكبار السن والمرضى، الى النزول من السيارات والمشي مسافات طويلة، أو الالتفاف عبر مداخل أخرى بعيدة، الامر الذي صعّب عملية التسوق والحركة من والى المنطقة"، منبها إلى أن "المكان يتحول الى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد الساعة العاشرة ليلا، بسبب وجود عدد كبير من سيارات النجدة المختلفة بطريقة مزعجة للأهالي، وتؤدي الى غلق المنطقة

ودعا المواطن عبد الله "المحافظ الى الانتقال الى المنطقة الخضراء، لو كان خائفا على حياته كل هذا الخوف، من دون أن يكون لوجوده أي فائدة تذكر، فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات أخرى يجنيها الأهالي من وجوده بجوارهم، فوجوده أصبح مصدرا للأذى بشكل مزعج"، لافتا الى أن " الاجراءات الأمنية اصبحت أكثر تعسفا، بعد أن تم رفع اللوحة التي كانت موضوعة في بداية الشارع المغلق المذكور

وكانت "العالم" قد تابعت قضية غلق شوارع المنطقة، بعدما شاهدت اللوحة الموضوعة من قبل قيادة عمليات الكرخ في وقت سابق، واتصلت في حينها بقائد عمليات الكرخ الفريق علي الموسوي، الذي نفى "غلق المنطقة التي يسكن فيها المحافظ"، مبينا أن "ما حصل هو الشروع بسياق سليم للحفاظ على الاوضاع الامنية في المنطقة، وبدلا من ان يكون استيعاب الدخول للمنطقة عبر ممرين، فقد قمنا بتوسعته الى 4 ممرات، فضلا عن ممرين كاملين للخروج، وعزلنا ممرات الدخول عن الخروج، وعززنا الحماية حول المنطقة، فالمصلحة العامة تدعونا الى تعزيز الامن في منطقة العطيفية حفاظا على حياة المواطنين، وهذا هدف جميع قطعاتنا العسكرية

وكان الموسوي، قد أنكر أوامر بوضع لوحة تغلق الشارع، ووعد برفعها، قائلا إن "الاجراءات التي اتخذناها هي متبعة في مناطق أخرى، ونحن كقيادة لعمليات الكرخ، لم نوجه بغلق المنطقة بالكامل، وهذه الصورة التي تنشرونها لا علم لي بها ولم أعط الاذن لأي شخص بوضع اسمي على تنويه من هذا النوع، وعلى من وضعها رفعها فورا او سنرسل قوة عسكرية لتتولى ازالتها

وأضاف "قطعاتنا تقدم خدماتها للمواطنين جميعهم، ولا تقدم خدمات وفق ما يشتهي بعضهم، وأدعو المواطنين الى التعاون مع الاجهزة الامنية لبناء منظومة امنية مبنية على قواعد صحيحة

بدوره، أشار رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة عبد الكريم الذرب، في حديثه مع "العالم" أمس، إلى أن "اللجنة تسعى لمتابعة جميع الاجراءات الأمنية في المحافظة ميدانيا، واي إجراء أمني اضافي هو لتوفير قدر أكبر من الامن، والمحافظ مواطن كغيره من المواطنين قد تخضع منطقة سكنه لمثل هذه الاجراءات، ونحن مع تنظيم العمل الامني"، مبينا "أما بالنسبة للممرات التي أغلقت فهي ممرات جانبية يسلكها الأهالي لوجود مجمع تسويقي بعدها، واعتقد أن وجود مدخل ومخرج في ان واحد يسبب ارباكا لمستخدمي الطريق، وعندما نعزلهما سنضمن تنظيما اكبر للحالة الامنية

وأضاف الذرب "عمل اللجنة الامنية في المجلس رقابي، وليس تنفيذيا، وعليه فإننا سنتابع مع الجهات التنفيذية ما هي مبررات تحديد منافذ دخول وخروج منطقة الشالجية، واذا ما وجدنا أن ذلك لأهداف تنظيمية فنحن معها"، مشيرا الى أن "هذه الاجراءات الامنية قد اتبعت لتوفير الامان للمواطنين بالدرجة الاولى، كما أن المحافظ رمز يجب توفير الامان له، ولو تعرض لمكروه فإننا جميعا سنلام

من جهتها، انتقدت عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية عتاب الدوري أمس الاحد "إغلاق الشوارع من قبل المسؤولين، كون ذلك يثقل كاهلي كنائب، فالمواطن منحني صوته لاوفر له التشريعات التي تضمن له حياة كريمة، أما هذه الكتل الكونكريتية والاطواق المفروضة عليه ضمن مناطق سكناه فما هي الا الإجحاف بعينه، ومن المؤلم أن يعاني المواطن من إجحاف من أوصلوه الى سدة الحكم

ودعت الدوري الى "رفع جميع الحواجز التي شوهت عاصمتنا الجميلة بغداد، وتفكيك كل المناطق الخضراء في البلد، وان يعيش المسؤول هموم المواطن لا ان يترفع عليه بإضافة حراسات مشددة ضمن منطقته السكنية، وعلى المسؤول ان يجعل العراق كله منطقة خضراء وان يتنقل المواطن بكامل حريته"، مطالبة "بالكف عن الكونكريت وصافرات الانذار، فالمسؤول على موعد مع ناخبيه في غضون اقل من عامين

أما قائممقام قضاء الكاظمية يوسف محمد السعدي، فقد نفى لـ"العالم"، أمس "علمه بأي تفاصيل تتعلق بطريقة إدارة المناطق أمنيا، باعتبار أن ذلك ليس ضمن صلاحياته والقادة الامنيون على دراية بما تحتاجه قواطعهم من اجراءات سواء كانت بغلق بعض الطرقات او وضع نقاط تفتيش او تخصيص مداخل ومخارج معينة، وكل التعليمات والاجراءات هي نتاج مشاورات بين المسؤولين المحليين والقادة الميدانيين

وأضاف السعدي "نحن كحكومة محلية نحاول خلق حالة من التوازن بين العسكر والمدنيين، على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، اي الحفاظ على أمن الابرياء من المدنيين من جهة، والقيام بالمهام الامنية على اتم وجه وتوفير الاستقرار لهم من جهة اخرى"، مبينا "لا نمتلك سوى صلاحية نقل هموم المواطنيين الى القادة الميدانيين ضمن اجتماعاتنا الدورية معهم وهم يدرسون طلبات المواطنين التي تردنا ويتخذون الاجراءات المرضية قدر المستطاع بما يسهل امور المواطنين ولا يخل بخططهم

العالم